اولا..يسعى الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وعبر اركانه الاساسية والمتمثلة بصندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية كادوات وذراع للنظام الامبريالي العالمي بهدف تكريس التبعية والتخلف وتعميق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة السياسية الحاكمة في غالبية البلدان النامية وفي اوربا الشرقية وغالبية رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) باستثناء جمهورية بيلاروسيا، وتحويل اقتصاد هذه الدول من اقتصاد انتاجي الى اقتصاد خدمي بالدرجة الأولى لصالح الاوليغارشية المافيوية الحاكمة وتحويل هذه البلدان الى سوق لتصريف بضائع الدول الرأسمالية، بهدف تصريف جزء من ازمة هذا النظام المازوم بنيويا والذي فشل في ايجاد حلول لازماته العامة.
ثانياً.. ان ما يسمى ببرنامج الخصخصة السيئ في شكله ومضمونه، وهو برنامج يحمل طابعاً ايديولوجيا واقتصادياً واجتماعياً وسياسيا في آن واحد، انه مشروع تبنته المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي… وتم ويتم فرضه على الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في هذه المنظمة الدولية….، وتحت مبررات واهية وغير علمية، بان القطاع الخاص الراسمالي اكثر فاعلية وجدوى اقتصادية، وتقديم وعود للدول التي تقوم بتنفيذ برنامج الخصخصة، ومنها القروض المشروطة وفق شروط صندوق النقد الدولي، وتقديم المساعدات…. وغيرها من الوعود، بدليل في زمن الرئيس الروسي بوريس يلتسن تم تنفيذ اسوأ برنامج للخصصة وخلال فترة قصيرة جداً، اذ تم ارسال نحو 30 الف (( خبيراً)) من الدول الراسمالية بهدف الاسراع في تنفيذ برنامج الخصخصة في روسيا الاتحادية وان نصف هؤلاء قد عملوا مع وزير الخصخصة اناتولي جوبايس وهم وثيقي الصلة بالمخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية….، ( وجوبايس كان بائع ورود،وحاقد على النظام الاشتراكي، ومن عملاء النفوذ، وليبرالي متطرف….، كان نائب لرئيس الوزراء لروسيا، ووزير المالية، ورئيس شركة الكهرباء…..، وفي 2\12\2020 حسب الاعلام الروسي قدم استقالته وخرج من الحكومة الروسية، مخادع وغير صادق،اذ كذب على الشعب الروسي بقضية الفاوجر—سند مالي وهمي قيمته 10 الاف روبل وعد بإمكان كل مواطن روسي ان يشتري 2سيارة فولكا في وقتها سعر السيارة اكثر من 12 الف روبل هذا حدث في عام 1992 بداية تطبيق الخصخصة، وان الشعب الروسي لم يفهم معنى
الفاوجر، ولم يعرف كيف يتم التصرف به……،وبالتالي وصل سعر الفاوجر الى 500 روبل، او سعر قنينة فودكا الروسية وتم شراء هذا الفاوجر من قبل اولاد العم والمافيا السياسية والاقتصادية…. وعلى هذا الاساس استطاعوا شراء ثروة الشعب الروسي بثمن بخس،ثم يقول اناتولي جوبايس ان الخصخصة هي اخر بسمار في نعش الشيوعية…..)،.
ثالثاً.. ان برنامج ما يسمى بالخصخصة، هو برنامج لصوصي متوحش واجرامي وتم تنفيذه تحت غطاء القانون، وهو يعني سرقة ثروةالشعب عبر التحايل وعبر وعود وهمية وكاذبة، وتحويل ثروةالشعب الى فئة اجتماعية وسياسية ليس لها علاقة بخلق الانتاج المادي، فئة طفيلية بامتياز وهي لا تشكل الا نسبة قليلة جدا من المجتمع، ويمكن ان نصفها بالاوليغارشية اللصوصية والمافيوية التي استحوذت على اهم المؤسسات الحكومية الناجحة وذات الجدوى الاقتصادية وبثمن بخس لن يتعدى 3بالمئة من قيمتها الفعلية بدليل تم بيع نحو 500 من اهم واكبر المصانع والمعامل الرئيسية في روسيا في حكم الرئيس الروسي بوريس يلتسن بثمن 7 مليار دولار، وهناك تقديرات تؤكد أن قيمتها نحو 200 مليار دولار، وتقدير اخر يؤكد نحو 900 مليار دولار…..،
رابعاً.. ان الهدف الرئيس لما يسمى بالخصخصة هو القضاء على القطاع العام، والعمل على اضعاف ثم تفكيك وحدة الطبقة العاملة وكذلك حلفائها من العمال الزراعيين والفلاحين الفقراء…،، عبر بيع مؤسسات الشعب لهذه الفئة الطفيلة، وتحويل الاقتصاد الوطني من اقتصاد انتاجي الى اقتصاد خدمي، بهدف تحقيق الارباح الخيالية والسريعة، وبالمقابل يساعد على ظهور المليونيرية والمليارديرية في المجتمع وهؤلاء يشكلون السند السياسي والاقتصادي للنظام الحاكم، ففي روسيا يوجد الان وفق الاحصائيات المنشورة نحو 110 ملياردير، وهناك تقدير اخر يؤكد على وجود 200 ملياردير، وهؤلاء استحوذوا على 90بالمئة من ثروةالشعب الروسي، وهم لا يشكلون(المليونيرية والملياردية…) اقل من واحد بالمئة، في حين ان 99بالمئة من الشعب الروسي حصتهم من الثروة هي 1 بالمئة…. اين العدالة الاجتماعية والاقتصادية في النظام الراسمالي .
خامساً.. ان برنامج الخصخصة يهدف ايضاً الى اضعاف دور ومكانة الاحزاب اليسارية والشيوعية في
البلدان التي طبقت وتطبق وصفة صندوق النقد ومن اهم اركانها تطبيق برنامج الخصخصة، لان الاحزاب اليسارية والشيوعية تمثل مصالح الطبقة العاملة وحلفائها من الفلاحين الفقراء والمتوسطين والعمال الزراعيين، وهذا البرنامج سوف يؤثر سلباً على تركيبة المجتمع، اي تعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة المافيوية التي تشابكت مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية… مع النظام الحاكم ومع النظام الراسمالي.
سادساً.. من غير المنطق والمعقول ان حزب يدعي الشيوعية، ويعلن تبنيه للنظرية الماركسية -اللينينية ويؤيد ما يسمى بالخصخصة؟!. نعتقد ان اي حزب شيوعي لا يناضل ويرفض الخصخصة في شكلها ومضمونها لن يعد حزباً شيوعيا حقيقياً، لان برنامج الخصخصة يهدف إلى بناء الراسمالية المتوحشة في المجتمع. وبنفس الوقت تسعى الانظمة البرجوازية الحاكمة في دول المركز وفي دول الاطراف وعبر اساليبها القذرة لاختراق قيادة الاحزاب الشيوعية وشراء ذمم بعض المترددين والمشوهين فكرياً وعبر ممارسة الضغوطات السياسية والاقتصادية…. على المتنفذين في قيادة هذه الاحزاب من اجل ضمان تأييدها لبرنامج المالثوسية والنيومالثوسية، اي برنامج الخصخصة وهذا ما حدث في رابطة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفيتي) بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 وتم تصفية المنجزات الاشتراكية ومنها ضمان حق العمل دستوريا، اي غياب البطالة في المجتمع، ومجانية التعليم والعلاج والسكن وضمان الشيخوخة للمواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية النسبية في المجتمع اللاطبقي وغياب المليونيرية والملياردية في المجتمع الاشتراكي. ان جمهورية بيلاروسيا، الجمهورية الوحيدة التي لم تطبق الوصفة (السحرية) وصفة صندوق النقد الدولي والبنك الدوليين ورفض الرئيس البيلاروسي الاكسندر لوكيشينكا الخصخصة في شكلها ومضمونها وعلى هذا الاساس يسعى الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين العمل على تقويض النظام الوطني والشرعي في بيلاروسيا اليوم.
سابعاً.. من الضروري ان تعمل الاحزاب السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية على رفض الخصخصة في بلدانها، وان تقوم وعبر وسائل اعلامها في فضح خطر تطبيق برنامج الخصخصة، ورفض هذا المشروع وبشكل علني وكذلك في برامجها السياسية لان هذا البرنامج يعكس جوهر النظرية المالثوسية والنيومالثوسية وجوهر ما يسمى بنظرية المليار الذهبي، ويفرز اسوا امراض النظام الامبريالي، ومنها تنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والجريمة المنظمة والمخدرات والانتحار والقتل المتعمد وخاصة وسط الشباب وتخريب منظم للقطاع الصناعي والزراعي والتعليم والصحة وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة المافيوية والإجرامية والطفيلية الحاكمة وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية وتشديد التبعية والتخلف لهذه البلدان وتعميق ارتباطها بالدول الامبريالية بزعامة الامبريالية الاميركية سياسياً واقتصادياً وأمنيا وعسكريا.
ثامناً.. ان اي حزب شيوعي لا يرفض الخصخصة ولا يقاوم تطبيقها في بلده،ولايثقف الجماهير وخاصة الطبقة العاملة وحلفائها بخطر برنامج الخصخصة، فهو لم يعد حزباً شيوعيا، بل يصبح حزباً ليبراليا -اصلاحيا، وليس له علاقة لا بالنظرية الماركسية -اللينينية، ولا بفكر ماركس، ولا بفكر انجلس و بفكر لينين، وهذا يعني ان القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي قد خدعت اعضاء وكوادر حزبها وارتكب خيانة فكرية عظمى اتجاه الطبقة العاملة وحلفائها وعلى اعضاء وكادر الحزب وبعض القياديين سواء كانوا داخل الحزب او خارجه العمل على طرد هذه القيادة المتنفذة التحريفية والإصلاحية والانتهازية…، وهنا يؤكد قائد البروليتاريا العظيم لينين ،ان الخيانة سواء كانت بجهل اوبغباء، اوبشكل واعي ومخطط لها فهي خيانة .