18 ديسمبر، 2024 7:37 م

حياته مقاومة وإستشهاده إنطلاقة!

حياته مقاومة وإستشهاده إنطلاقة!

قال الإمام علي الهادي عليه السلام):الناس في الدنيا بالأحوال وفي الآخرة بالأعمال)نعم أنهم الحياة محطة البلاء والأمتحان ونيل الدرجات والفوز بكرامة يتشاركها شهيدنا الحكيم قدس سره مع الأولياء والصالحين في الأول من رجب فقد قضى فيها نَحبه وهو بين الناس إماماً لصلاتهم بظهيرة الجمعة المباركة ولم يتبقَ من جسده الطاهر سوى عمامته المقدسة تاركاً فيهم ثقلين من نوع خاص هما الإستمرار بمقاومة الإستبداد والأخرى شهادة في المحراب لينطلق منها أبناء الحكيم في مشروعهم العصري العادل.
هناك الآف القصص في داخل كل شخص، عاصر حياة المقاومة الشريفة لشهيد المحراب (قدس سره)، لأن أهوار الجنوب تسقيها، وبوابات البصرة لحظة إستقباله تحكيها، وهزائم الطاغية وعجز أزلامه عن مواجهة ليث العراق الحكيم، تقصها رحلة مسيرته الجهادية، منذ أن حطت رحاله أرض الجمهورية الإسلامية في إيران، وحتى عودته لأرض العراق في عام 2003، لكن معركته مع النظام البائد، لم تكن معركة قيادات وإمكانيات، بل معركة همم وإرادات، لذا كانت حياته المعطاء عنوان المقاومة ضد الظلم.
أشكال من العبث البعثي تصادر دفاتر العشق الحسيني، فتسلب منا حريتنا وكرامتنا، وهذا مالم يرتضيه لنا شهيد المحراب، فأرقام الموتى في غياهب السجون فاقت مئات الآف، ودفن غيرها كثير بأرض مجهولة، فزاده الله إيماناً وثقة، في أن يتزعم حركة المقاومة ضد الطاغية، وقرر وأنصاره أن يذبوا عشقاً بالوطن، حتى جاء يوم الخلاص، مدركاً تمام الإدراك، أن الأوضاع العراقية بعد سقوط الصنم، باتت تحتاج لقيادة وريادة أكثر من أي وقت مضى، لذا إستشهد ليحيا أبناء عراقه الجديد.
كلمات لا يمكن نسيانها، إنطلقت عقب عودته لأرض الوطن وبين الملايين المحتشدة، نريد حكومة عراقية، ونظام دولة يحكمها دستور، وقانون يقرره الشعب، يضمن به الحقوق والواجبات لكل مكونات العراق، لكن رجل صلاة الجمعة الصائم الحكيم، تشوق للقاء معشوقه كأجداده الطاهرين، فرحل ظهيرة الأول من رجب، بعد أن أدى صلاته الأخيرة، وليكون يوم إستشهاد نقطة إنطلاقة حية، مبنية على مشروع الدولة العادلة، برؤية ومنهج ثوار آل الحكيم (رضوانه تعالى عليهم أجمعين)، فطوبى لكم يا أبناء المحراب.
جميع الكهوف مظلمة إلا كهف الجمعة في محراب الشهادة ، الذي عرجت منه روح السيد محمد باقر الحكيم(قدس) في النجف الأشرف، لذا كان مكان إستشهاده نوراً تتأجج فيه العواطف، لتنسج قصة ملحمية، حاكتها دماء الحكيم مع خيوط الشمس اللاهبة، ويصمم لوحة إبداع جهادي، سيروي للأجيال قصة بطل، وقائد، وزعيم، ترجمان رؤيته الإستشهاد في سبيل الدين، وعدم إزالة شعائره وطقوسه، ورموزه، والضمان الوحيد لوحدتنا وإنتصارنا، هو بقاء صوت الحسين عاليا خالداً الى الأبد، فهيهات منا الذلة.