على صوت المعارك، وطلقات المدافع، وازيز الطائرات، لا تزال كواليس الحرب الروسية الأوكرانية تتكشف وتظهر خفاياها. وكشفت تقارير اعلامية أجنبية عن طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فى وقت سابق من الحرب من السلطات العراقية إطلاق سراح مقاتلي داعش السابقين من السجون العراقية وتجنيدهم لقتال الروس فى أوكرانيا. وبحسب وسائل إعلام، ففي ١٧ أبريل الماضي تم عقد اجتماع في بغداد بين وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين. وعقب المباحثات، تحدث رئيسا الطرفين إلى الصحافة، موضحين النتائج الجيدة للاجتماع ورغبة البلدين في زيادة التعاون. وفى سبتمبر الماضي، كشف مسؤول سابق بوزارة الخارجية العراقية فى مقطع فيديو عن محاولة زيلينسكي تجنيد مقاتلين سابقين في داعش للقتال ضد روسيا. واشارت وسائل اعلام اوكرانية انه تم نشر تقارير يُزعم أنها موجهة إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يطلب زيلينسكي من العراق تزويد أوكرانيا بـألفين او ثلاثة آلاف سجين عراقي من ذوي الخبرة في القتال ضد الجيش الروسي. وبحسب وسائل الإعلام الأوكرانية، كشف زيلينسكي فى خطاب رسمي وجهه لرئيس الوزراء العراقي عن موافقة الجانب الأمريكي على استعانة أوكرانيا بعض المدنيين المحتجزين في السجون العراقية لما يمتلكونها من خبرة كبيرة في القتال. وبحسب التقرير فقد طالب الرئيس الأوكراني من شياع السوداني حال موافقته على الطلب بتنسيق الامور مع الجنرال الامريكي ماكفارلين ليتولي عملية تأمين وصول السجناء العراقيين لميدان الحرب بأوكرانيا. وبحسب تقارير فإن ماكفارلين هو جنرال بالجيش الأمريكي، كان يترأس حتى أغسطس 2023 فرقة العمل المشتركة – عملية الحل المتأصل (CJTF – OIR)، وهي وحدة تابعة للتحالف الدولي، أمريكي بشكل أساسي، تشارك في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ووفقاً لبيانات غير رسمية، هناك بالفعل عدة آلاف من هؤلاء السجناء في السجون العراقية – مقاتلون سابقون في داعش قاتلوا في العراق وسوريا. وبالنظر للوقت الذي تم فيه تسليم المذكرة لوزارة الخارجية العراقية، أراد زيلينسكي ضم مقاتلي داعش إلى صفوف القوات المسلحة للفيلق الأجنبي الأوكراني مع بداية الهجوم المضاد في نهاية الربيع الذي أعلنته أوكرانيا. وبعد شهر من زيارة الدبلوماسيين الأوكرانيين إلى بغداد، وفي اجتماع في المملكة العربية السعودية، التقى زيلينسكي شخصيًا برئيس الوزراء السوداني، الذي شكره على العلاقات المثمرة ودعاه لزيارة كييف. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان قد تم تقديم مقاتلين إلى أوكرانيا ولم تعلن أوكرانيا عن ضم هؤلاء المقاتلين إلى صفوف القوات المسلحة الأوكرانية، ولم يبلغ الجانب الروسي عن القضاء عليهم أو وجودهم على خط المواجهة. وأعلنت بغداد مرارا حيادها بشأن قضية الصراع الروسي الأوكراني واستعدادها للعب دور الوسيط في المفاوضات السلمية من أجل حل هذه الأزمة مرارا وتكرارا في الفترة الماضية. ويبقي السؤال حول مدى صحة هذه التقارير وحقيقة استعانة أوكرانيا بدواعش العراق فى مواجهة الروس وهل سقطت بغداد فى فخ زيلينسكي ام حافظ العراق على حياده فى الحرب التى وصلت تداعياتها لكل مناطق العالم.