23 ديسمبر، 2024 10:42 ص

حول توقّف قتال القوات العراقية في تكريت

حول توقّف قتال القوات العراقية في تكريت

في المعارك والحروب طالما تحدث متغيرات فجائية او مدروسة , وطالما تحدث مفاجأت وتأثيرات ومواقف متباينة , بالإضافة الى مرونة التكتيك وقابلية المناورة والتي تستدعي احيانا التوقف النسبي والأنسحاب الجزئي لأغراض الإلتفاف ولإستدراج العدو الى منطقة القتل وما الى ذلك , وكلّ ذلك أمور طبيعية خلال الحرب , ولكنّ ما ينبغي التوقف عنده هو عدم التسرع في اطلاق تصريحات رنانه تحسم وتجزم بأنجاز النصر قبل حدوثه , والأكثر خطأً من ذلك هو التعجّل في تحديد مواعيد مسبقة او سقف زمني للتحرير او الأنتصارات , وهذا الخطأ يقع فيه ويتعجله بعض القادة العسكريين والمدنيين للأسف , وبالتالي فأنهم يتفاجأون بعدم دقة تصريحاتهم وعدم صوابها … في الإعلام والذي تشكّل التصريحات جزءاً منه , يتوجّب عدم الإنفعال والتعامل بموضوعية وهدوء مع مجريات المعركة بالإضافة الى التهيؤ الفكري والنفسي لحدوث متغيرات غير متوقعة ” ولا يعني ذلك عدم القدرة على معالجتها .
ولا تزال تمثل في الذاكرة حرب تشرين في 1973 حين شنّت القوات المصرية والسورية هجوما كاسحا على الجيش الأسرائيلي استمرّ نحو اسبوعين واندفعت فيه القوات المصرية الى مسافةٍ معينة في صحراء سيناء المحتلة بعد عبورها الرائع لقناة السويس , وكذلك اندفاع القوات السورية السريع , وما لبث حينها أن تغيّر الموقف بنحو 180 درجة حين التفّت القوات الأسرائيلية من ثغرة الدفرسوار وحاصرت الجيش المصري الثالث وحدث ما حدث ! وكذلك الأمر بالنسبة للجيش السوري الذي اندفع سريعا الى الأمام دون أن يؤمّن ” الميمنة والميسرة ” اللتين التفّت القوات الأسرائيلية عبرها وضغطت على القيادة السورية للرضوخ لوقف اطلاق النار , وفي تلك الحرب كان صوت الإعلام المصري  والسوري مدويّا ” على الرغم انه لم يكن بمستوى التصريحات النارية الجارية في العراق الآن ” .. إنها دعوةٌ للتحلّي بهدوء الأعصاب في ممارسة الإعلام.