9 أبريل، 2024 9:15 ص
Search
Close this search box.

حياد العبادي في الازمة الازمة القطرية

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن يكون –حياديا- في الازمة القطرية –السعودية ، وينأى بنفسه عنها ، ولكن هناك معرقلات تمنعه من ذلك، لاسيما وإن القرار العراقي مرتهنا دوليا وإقليميا ، بيد الدول التي تهيمن على القرار السياسي والعسكري، تجعل من الحياد نكتة سمجة ،في وسط عاصفة من التصريحات والتهديدات والتحضيرات لعمل عسكري ينذر بحرب في الخليج العربي ، تؤججه دولا إقليمية وعالمية وتصب الزيت على النار ، في أزمة يمكن حلها بجلسة حوار ومصارحة ، ولكشف النوايا وألاهداف الغير معلنة لزيارة العبادي ووفده –الاستثماري –الخجول الى كل من المملكة العربية السعودية والكويت وإيران، لابد أن نقول أن الازمة القطرية ، أزمة مفتعلة بإمتياز، حركتها ووخططت لها دول إقليمية ودولية ، لأستكمال مشاريعها الستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط، بعد أن شارف تنظيم الدولة الاسلامية داعش، على التلاشي والانزواء وراء هزائمه واندحاره في العراق ، وهدم مركز خلافته المزعومة في وسط الموصل، بجامع النوري التاريخي المعروف بمنارة الحدباء، لذلك نرى أن من مصلحة هذه الدول، إفتعال أزمات أخرى لتنفيذ الاهداف الكبرى في المنطقة، ففي العراق ،هناك فوضى سياسية وأزمات مزمنة ،وإحتراب بين الاحزاب والكتل الحاكمة ،وداخل الكتلة الواحدة ،وقضية الاستفتاء على مصير كردستان العراق ،إنموذجا لحرب عربية –كردية محتملة ،لايمكنه الفكاك منها إلا بالتغيير الجذري ، بعد أن طفح الكيل في الناس وكرهت كل من في العملية السياسية ،لفشلها المستمر في بسط الامن والاستقرار، وإيقاف عجلة الفساد السرطاني الذي إستشرى في جسد الحكومة ووزاراتها ودوائرها وأحزابها ،وأحرق الاخضر واليابس فيها ، إضافة الى تغول الميليشيات وسيطرتها على الملف الامني في العراق كله ، من قتل وخطف وإغتيال وسلب ونهب وتهجير طائفي وعرقي ،وخاصة في بغداد والمحافظات الجنوبية ، وفي سوريا الاوضاع تتغير يوميا سياسيا وعسكريا ، واليوم تمسك الادارة الامريكية مع روسيا الملف الامني والعسكري هناك ، حيث تصاعدت الخلافات الامريكية الروسية ،بشكل كبير ، بعد أنطلاق معركة الرقة ، وتسجيل تقدم ملحوظ لقوات سوريا الديمقرطية ،والفصائل المعارضة التي تدعمها أمريكا والتحالف الدولي معها، تأتي معركة الحدود العراقية –السورية ، بين أمريكا ومحور النظام السوري وإيران، حيث سيطرت القوات االامريكية على معبر التنف والوليد ومعابر القائم وربيعة في الموصل ، وأحكمت السيطرة على هذه المعابر مع سوريا ، وأفشلت للابد المشروع الايراني –البدر الايراني ، حلم إيران إتصالها البري عبر العراق مع البحر الابيض المتوسط، هنا برزت الازمة القطرية ، لألفات نظر العالم ونسيان ما يجري ،على الحدود العراقية السورية الاردنية من –حرب –امريكية سورية ايرانية ، إنتهاء معركة الموصل،يعني إنتهاء دور الميليشيات الايرانية في العراق وسوريا، وانتهاء معركة الرقة ،يعني إنتهاء التواجد الايراني وحزب الله وميليشات ايران العراقية في سوريا، وهكذا الانتهاء من معركة تعز وصنعاء في اليمن انتهاء الدور الحوثي الى الابد ، بمعنى تحجيم أيران والقضاء على حلمها ومشروعها الكوني التوسعي الفارسي الى الابد في المنطقة، وهذا ما تريده الادارة الامريكية بإستراتيجيتها الجديدة وخطتها بعد داعش،وتعمل عليه منذ استلام الرئيس ترمب الحكم في أمريكا، وما إعطاء غيرايران فرصة التمدد والتوسع والنفوذ في العراق وسوريا

واليمن ، إلا –فخ امريكي – ودولي لأيقاعها فيه ، وها هي تغوص في وحل تدخلاتها في هذه الدول ، وتستنجد بمن يخلصها منه ، اليوم الازمة الخليجية ، هي أزمة داخلية رغم أنها أظهرت ،هشاشة وقوة مجلس التعاون الخليجي وهزالته ،أمام عاصفة عابرة ، جعلها الغباء العربي تخرج الى العلن ، ليقتنص أعداء العرب فرصته التاريخية ،لشق الصف العربي ووحدته ، وتأجيج الخلاف الى مرحلة إعلان الحرب وإجتياح-قطر- وتغيير نظامها ، تماما كما حصل مع العراق ، ولو بفارق أن العراق،ذهب بوحده الى غزو الكويت، وهنا ستذهب –لاسامح الله- أغلب دول الخليج العربي الى قطر، لهذا أسرعت ايران لمصلحتها وحلمها الى صب الزيت على نار الازمة وفعلت تركيا ولو بشكل اكبر وأرسلت جيشا كبيرا لحماية قطر من غزو –عربي – هنا يبرز دور العبادي والعراق في الازمة ، والتي أصر العبادي أن ينأى عن الازمة ويكون حياديا فيها ، ولكن بعد فوات الاوان، بالرغم من أن رئيسه فؤاد معصوم أعلن عن- مبادرة – للتوسط بين السعودية وقطر لحل الازمة ،ولم يعر لها أحد من الحكام ، وهذا مؤشر واضح على ضعف هيبة العراق، وعدم إحترام الاخرين له، وجعله هامشيا حتى في مبادراته –الاخوية – يا لسخرية القدر-، أن يكون العراق تأريخا وحضارة وشأنا، في موقف لايحسد عليه ، ولكن لكل زمان دولة ورجال ،كما يقال، المهم إن حياد العبادي، لن يعفيه من أنه وسط العاصفة وجزءا منها ، فزيارته للسعودية ،وإبلاغها موقف الحياد يجعله ضعيفا أمام الدور السعودي المقبل ،بعد القضاء على داعش، لاسيما في مرحلة إعادة إعمار العراق ،ومساهمة السعودية فيه كدولة لها ثقلها الاقتصادي والعسكري والسياسي، مما يفقد العراق الكثير من ثقة السعودية بحكومة العبادي، لانها وقفت على –الحياد- في قضية محاربة ودعم الارهاب وتغذيته من قبل قطر، حسب رؤية وسياسة السعودية وووثائقها وأدلتها ،التي قدمتها للعالم على الدور القطري في دعم الارهاب وتغذيته، لذلك الحياد العراقي في غير محله ، لاسيما وان الازمة ربما تحل بليلة وضحاها ويخسر العراق ،فرصة في قضية هو طرف أساسي فيها، وهي محاربة الارهاب ، وإن العراق هو أكثر من إكتوى بناره ، ومن المفترض أن يحمل الى السعودية، ما دمره الارهاب والاسماء التي شاركت في تغذيته ،أكانوا سعوديون أم قطريون وعرضها أمام العالم ، ليعرف العالم ما تعرض له العراق ، من مشاركة –أشقائه- في دعم وتغذية الارهاب وتدميره للعراق،قبل أن ينتقل الى خارجه ، ومن ثم زيارته الى الكويت كانت أيضا استرضائية يرجو منهم ويتوسل بتأجيل الديون الكويتية الظالمة على العراق ، ولم تكن زيارته لغرض آخر غيرها، أما زيارته الى إيران فلها طعم آخر ، فإنها زيارة (تودد وتطمين، وإعتذار وتقديم الولاء العراقي المطلق ،وشكر طهران على دورها الكبير في حماية العراق ومساعدته ،في القضاء على الارهاب وتنظيم داعش ،من خلال مشاركة الحرس الثوري وفيلق القدس والميليشيات في معاركهواشراف سليماني على هذه المعارك واليوم يقاتل معهم على الحدود العراقية السورية)، وربما تقديم الولاء الابدي لها في أن تكون ولايته الثانية مرتبطة بهذه الزيارة، فهل من الممكن أن يطلب العبادي من حكام طهران وولي الفقيه ، أن يسحب جيوشه ومستشاريه ويمنه قاسم سليماني من العراق ، كما فعل إياد علاوي علنا ومن القاهرة واضعا النقاط كلها على الحروف محملا كل ما جرى في العراق على إيران وميليشياتها ، لاأعتقد أحد منكم لايوافقني الرأي هذا ، إذن ماهو هدف زيارة العبادي لايران ،نعم هناك هدف آخر غير معلن وهو تماهي القرار العراقي ولو خفيا مع كل ما تقوم به طهران أزاء أزمة قطر ومع كل ما تخطط له طهران لتحقيق هدفها الاستراتيجي في الخليج العربي ،وهو الاستيلاء عليه إنطلاقا

من البحرين التي تعتبرها –محافظة ايرانية، فجاءت فرصتها التاريخية لشق الصف العربي واشعال حرب عربية عربية هناك،المستفيد الاول منها إيران فقط ، وهكذا عبر ويعبر العبادي عن هدف زيارته بتمويه غرض الزيارة الاهم والغيير معلن ،لايران ليقول لنا أنها زيارة إعلان الحياد في الازمة القطرية –السعوديةوإنه يقف على التل ليتفرج كيف يقتتل ويتقاتل الاخوة والاشقاء العرب في الخليج ، وقبل اسابيع كان العبادي وحزبه وتحالفه الوطني ،يصرخ ويولول ليل نهار قطر يا طلابة قطر إنها مصدر الارهاب، أليس العبادي القائل قبل أيام ما نصه عن إيران ( “لن نسمح جعل العراق ساحة معركة بين إيران وامريكا او جعله أرضاً للعدوان على ايران لو أعطونا مُلك الدنيا او عمروا العراق مجاناً“.(….هكذا ينظر السيد العبادي الى إيران ودورها في العراق ،ويعلن الحياد معها …؟؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب