18 ديسمبر، 2024 9:38 م

حيدر العبادي وملامح الشخصية القيادية

حيدر العبادي وملامح الشخصية القيادية

منذ أن تسنم الدكتور حيدر العبادي وانا مهتم بمراقبة كل ما يصدر منه.. أقواله.. أفعاله.. تصرفاته.. في داخل العراق وخارجه.. طريقة حديثه.. لأنني كنت ولازلت اتمنى ان يحظى العراق بشخص قائد ذو شخصية قوية محورية قادر على فرض نفسه بقوة على المقابل لأن العراق ابعد ما يكون بحاجة إلى الضعف.. ففي هذا الوقت كلما في العراق ضعيف مهزوز غير متماسك.. وللأسف من خلال أربع سنوات قضاها الدكتور حيدر العبادي.. لم الاحظ أو لم أستطع من تشخيص اي نقاط قوة في شخصيته فهو اولا وقبل كل شي ذائب في حضن الولايات المتحدة الأمريكية والتي يبدوا انها تسيطر عليه وعلى كل قراراته بشكل مطلق وفي الوقت عينه لا تحسب له وإنا وكلنا شاهدنا عدد المرات التي يتجاهله فيها الرئيس الأمريكي مرة مع أوباما والأخرى حين تم تنصيب ترامب حيث اتصل به ليهنئه لكنه لم يعبأ به ولم يرد الاتصال.. أمور أخرى منها سلوكه في ضيافة الدول التي يزورها وعدد المرات التي تعثر فيها حتى تصورت انه سيدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية أمر آخر وهو صدور مقترحات قوانين من الحكومة غير مدروسة ولا تناسب الوضع العراقي وتاليا يتنصل من مسؤوليتها فهي اما بعلمه وهنا يكون التنصل قمة الانهزام أو بغير علمة وهنا قمة الضعف والفوضى في مجلس الوزراء.. أمر آخر وهو ردود فعله الباردة جدا وعدم تحريكة لساكن في مواقف تتطلب نشاطا ملحوظا مثلما حدث في دخول القوات التركية للعراق.. ونشاط الأكراد التوسعي وزيارات بعض الساسة العراقيين لدول أخرى بصفة رسمية كل ذلك أضعف الحكومة وبالتالي اعطى صورة سلبية للعالم أن العراق بلد بلا حكومة.. ويبدوا أن السيد العبادي لا يتمتع بموهبة القيادة ولا حسن الإدارة ولولا تدخل أمريكا بشكل مباشر في أمور البلد لفلتت الأمور من يده وأن هناك قوى وشخصيات أكثر تحكما بالوضع الداخلي منه وربما سيحظى العبادي بفشل كبير في الانتخابات المقبلة لأنه لم يتمكن من الاستحواذ على قناعة العراقيين لا شعبا ولا السياسيين حتى أنه لعد 4سنوات لم يفعل ما يستحق أن يذكر على صعيد تقديم الخدمات للبلد ولعل تحرير الموصل أمر لم يكن ليحدث لولا فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها السيد السيستاني والتي عززت من ثقة الجيش والشرطة أن العراق في هذا الوضع يستحق أن تعود له هويته المستقلة بعيدا عن أي املاءات خارجية والرجل غير قادر على إعادتها مادام يتخوف ويخشى مواجهة أي سياسي سواء من حزب الدعوة أو المجلس أو التيار الصدري فكلهم يعلم أنه ارتقى منصبا لا يستحقه لكنه استفاد من عدم رغبة هذه القوى بخصمه نوري المالكي لذا كان هو الأنسب لضرب نوري المالكي كونه من حزبه ومن نفس الخط لذا ربما حسنته الوحيده انه من الدعوة إذ لولاها لما صار رئيسا للوزراء.. أمر آخر أود اثارته وهي دعواته للإصلاح والحقيقة هي أشبه بالنكته لأن المليارات المفقودة في السنوات الماضية كان حيدر العبادي يشرعن ضياعها بحكم كونه رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب وبالتالي كان له دور بارز في إعداد وتمرير تلك الموازنات الفلكية وضياعها ومن السذاجة أن نعتبر من كان جزء من حالة الفساد أن نعتبره قائدا في الإصلاح ولحد الان لم تسمع عن وزير أو نائب حكم عليه بفساد بل شاهدنا بعضهم تقدمت الحكومة بطلب عفو خاص له مثل الدايني لذا بت مقتنعا أن حيدر العبادي ربما يكون اختياره أسوأ ما حدث في السنوات الأربع الاخيره.