لن يستطيعوا أيقافها او أحرافها عن المسار والهدف النبيل الذي خرجت لتحقيقه، ولازالت التظاهرات وسيل الغضب الجماهيري العراقي العارم يقضّ مضاجعهم ويشكل تهديدا فعليّا قويّا لكل العناوين السياسية والرموز الاجتماعية المتنفّذة. أذ على الرغم من الفتاوى التي صدرت ومازالت تصدر من هنا وهناك المناوئة للتظاهرات، والتصريحات المعارِضة لها، ومحاولات تثبيط عزيمة الجماهير العراقية وأضعافها وتهوينها، وبعدما عجزوا عن الألتفاف على التظاهرات وفشلوا في تسييسها وتجييرها لصالحهم عادوا مرة اخرى بمؤامرة جديدة دنيئة خبيثة، ودسّوا أزلامهم منافقيهم وزبانيتهم ومريديهم بين المتظاهرين وأخترقوا تظاهرة ساحة التحرير في بغداد.
بأعتبارنا فردا من أفراد الشعب العراقي ومتظاهرة وناشطة بهذا الخصوص فإننا نوجّه كلامنا وخطابنا لأهلنا وأخوتنا المتظاهرين ونقول لهم: ياأهلنا، آباءنا أخوتنا أمّهاتنا أخواتنا وأصدقاءنا ياأعزّاءنا العراقيين يامَن حطّمتم العروش وأرعبتم المتجبّرين يامَن لاترضون ولاتسكتون على الذلّ والهوان ويامَن كشفتم الفساد والمفسدين يامَن أثبتّم عراقيتكم وأُصالتكم و وطنيّتكم وأرتباطكم بأرض العراق وأثبتّم أنّكم أهلا لقيادة بلدكم وحراسته من هؤلاء السُرّاق. ان كل انظار العالم متوجّهة أليكم ينتظرون أنتفاضتكم وتحرّركم. أنتفاضة العراقيين الأبطال ضد عملاء الاحتلال الفاسدين والمجرمين الذين جلبوا الويلات والدمار والخراب للعراق ونهبوا خيراته وثرواته ومستقبله. العالم يتابعكم بذهول لتكنسوا هذا التاريخ، خزي وفساد المسؤولين، وتطردوا هذه الوجوه البشعة والخسيسة وتعيدوا للعراقي وزنه وهيبته فلازال العالم يتذكّركم كيف كنتم مُهابون ومحترمون ومقدّرون أينما ذهبتم.
لايكفي تصريح رئيس الوزراء حيدر العبادي وتحذيره من ما أسماهم بـ (المندسّين و تسييس التظاهرات..) الذي سارع للإدلاء به في الأمس الجمعة 14/8/2015 عقب التظاهرات مباشرة بعدما أخترقت المليشيات (المندسّة) تظاهرة ساحة التحرير بملابس مدنية وهم يحملون اسلحة وعصيا وأنابيب حديدية، وأعتدوا على المتظاهرين بالشتائم والسباب وضربوهم وتسبّبوا بجرح وإدماء العديد من الناس المتظاهرين حتى سيطروا على منصّة ساحة التحرير وأبعدوا المتظاهرين عنها. و يجدر الذكر ان المُخترِقِين رفعوا شعارات تدعم زعماء مليشيات (بدر) هادي العامري، وزعيم مليشيا (العصائب..) قيس الخزعلي، ورفعوا رايات مليشيا حزب الله ومليشيا ثار الله وغيرها من المليشيات. علما ويجب التذكير به ان كافة فصائل المليشيات تنتمي لما يسمى بالحشد الشعبي الذي يتزعّمه رئيس الوزراء حيدر العبادي شخصيا الأمر الذي يؤكد رضاه عن اختراق المليشيات التظاهرة ان لم يكن بدعم وتوجيه منه.
فرغم الطوق الأمني الذي ضربته القوات الامنية حول مداخل ومخارج ساحة التحرير والذي يصعب معه الدخول الى الساحة دون تفتيش إلّا انها استطاعت المليشيات اختراقه بسهولة ومن ثم أختراق التظاهرة. مما يعني تواطيء القوات الامنية وتعاونها معهم.
وننبّه، يعتبر تصريح العبادي وتحذيره من جهة، والاشادة بألتزام المتظاهرين بالنظام العام وتعبيرهم الحضاري عن مطالبهم.. من جهة اخرى أنما هو مراوغة منه لذرّ الرماد في عيون الشعب من ناحية، ولأمتصاص غضب الجماهير المتظاهرين من ناحية ثانية، وإلا فكل عناوين المليشيات هي تابعة له وهو المسؤول الأول عنها وهو مسؤول عن هذه الحادثة، وبأسم الشعب نحمّله مسؤولية حماية التظاهرات والمتظاهرين في كل محافظات العراق بصورة عامة، وهو مسؤول ايضا عن أي تصرّف غير منضبط خارج عن القانون صدر او يصدر سواء من قبل المليشيات او من القوى الامنية تحديدا، وأذا لم يُبريء العبادي ساحته ويحاسب منفّذي هذه الحادثة (الجريمة) بصورة علنية أمام الشعب فإننا نعده سيكون المطالبة بتنحّيه عن الحكم او أسقاطه من أولى مطالب وأهداف الجماهير العراقية المتظاهرة في التظاهرات اللاحقة، وكذلك نوجّه رسالة الى كل العناوين الاخرى (العمائم السياسية) التي ركبت او ممن تحاول ركوب موجة التظاهرات ونقول لهم؛ أننا شعبا وأفراد قد وعَينا وعَرفنا وأدرَكنا ما يدور حولنا ونحن في غنىً عنكم وعن تصريحاتكم ولا نريدكم بتاتا فأحترموا أنفسكم وأبتعدوا عنّا فقد أنكشفتم للشعب وهو لايريدكم وقد لفظكم..