18 ديسمبر، 2024 5:41 م

حول عملية اغتيال الكاظمى

حول عملية اغتيال الكاظمى

ثانية وعاشرة لم تكون الحكومه موفقه فى سياستها واعلامها, ليس فقط لانها ليست شفافه وانما وتعتمد الكذب والتضليل وتفتقد جميع الاصول والمعايير المهنيه والاخلاقيه, هذه الحالة تشمل مختلف مستويات الدوله ومنذ 2003. تقوم هذه السياسه على الاتهام والتعميم السريع وتدريجيا تظهر تفاصيل جديد مغايرة تماما لمقولات الحكومه.
اخيرا جاءت قضية محاولة اغتيال السيد الكاظمى رئيس الوزراء التى احتلت اهتماما عالميا, ان رؤساء دول ورؤساء وزراء وشخصيات عالميه ابدت استنكارها لهذه العمليه الجبانه والعمل الارهابى الوحشى وابدوا تضامنهم واستعدادهم للكشف عى المجرمين, الا انها لم تلقى صدى من قبل اوسع الجماهير العراقيه وبشكل خاص شرائح الشعب العراقى الواسعه التى تضررت من مجمل عمل حكومته وبشكل خاص رفع سعر الدولار امام الدينار العراقى وارتفاع اسعار البضائع فى الاسواق وتدهور الاوضاع المعيشيه وعدم التزامه بوعوده للكشف عن المجرمين الذين قتلوا ومازالوا يغتالوا ثورار تشرين. فى واقع الامرلا يوجد سبب عقلانى لمثل هذه العمليه, فقد كان طيلة فترة رئاسته لمجلس الوزراء ناعما جميلا سلسا ودؤبا لتحقيق مصالح وغايات القوى التى جاءت به الى الحكم ولم يخالف احدا اويقف صامدا امام غلو تحديات بعض القوى السياسيه ومصالحها التى لاتنتهى. اما عن السلاح المنفلت فقد تصاعد بشكل كبير واصبح يشكل قوة يصفها بعض المراقبين بانها اكثر قوة وانضباطا من قوى الدوله وحينما فكر السيد الكاظمى بوضع حدود لها قاموا بالتحدى وفرضوا عليه التراجع عما صدر منه اتجاههم. كانت هذه البدايه مخيبه للامال لانه لم يتعامل معها كما يتعامل رجال الدول الاصلاء مع الخارجين عن القانون, ولذلك فان الكتائب وجماعات السلاح المنفلت اخذت تحتل الشوارع وتستعرض قوة ونوعية اسلحتها دون ردة فعل من السيد رئيس الوزراء.
ان نتائج الانتخابات التى جاءت مخيبه للامال والتوقعات وكارثيه بالنسبه للقوى الىسياسيه المعهوده وجماعات الكتائب والسلاح المنفلت, هذا يعنى انها سوف تفقد الكثير من مصادر تموليها وموقعها فى الشارع والتأثير عليه, وبدات محاولات منذ البدايه اخذت بالتشكيك بنتائج الانتخابات ورفضها واعتبارها قد خضعت للتزوير والاحتيال ولذلك لابد من اعادة عملية الفرز مدعين بانها لا تمثل واقع القوى القائمه فى الساحه العراقيه, هنا لابد من الاشاره ان ان كل هذه الشكوك تنحصر فى انتخابات المناطق الشيعيه, وذلك لان المناطق السنيه ومناطق كردستان تشكل عالم اخر لاسلطه للقيادات الشيعيه تاثير عليه. ونظرا لعدم حصول تغير نوعى فى النتائج كان لابد من تصعيد الموقف وفرض الغير بتصعيد الموقف الاحتجاجى باحتلال منتسبى وانصار جماعات الكتائب والسلاح المنفلت لاحتلال مداخل المنطقه الخضراء ونصب الخيم والاقامه فيها وتصاعد الموقف بعد ان اصبح ماده دسمه ومثيره لوسائل الاعلام. مع ذلك لم يحصل تغير فى نتائج الانتخابات, علما بان القيادات الشيعيه اخذت تطلق النداءات لترميم البيت الشيعى وان حقوق الاحزاب والكتل الشيعيه محفوظه كما جاءت بها الانتخابات وكما يبدو فان تشكيل الوزاره رغم كل التصريحات والوعود الخلابه وعمليات الاصلاح سوف تكون كما حصلت فى الانتخابات التى سلفتهامبنيه على المحاصصه والتى محسومة مسبقا.
لم تكن محاولة الاغتيال تقصد السيد الكاظمى بالذات, بان البيانات لم تحدد جتى هذه الساعه هل كانت مسيرات ام صواريخ موجهه, والصور التى عرضت لم تشير الى بيت, قصر, فيلا تليق بمقام رئيس الوزراء وانما الى غرف للاشياء الفائضه, هذا بالاضافه الى عدم وجود الحمايه فى بلد تجاوز جميع الدكتاتوريات بافواج الحمايات المسلحه, ولذلك لم يحصل رد فعل عسكرى منظم لاسقاط المسيرات, واذا كانت صواريخ موجهه فلم تحدث اضرارا وتهدما مؤثرا وربما كان الفاعلون على علم بعدم اقامة السيد الطاظمى بهذا المكان. كانت العمليه مجرد محاوله بائسه للتعبيرر عن القوه والاستعداد لعمليات تصعيد من اجل ان لا يتم نسيانهم ويؤخذوا بنظر الاعتبار وتكون لهم حصة فى الكعكه الشهيه. كل ذلك يشير ايضا ان الجماعات التى قامت بالعمليه لم يكونوا مستقلين فى قرارها, وبدأ يدخل مسؤلين الى العراق لتامين واستقرار الاوضاع وكما يبدو فأن الزوبعه المفتعله وسوف تنتهى قريبا.
يؤكد السيد رئيس الوزراء انه يعرف المجرمين وسوف يلاحقهم وياخذوا العقاب الذى يستحقون, ان المتجاوزين على القانون والدوله لا مكان لهم فى العراق الجديد. ان الحكام والرؤساء يكلفوا مؤسسات متخصصه فى تقدمهم للشعب والعالم كقادة وشخصيات مسؤله محترمه عالميا ومحليا وينفقون لذلك مبالغ طائله. اننا فى عراق 2003 قد انتهت معايير الاخلاق والقانون والمهنيه واصبح كل شىء ممكن. ان شخصا عادياغير معروف يصبح بقدرة قادر لرئيسا لجهاز المخابرات العراقي, علما بعدم علاقته فى هذا الحقل الرهيب, وبقدرة قادر ايضا يصبح رئيس للوزراء, انه كبقيه نخبة المحاصصه الذين لا تاريخ ولا جعرافيه ولا مهنه يتقلدون ارفع مناصب الدوله. الا ان السيد الكاظمى قد تفوق عليهم جميعا من خلال عملية مجنونه رعناء وتتحمل مختلف التاويل والشكوك ان يحضى بهذا الاهتمام العالمى من قبل رؤساء , ملوك وشخصيات دوليه.
لقد كانت عملية تسويق فريده من نوعها مخطط لها او غير مخطط لها وحققت اهتماما عماليا لم يكن السيد الكاظمى, كبقة المناصب التى ترأسها لم تطرأ عليه فى اعز احلام اليقظه.