17 نوفمبر، 2024 10:35 م
Search
Close this search box.

حيدر العبادي وخيارات مواجهة الشعب

حيدر العبادي وخيارات مواجهة الشعب

بعد مناكفات وصراعات واختلاف الرأي المادي والنفعي داخليا وخارجيا على تولي السيد نوري المالكي للولاية الثالثة شاءت الاقدار يصاحبها دعاء العراقيين ان تتسنم سيدي الرئيس مقاليد الحكم لاقدس ارض ولاعرق شعب ينتمي لاعظم حضارة عرفها التأريخ استبشرنا بك خيرا رغم توجسنا وخوفنا من انحرافك بالمسيرة والتخلي عن كل ماوعدتنا به حيث كانت الاماني والرغبات بالاصلاح والتغيير تنتظر على رصيف معاناتنا وحرماننا وعيوننا لم تفارق التلفاز او المواقع الالكترونية باحثة عن خبر اعتقال فاسد اومحاسبة مجرم او القيام بعملية قيصرية لتصويب اخطاء من سبقك .. فجاءت الايام والاسابيع والاشهر مسرعة وكأنها تستعجل رحيلك ..خرج الالاف من المتظاهرين السلميين لتنشيط ذاكرتك وذاكرة حكومتك التي لازالت تحت القسم بأن هناك وعود بالاصلاح قد قطعتها على نفسك ولابد من تحقيقها بعد ان بات يسمع انين الجياع والمرضى وارتفعت تلال القمامة وسوء الخدمات والخريجين يلتحقون مباشرة اما للدفاع عن وطن اضعتموه ا والى اقرب رصيف تنتظره بسطية صديق او احد الاقارب ليبدأ منها طريق العذاب والامل المفقود ..عوضا من ان نسمع منك اعتذارا وافعال من شأنها تمنح بصيص من الامل للجماهير المتظاهرة كنت وللاسف كنت استاذ ونص لمن سبقك في المراوغة والمماطلة والتشكيك بنزاهة المتظاهرين وتحولت مفرداتك من تشخيص الى حزم تطلقها بين الفينة والاخرى مخصصة للتخدير فقط خاصة بعد ان قررت المرجعية الدينية احتضان التظاهرات ودعمها كحق انساني ودستوري وشرعي وارتفع صوتها مطالبة بضرورة كشف الفاسدين ومحاسبتهم وكذلك مطالباتها المستمرة بالاصلاح القضائي والاقتصادي وتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة لاخراج العراق من ازمته الحالية .. لكن وللاسف كانت المفردات السياسية العقيمة هي سيدة لتصريحاتك في اغفال نداءات المرجعية والتحجج بالدستور والحفاظ على العملية السياسية .وكنت على علم ويقين ان الاحزاب والكتل السياسية هي من تضع العصا في دولاب الاصلاح والتغيير ولكونك جزء منها ومولود من رحمها كنت تفتقد الى القرار الشجاع المتبصر وكنت خائفا حتى بعد ان خولك الشعب والمرجعية باتخاذ خطوات اصلاحية حقيقية قد ينحني لك التاريخ يوما ..اما الان سيدي الرئيس قد فقدت نصف المبادئة بعد ان افترش الشعب الارض قرب منطقتكم الامنة فأصبحت الحسابات اكثر تعقيدا والتراجع يحتاج الى خسارة وستدخل قوى اقليمية ودولية على خط الربح والخسارة فالخيار الاصعب في حسابتك هو الحل الاسلم رغم مرارته او تواجه خيارات احدها الفوضى والدمار والحرب الاهلية لا سامح الله لكونك لازلت تؤمن ان الحل يخرج من داخل الاحزاب التي نفسها لاتؤمن بك كرئيس ولابشعب العراق كشعب ولابالعراق كوطن ..

أحدث المقالات