22 نوفمبر، 2024 6:16 م
Search
Close this search box.

حول دور ومكانة الخيانة العظمى في تفكيك الاتحاد السوفيتي (1991–2021)

حول دور ومكانة الخيانة العظمى في تفكيك الاتحاد السوفيتي (1991–2021)

حول دور ومكانة الخيانة العظمى في تفكيك الاتحاد السوفيتي (1991–2021). ( بمناسبة الذكرى ال30 لتفكيك الاتحاد السوفيتي). الحلقة الثامنة *
ترجمة واعداد الدكتور نجم الدليمي.

المحور الثالث ::مدرسة الشروط الفارغة.
مقدمة المترجم ::

من البديهات الاساسية التي كان يتداولها المعلقون والصحفيون وكثير من الناس بمن فيهم البسطاء، ان الاتحاد السوفيتي هو من المنعة والقوة والجبروت مما يجعل من المستحيل على القوى السوداء من ان تخضعه بواسطة الحرب والاساطيل والجيوش، وكان الاتحاد السوفيتي يملك كل ما يلزم للمحافظة على استقلاله وقوته الضاربة، وهذا مما دفع اعدائه للتفكير بخطة لنسفه من الداخل بواسطة عناصر تحمل الجنسية ((الروسية)) و((البطاقة الحزبية الحمراء)) والمكانة المرموقة في السلطة…. واخيراً يكون لديهم الاستعداد لتنفيذ السيناريوهات السوداء القادمة من وراء البحار.

##المحور الثالث::
بتاريخ 29/7\2021، نشرت جريدة البرافدا مقالة جديرة بالاهتمام كتبت من قبل غينيادي زوغانوف، سكرتير الحزب الشيوعي الروسي ورئيس كتلة الشيوعيين في مجلس الدوما ( البرلمان الروسي) بعنوان (30 عاما من الخيانة :درس مرير والافاق المستقبلية) تضمنت عدة محاور، منها المحور الثالث، نعرض اهم الافكار المطروحة في هذا المحور لما فيه خدمة الحقيقة الموضوعية.

**يشير غينيادي زوغانوف، لا يمكن ان نحدد ان سبب تفكيك الاتحاد السوفيتي فقط يكمن في دور الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها، بالرغم من انه خاض ما يسمى بالحرب الباردة (1946-1991)، (وتم انفاق خلال هذه الحرب الغير عادلة ما بين 13-15 ترليون دولار، وان حصة الاسد من هذا الانفاق المرعب يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، انه بزنس مربح وكبير ومضمون لللاوليغارشية الطفيلة)،بل علينا أن نبحث في العامل الداخلي بالدرجة الأولى، وما هي القيادة التي سهلت( تنفيذ مخطط قوى الثالوث العالمي لتفكيك الاتحاد السوفيتي، ان تظافر العامل الداخلي والخارجي، قد لعبت هذه العوامل مجتمعة دوراً مهماً وكبيرا في تفكيك الاتحاد السوفيتي، وان تجربة تفكيك الاتحاد قد تميزت بميزة خاصة بها وهي ان العامل الخارجي اصبح هو الموجه والمنظم والمحرك والداعم للعامل الداخلي…).

**يؤكد زوغانوف لم يكن بمقدور الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها من تفكيك الاتحاد السوفيتي لولا وجود مجموعة في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي ( غورباتشوف وياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وكرافجوك…..) وهؤلاء قد نفذوا المخطط الهدام والتخريبي والاجرامي والخياني المرسوم لهم وبشكل واعي وكامل. ان (( نجاح)) خونة الشعب والفكر والحزب في تفكيك الاتحاد السوفيتي جاء بسبب الخيانة العظمى والانبطاح الكامل لهؤلاء الذين فقدوا الاخلاق والمبادئ والقيم، بهدف تفكيك الاتحاد السوفيتي وبالمجان لصالح الغرب الامبريالي.

**يبين زوغانوف، انه قبل 250 عاما الماضية تقريبا كتب البريطاني ريجارد شيريدان في ملاحظاته (( مدرسة الشروط الفارغة))، ضرورة العمل على خداع وتضليل وتشويه الحزب والشعب وبأسلوب ماهر من اجل تحقيق الهدف المرسوم (ان ما تعمل به اميركا وحلفائها اليوم تحت غطاء مايسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية والعلنية وحرية التعبير والراي خير دليل على نهج هذه المدرسة، الاتحاد السوفيتي، دول اوربا الشرقية، ما يسمى بالربيع اللاعربي، افغانستان اليوم….. الا انموذجا حيا وملموسا على نهج هذه المدرسة). ان اي متتبع سياسي، يتابع خطب ولقاءات غورباتشوف العلنية او غير العلنية، وحول مختلف المواضيع الداخلية والخارجية، يلاحظ ان كلامه يتصف بالعمومية والثرثرة الفارغة من المعنى، وان كلامه يحمل اكثر من معنى، ولن يتحدث عن جوهر القضية المطروحة، اي انه كلام فارغ ومحتال،وعندما يكون من مثل غورباتشوف على راس الحزب والدولة السوفيتية، فهو قد شكل كارثة وطنية وذو بعدا دوليا خطيراً، وان نهجه قد تكلل بتفكيك الاتحاد السوفيتي ( ان الكذب والتملق والثرثرة والمراوغة واللامبدئية….. كانت من اهم الصفات التي تميز بها الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وهو قد خدم قوي اقتصاد الظل المافيوي، والليبرليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون السوفيت – الروس من عملاء النفوذ والطابور الخامس في الحزب والسلطة… واحسن من وصف غورباتشوف مواطن سوفيتي، بانه كومة من الغائط).

**يشير زوغانوف، ان اول لقاء لغورباتشوف كان مع الرئيس الأمريكي ريغان، وكان غورباتشوف على راس دولة عظمي ويقود اكبر حزب شيوعي في العالم في وقتها، دولة عظمي تملك السلاح الذري والنووي…. ، دولة مستقلة اقتصاديا وماليا، دولة لديها معسكر اشتراكي يملك القوة الاقتصادية والعسكرية، وكان لهذا المعسكر الاشتراكي احتراما من قبل الغالبية العظمى من دول العالم، هذا المعسكر الاشتراكي الذي ناضل من اجل الحرية واقامة العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع وكذلك ناضل على تحقيق ذلك على الصعيد الدولي،وخلال عدة سنوات ( المقصود بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها والتي شكلت مشروع الحكومة العالمية…..) قد انقلب غورباتشوف وفريقه على الحزب والشعب السوفيتي وعلى منجزات الاشتراكية في كافة المجالات، وبدا بالحديث عن افضلية الراسمالية ومنجزاتها….، ناقدا وباشكال مختلفة للنظام الاشتراكي، وتم تأيده من قبل المعادين للسلطة السوفيتية في الداخل والخارج، وجعل من الاتحاد السوفيتي خلال فترة حكمه 1985-1991، فترة ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية، الى دولة ضعيفة على المسرح الدولي، دولة استسلام بلا قيد او شرط، اتجاه الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية، ناهيك عن اغراق الدولة السوفيتية بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والفوضى و عدم الاستقرار.

**يؤكد زوغانوف، ان هذه السياسة الاستسلامية اتجاه الغرب الامبريالي و اتجاه الشركات العابرة للقارات واتجاه الراسمال الامبريالي واتجاه البزنس الاجرامي، فان سياسته في هذه المجالات قد صبت لصالح هذه القوى الخارجية وان هذه السياسة قد ادت في النهاية إلى تفكيك الاتحاد السوفيتي وتخريب اقتصاده الوطني وتحت غطاء ما يسمى بالتجديد والتطوير….، وقاد حملة العداء للشيوعية في اوربا الشرقية وكذلك في جمهوريات الاتحاد السوفيتي ومنها جمهوريات البلطيق، جورجيا، ارمينيا، ملدافيا، عبر اثارة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والقومية وزج الجيش السوفيتي في ذلك وهي ليست من مهمة الجيش السوفيتي ولكن كان هدفه الرئيس هو تأليب الشعب السوفيتي ضد الجيش السوفيتي، وبنفس الوقت بدا في اضعاف وتخريب منظم للقوة العسكرية السوفيتية، عبر عقد معاهدات غير متكافئة ومقصودة مع اميركا وبالنتيجة قد اضر بالتوازن العسكري بين الاتحاد السوفيتي وأميركا، ولصالح اميركا وحلفائها. هذه هي الخيانة العظمى اتجاه الشعب والفكر والحزب الشيوعي السوفيتي، وبنفس الوقت عملوا على بناء رأسمالية متوحشة واجرامية، طفيلية بامتياز، وتم كل ذلك تحت غطاء مايسمى بالبيرويسترويكا والاصلاح، وتم تصفية منجزات الاشتراكية العظمى وفي كافة المجالات التي حصل عليها المواطن السوفيتي، الروسي؟!؟.

##يشير غينيادي زوغانوف، الى ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان((بلدان غير صديقه تحاول استخدام ما تملكه روسيا الاتحادية من مشاكل اقتصادية واجتماعية….، بهدف تفكيك روسيا الاتحادية، وتفكيك وحدتها الداخلية، وتعمل من اجل خلق اوضاع غير مستقرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً….)). ان هذا الاستنتاج صحيح ولكن السكوت عن الاسباب التي ساعدت على ظهور هذه المشاكل الداخلية لروسيا الاتحادية يشكل خطراً جدياً على روسيا الاتحادية،اليوم ، وان اعداء روسيا الاتحادية في الخارج قد يستخدمون هذه المشاكل للتدخل في الشؤون الداخلية لروسيا الاتحادية وعبر اساليب متعددة ولصالحهم.

**ان هذه الاثار الكارثية الناتجة عن نهج وسياسة 30عاما مضت على تفكيك الاتحاد السوفيتي لن يتم معالجتها وبشكل جذري وهي في تفاقم مستمر وهم لغاية الآن ( المقصود اميركا وحلفائها) يستخدمون ويضغطون ويعملون لتاجيج وتفاقم هذه المشاكل ( الحصار الاقتصادي، الحرب الدبلوماسية، الحرب الاعلامية،، محاصرة روسيا الاتحادية من قبل حلف الناتو، عبر اوربا الشرقية وجمهوريات البلطيق، والسعي لضم اوكرانيا وجورجيا لحلف الناتو…..). ان هذه السياسة كانت ولاتزال تشكل خطراً جدياً على الشعب الروسي ووحدة روسيا الاتحادية، وهذه السياسة، او النهج المتبع اليوم قد كرس وبشكل مرعب ومخيف
,وكارثي في تعميق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح الاوليغارشية الروسية، وهذا النهج الحالي، اي النهج النيوليبرالي يشكل مصدراً خطيراً على زعزعة الاستقرار في البلاد (المقصود بالنهج الليبرالي والنيوليبرالي المتبع منذ عام 1992 ولغاية اليوم).

##يؤكد غينيادي زوغانوف، نحن الشيوعيين الروس نعتز بما حققته السلطة السوفيتية من منجزات وفي كافة المجالات، ونحن نطالب ( المقصود السلطة الحاكمة في روسيا الاتحادية)، من ان ما حدث خلال ال30 عاما الماضية، ما هو الا تخريب منظم لمنجزات الاشتراكية وتفكيك منظم لدولة الاتحاد السوفيتي، وهذه هي احدى نتائج الخيانة العظمى للشعب السوفيتي وبنفس الوقت جريمة نكراء قد ارتكبت ضد الشعب السوفيتي -الروسي.
**يؤكد زوغانوف، ان بلدنا اليوم يحتاج إلى مثل هذه السلطة السوفيتية، ونحتاج الى سياسة تساعد على عودة هذه السلطة ( المقصود السلطة السوفيتية) التي تمتلك اساس لبناء الدولة العظمى. ان تحقيق ذلك ممكن فقط في عودة الاشتراكية كمنقذ للشعب الروسي وروسيا الاتحادية اليوم.

ايلول \ 2021
يتبع

أحدث المقالات