9 أبريل، 2024 5:43 م
Search
Close this search box.

حول عادات الاحزاب وتقاليدها … بأنتظار التجديد ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم | قرأن كريم
التغيير سنة من سنن الحياة , ففي علم الحياة ” البيولوجيا ” هناك الكثير من الحقائق التي نغفل عنها : مثل :-
1-  نمو الشعر وحاجته للقص , ومن هذه الحاجة حلت المظاهر الجمالية , وأصبحت ” المودة ” تفرض نفسها مع تضائل الحضور الفكري الذي يحاكم ألاشياء من الداخل وهذا معنى التغيير المنطلق بأتجاهات فضاء النفس ؟
2-  نمو ألاظافر وحاجتنا لقصها , ودخلت مع هذه الحاجة جمالية مفتعلة لآن التطلع ” للمودة ” أصبح أكثر من التطلع لضرورات الحياة وأفاق المستقبل ؟
3-  ترهل الجلد وأسترخاء العضلات : حيث أصبح للجراحة التجميلية وظيفة غير وظيفتها ألاصلية فدخلت عالم ” المودة” مدفوعة بنهم حب الحياة ومظاهرها دون التوقف عند قوانينها التي تعلمنا : أن من وهب الحياة قدر الموت , ولكل منهما أستحقاقات ومن هذا الفهم تبدأ رحلة التغيير , ولا تغيير بدون تغيير فضاءات النفوس ؟
وسنن التغيير مثلما تشمل المظاهر ” البيولوجية ” فأنها تشمل كذلك المظاهر ” ألاجتماعية ” ومن أنواع المظاهر ألاجتماعية:-
1-  ألاخلاق : التي شملها فساد الرأي , فأصبح البعض يسميها نسبية ناسيا أن مقولة ” قبح الظلم وحسن العدل ” هي من بنات ألاخلاق وموروثاته , وأن مفهوم نسبية ألاخلاق أفراز للمظاهر التي تباينت عند الشعوب وألامم , وليست تعبيرا عن المحتوى الذي يلامس الفطرة ويستجمع العقل ليتصل ببوصلة السماء المرجعية التي ينتهي اليها كل شيئ ؟
2-  العادات والتقاليد : وهي تراكم لما يلي :-
أ‌- موقف يحتمل الصح والخطأ
ب‌- فهم يحتمل الصح والخطأ
ت‌- سلوك يستجمع الصح والخطأ
وهكذا نجد العادات والتقاليد تشكل المظاهر ألاجتماعية للآمم والشعوب , ومن هنا ولدت الحاجة لدراسة المظاهر ألاجتماعية وأعادة النظر في الكثير منها وأًصبحت هذه من مهمات :-
1-  الدين : بأعتباره نظاما للحياة ” شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به أبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ” والذين تصوروا الدين هو ” المقدس ” فقط ” وهو الثابت ” فقط ” أخطأوا , لآن الدين كنظام للحياة ” وأتاكم من كل ماسألتموه ” فيه الثابت وفيه المتحول ” المتحرك ” ” يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ” ولآن السياسة متحولة ” متحركة ” فهي من مفردات الدين لا لآنها متحولة , بل لآنها مشروع أصلاح ومن هنا أستبعدت السياسة الفاسدة من الدين , وهذا مايسقط حجة من يقول : ” أن الدين مقدس , والسياسة فاسدة , وعليه لايجتمع المقدس مع الفاسد ؟ وبهذه الطريقة الخاطئة في الفهم عن الدين وعن السياسة أرادوا فصل الدين عن السياسة ؟ وألاحزاب الدينية التي وقعت في الفساد السياسي هي من أعطت الفرصة لآصحاب تلك المقولة الخاطئة , فأصبحنا بين خطأين أحدهما يمثله من يدعي بالدين وألاخر يمثله من لايلتزم بالدين ؟
2-  الفلسفة : بأعتبارها تعرف على أنها ” نظم العالم نظما عقليا” ومن هنا أصبح للفلسفة حضورا في تحليل ألاخلاق والقيم ونقد مقولات الحكم وبيان منطقية المنهج بأجمال يختصر روح التماثل مع النظام العام على هدي الحركة الكونية ؟
وحديثا ظهر لدينا نتيجة الحاجة وتطور الحياة في معناها المتحرك , وأعمال الفكر فيما يستجد من سلوك ألافراد والجماعات , وألامم والشعوب , وأعمال الفكر الذي أتخذ طريقة البحث بسماته المعاصرة حيث حصلنا على :-
1-  دراسات علم ألاجتماع التي كان للقرأن فيها أشارات لايمكن أستثنائها من موائد البحث المعرفي الجاد ” تلك أمة قد خلت لها ماكسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ” – البقرة – 141 – وكان للآنبياء فيها مساهمة قيمة يقول عيسى عليه السلام :” أني شفيت المرضى بأذن الله , وأحييت الموتى بأذن الله , ولكني عجزت عن معالجة ” ألاحمق ” ويقول ألامام علي عليه السلام : ربوا أبناءكم الى زمان غير زمانكم فأنهم مخلوقون لجيل غير جيلكم ”
2-  دراسات علم النفس : التي تقدمت كثيرا ونظمت منهجيا , ولكن التقدم الحقيقي والتنظيم المنهجي يجعل الحضور القرأني طريقا للنور المعرفي بالنفس التي هي صناعة ربانية يقول تعالى :” يا أيتها النفس المطمئنة -27- أرجعي الى ربك راضية مرضية -28- سورة الفجر- وحالة ألاطمئنان هذه هي التي غابت عن دراسات علم النفس الوضعي فأصبحت أصطلاحات مثل ” أجهاد العمل , ولهيب العمل ” طريقة لقبول حالة ” الكأبة ” وتفسيرها بعيدا عن أستحضار مفهوم ” النفس الراضية , والمرضية , والمطمئنة , والنفس اللوامة ” التي تمتلك مصاديق النجاح في الحياة الدنيا والحياة ألاخرة , وهذا هو النجاح الحقيقي للمجتمع ألانساني ؟
ولآن عادات ألاحزاب بقسميها الديني والعلماني , أصبحت خاضعة لتقاليدها في الحياة السياسية التي شابها الكثير من الفساد والمتمثلة فيما يلي :-
1-  المحاصصة التي عرفت أنانيتها وفئويتها ؟
2-  الحرص على ألامتيازات الحزبية والشخصية والعائلية ؟
3-  تعمد ألاساءة للنظام العام والتمرد على القانون مثل : حماية المزورين , والمرتشين , والسراق للمال العام ؟
4-  تجميع المحدودين والسذج والتملقين والمتزلفين بأصرار واضح , وبتبريرات مجافية للعقل والمنطق ؟
ومن هنا نحن اليوم بحاجة لولادة الجديد الذي لايأتي بالتمني وألاحلام , ولكنه ينبثق بعد التشخيص العلمي لحالتنا المرضية على مستوى : ألاحزاب , والعشائر , والمنظمات , والنقابات , وعلى مستوى الحكم الذي لم يعد قادرا على مواجهة تحديات ما بعد ألانسحاب المنفتحة على متبنيات المحور ألامريكي ألاوربي – الصهيوني – وشهيته الجديدة في دعم التطرف المتمثل في المنطقة العربية بالقاعدة التي أصبحت متغلغلة في هيكلية ألاحزاب التقليدية التي تنتمي للدين , وهذا الدعم يحظى بوفرة المال العربي وتواطأ عنصر الخيانة المتلبس بالحالة الطائفية بصورة أنتهازية وهي البوابة الحقيقية لفتح الجحيم على المنطقة ومنها العراق , وأنتظار الجديد لايتحقق ألا بعد فهم وتشخيص هذه الحالة , وهذا ألانتظار هو برسم : النخب المثقفة سياسيا وأجتماعيا ومن كل الحواضن ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب