23 ديسمبر، 2024 5:27 ص

حيدر العبادي …. وما عليه

حيدر العبادي …. وما عليه

كلما طل العبادي عبر وسائل الاعلام .. هيبته وطلته وأحاديثه .. ما أعرف ليش ؟ . يذكرني بأغنية عراقية قديمة .

بسكوت أوين بسكوت .. خويه ماأورج أحد .. فاضحني دمع العين .. يمه يجري على الخد ..

لامشي وأهل العين .. والناس تلومك .. مضيع بالعرب صوبين .. مضيع والدمع يجري ……

أنا شخصيا من الناس الذين توسمت بك خيرا وموقفا , رغم موقفي المعلن من الاحتلال والعملية السياسية ( أن صحت التسمية بذلك ) والرافض لها ولشخوصها وطريقة مجيئهم …

نحن المعنيين بالشأن العراقي وأوجاعه , ندرك جيدا عمق وخطورة التركة الثقيلة , التي خلفها لك المالكي وحكومته الفاسدة , رغم ذلك , خطواتك في بداية توليك رئاسة الوزراء , كانت محض أهتمام ودعم , رغم تقاطعاتنا الفكرية والسياسية مع نهجكم المتخلف في السياسة والاقتصاد والاجتماع , لكننا تأملا خيرا , فكان عليك أن تستثمر التفويض الشعبي والوطني , الذي منح لك من قطاعات واسعة من الشعب العراقي المكتوين بنار سياستكم الطائفية … فكان عليك , كما تحدثنا من اليوم الاول للاحداث , أن تعلن بل تتبرأ من حزب الدعوة وسياسته , وهذا يضيف لك معين لا ينضب في مصداقية أصلاحاتك ومسيرة طريقك , لكن للأسف الشديد لم تفعلها , فتوقع مقابل ذلك الخنوع والتماطل عملا مؤثرا وثوريا من الثائرين في ساحة التحرير ومحافظات العراق.. سيطيح بالعملية السياسية برمتها وهياكلها ورموزها الفاسدين , في حينها لم ينفع أداء ومستوى اللاعبيين المهمين في ساحات المنطقة الخضراء أمريكيا وأيران ليس سرأ ولا حتى عيبا تبوأتوا مواقعكم في الدولة والمجتمع بالاظافة الى اللاعبيين الخبيثين امريكيا وايران في أستغلال الدين ومباركة المرجعية ودفع الناس على المصادقة لدستور ملغوم بالضد من أرادة شعبنا وتطلعاته في الحياة والعيش الكريم .. وأستغلال بساطة الناس الفقراء ومظلومية أهل البيت . فالمرجعية ولو متأخرا , أدركت خطورة صمتها , ودعتك الى ضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين … هناك خطورة كبيرة في المشهد السياسي العراقي من ينظر له بعين صافية ووطنية لا يمكن بل من الاستحالة وفق بنية مجتمعنا وتاريخه الحضاري .. الدين يتصدر المشهد السياسي العراقي ( الاسلام السياسي ) . والاحداث أثبتت نتائج تحاليل العلمانيين والديمقراطيين في خطورة الاسلام السياسي بشقيه على تطور المجتمع وبناء دولة مدنية ديمقراطية . .

في أوربا وفي القرن التاسع عشر .. كانت الكنائس هي من تدير شؤون البلاد السياسية , فتركت ظلالها المتخلفة على المجتمع والسياسة والاجتماع , مما سببت تأخر في عملية التطور الصناعي , لكن عندما فصلوا الكنيسة عن السياسة , حدثت النهضة الصناعية في اوربا وتطور المجتمع على كافة الاصعدة والميادين . .

هنا ماركس أطلق نبوءته … الدين أفيون الشعوب .. مما أستغله الحكام من رجعيين ورجال دين متخلفين في محاربة الشيوعية أنها كفرا والحاد .. فكل القوى المعادية للشيوعية والفكر الماركسي وجهوا سهامهم في رفعها على رماحهم بمحاربة الفكر الشيوعي.

مرت جمع وجمع … والناس تتظاهر , ويزدادون عددأ وعدة , وتشمل المحافظات واحدة تلو الاخرى … العبادي وحكومته الفاسدة عابثا بحلوله الترقيعية , أن يخرجوا من هذا الازمة في توجيه الشبهات لهذا المسؤول أو تلك الكتلة .

لا مفر أماكم الا حكومة أنقاذ وطني يديرها تكنوقراط علمانيين بعبيدا عن أجندة أيران وامريكيا … تسبقها أجراءات جريئة وشجاعة بحل البرلمان وألغاء الدستور ونسف القضاء , الذي يحمي الفساد والفاسدين … فاذا كنت لا تجرء على تلك الخطوات والتي أصبحت لا مفر منها … أنها مطاليب الناس وشعاراتهم اليومية , فالاجدر بك أن ترحل غير ميؤوس عليك , على تقدير تترك في نفوس العراقيين رحمة .

فالتغير قادم لا محالة في دولة مدنية تحترم المواطنة وتوفر العدالة الاجتماعية.