تعدت الأمور التسريبات ووصلت حد التلميحات بالتصريحات العلنية لبعض المسئولين العراقيين. إنهم يتدارسون قضية العودة إلى القائمة المغلقة في الانتخابات القادمة. وأغلب المؤشرات تؤكد أنهم حصلوا على مباركة بعض الدول والأطراف الخارجية. وتأتي هذه الترتيبات بمعزل عن رأينا نحن أبناء الشعب العراقي وبعيدا عن درايتنا كما هو الحال في كل القرارات المصيرية الأخرى. ولهذ القرار مواد تجريم وإدانة تقضي بإحالة مرتكبيه إلى القضاء – لكن لأي قضاء ؟؟ إنه قضاء الشعب حصرا .. إذ لا قضاء فوق قضائه فهو ضحية الأوضاع الشاذة القائمة وهو صاحب المصلحة الأولى والأخيرة في التغيير القادم.
إن الهروب إلى الوراء نحو القائمة المغلقة له أسبابه وتبريراته التي تنسجم كالعادة مع توجهاتهم. نسطر منها ما يلي :-
1- إنه ارتداد رجعي ينسجم تماما مع عموم الفكر الذي ينشرونه ويدافعون عنه أينما كانوا. ولا يتقاطع مع كل سلوكيتهم اليومية واستراتيجياتهم – هذا إن وجدت لديهم استراتيجيات أبعد من أرنبة الأنف وأعمق من قعر الجيب ــ .
2- إن البرلمان يناقض نفسه إذ هو ذاته الذي ألغى القائمة المغلقة في انتخابات عام 2010 واعتمد القائمة المفتوحة. لكنهم عندما رأوا أنهم لم يقدموا شيئا للشعب والبلاد بل زادت كل مشاكلنا تعقيدا واتسعت مآسينا وتعمقت الصراعات الطائفية بفضل أدوارهم المكشوفة واتسعت الهوة والمسافات بين الفقراء ( عموم الشعب ) والأغنياء ( هم أنفسهم السادة القادة !! ) شعروا بمخاطر القائمة المفتوحة وببشاعة أسمائهم وأسماء أتباعهم لجئوا إلى القائمة المغلقة ووجدوا فيها غطاء يختفون وراءه.
3- لا زالوا يصرون على قناعتهم بأن العراقيين سوف يصوتون على أساس طائفي. لذلك فحين يكون رأس القائمة من الطائفة المعينة فإن ابناء هذه الطائفة سيمنحون القائمة كلها ثقتهم وأصواتهم. وبهذا سيبقون جاثمين على صدور الناس وسيتمكنون من مواصلة إثارة النعرات الطائفية بما في ذلك القتال والحرب بين ابناء الشعب الواحد والوطن الواحد والدين الواحد. وهنا تحديدا يكمن سر مباركة الدول الأخرى لهذا الخيار الأغبر.
4- إن في القائمة المغلقة ربحا ماديا ومكاسب سياسية لقادتها حصرا. وكلنا يتذكر كم منهم قبل المرشحين لقائمته مقابل التزامات متعددة فرضت عليهم منها على شكل أموال ومنها على شكل التزامات سياسية وولاء مطلق ناهيك عن التزامات أخرى غير معلنة.
5- إن القائمة المغلقة تنسجم مع توجهاتهم في خداع الناس. حيث يجهدون أنفسهم في تحسين صورهم بشتى السبل للناخبين لكنهم لا يكشفون عن حشو قوائمهم. فسيكون لهم سلطان توزيع المقاعد على من يواليهم تحديدا ويكون لهم مخلصا وتابعا أو تبعا أو دافعا ممتازا.
6- في القائمة المغلقة سيسلبون الناخب محاسبة المرشحين لأنه اصلا لا يعرفهم إنما منح صوته اسم القائمة وعلى صورة رئيسها الفذ دون أن يعرف من في حشوها ..
7- وهم أخيرا في القائمة المغلقة يعبرون كالعادة عن عدم شجاعتهم في مواجهة الشعب بالحقائق والاعتراف بالفشل الذريع في تمثيله بإخلاص ومهنية بل حتى بجدية.
لذلك كله فإن شعبنا يرفض القائمة المغلقة ويطالب بالإبقاء على القائمة المفتوحة.