9 أبريل، 2024 3:57 م
Search
Close this search box.

حياتنا مع 56 !

Facebook
Twitter
LinkedIn

العالم المتطور التكنولوجي تحوّل الى مجموعة ارقام ، كل شيء محسوب بالارقام ، اسمك ، عنوانك ، شهادة ميلادك وموتك ، عدد من احببت من االنساء او احببت من الرجال ، ارقام في كل لحظة ، سهّلت بعض قضايا الحياة التفصيلية وافقدت بعضها روحها الانسانية ، الا مفوضية الانتخابات لدينا تريد السير عكس الاتجاه الرقمي العالمي . يقول خبر متداول على صفحات العالم الرقمي الافتراضي :
مفوضية الانتخابات الغت الرقم 56 من تسلسل المرشحين بسبب الرقمين الأخيرين من المادة 456 من قانون العقوبات العراقي الخاصة بالنصب و الاحتيال !!
وفي هذا القرار والسير على قاعدته الفقهية السياسية ، اوقعتنا مفوضيتنا الكريمة بفخ التعامل الرقمي المحسوب سياسيا واجتماعيا وتأريخيا ، رغم ان االقرار اراد ان يخرج السادة المرشحين من سخرية الجمهور عليهم بارتباط ارقامهم بالرقم 56 الذي يحيلك مباشرة الى عالم النصب والاحتيال ، وهو الرقم الذي اصبح تداوله شعبيا ولابسط القضايا فيقال عادة ” انت 56 ” أي محتال ونصّاب وان كانت القضية عادية جدا لانصب فيها ولا احتيال !
ماذا لو كان رقم المرشح 564 أي بدايته نصب واحتيال ..يعني ان تكون في عالم الرقم النصبي الاحتيالي منذ بدايته ، ستقول لك المفوضية إن الامور بخواتمها ، وان بعض الظن اثم !
ماذا سنفعل بالرقم 13 المشؤوم في سياق المعتقدات الشعبية ؟
والرقم 9 وهو يوم من الايام التي سقطت فيها البلاد بيد الاميركان ؟
وماذا بشأن رقم 8 بالنسبة لكارهي البعث في انقلابه الاسود في شباط 1963؟
وماذا بشأن الرقم 14 بالنسبة لكارهي عبد الكريم قاسم ؟
لنبحث عن الارقام السوداء في حياتنا ونتعامل معها وفق قاعدة مفوضية الانتخابات لنكتشف المأزق الذي سنعيشه ، وسنكون مثل الاعمى الذي يقود سيارة أو قطاراً او حتى طائرة ؟
اذا تسوّقت بـ 56 الف دينار عليك ان تسارع الى اضافة مادة اخرى او انقاص مادة اخرى من مشترياتك حتى لاتحسب على خانة المحتالين والنصّبين الذين تخشى المفوضية من ارقامهم وهي مقبلة على انتخابات “نزيهة ” وشفافة ” و ” عادلة ” !
وقطعاً عليك ان تلغي الاحتفال بعيد ميلادك اذا كنت من مواليد 56 ، فالضيوف سيحولون الاحتفال الى جلسة للتندر عليك ومحايثتك مع النصّابين والمحتالين الذين يتلاعبون بمصائرنا في مؤسسات الدولة أو في حياتنا الاجتماعية !
إما اذا كان تسلسل رقمك 56 في مراجعة طبيب أو مستشفى فعليك مغادرة المستشفى فورا او استبدال الرقم ، تتجنبا لأي ورطة مع محتال او نصاب يبيع لك على سبيل المثال ادوية منتهية الصلاحية !
والاهم من كل ذلك عليك ان تنتبه وانت تختار من يمثلك في مجلس النواب المحترم جداً، ان لايحتوي رقمه الانتخابي على الارقام 56 لانه نصاب ومحتال ،و 13 لانه رقم سيزيد من الشؤم الذي تعانيه في حياتك ، والرقم 9 لانه سيحسب على خانة عملاء اميركا ، وكذلك الرقم 28 لانه يوم مولد الطاغية صدام فتكون من أزلامه ، ولا الرقم ا أو 25 فهما رقمان لانتفاضة تشرين ،لأنك ستكون من الجوكرية وأولاد السفارات ..!
تجنب ارقام الشك بدلالاتها في حياتك وإن كنت لاتؤمن بالارقام وحظوظها ، وستكتشف أي حياة ستعيش مع مفوضية تصرف الكثير من جهدها على قضية من هذا النوع خوفا على احاسيس السادة المرشحين من استخدام الرقم 56 للتنمر عليهم ووصفهم بما ستؤول اليه اوضاعهم بعد ان يكون الرقم قد تلبسهم تماما بكل دلالاته الشعبية !!

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب