بين الفينة والفينة تظهر مقولات / في الميديا ، تقول أن ” المنظمات الأرهابية الأسلامية ” القاعدة وداعش والنصرة وبوكوحرام وجماعة الأخوان المسلمين وغيرها ” ، لا يمثلون الأسلام ، معللين ذلك بأن الأسلام دين سلام ورحمة وتسامح ! ، وان رسول الأسلام ، هو رسول الرحمة ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ / الأنبياء:107) ، الى أخره من الكلام المنمق الفارغ المعنى ، الذي لا يمت للحقيقة والواقع بصلة ! ، غافلين النص القرآني ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم /ٌ 5 سورة التوبة ) ، وتناسوا حديث رسول الأسلام ، ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ؟ ) / الحديث الصحيح قد رواه الشيخان : البخاري ومسلم في الصحيحين .. أن كل المنظمات الأرهابية الأسلامية شيوخهم أكاديمين ، عارفين بالأسلام وبالفقه ، وسوف أستعرض بعضا منهم :
* من زمن الجهاد في أفغانستان ضد القوات السوفيتية ، يبرز الفلسطيني الشيخ عبدالله عزام ، وهو ، دكتور في أصول الفقه ، ” والشيخ د .عبد الله عزام 1949 – 1989 : هو شخصية سلفية إخوانية من قادة المقاتلين في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي ، يوصف بأنه رائد الجهاد الأفغاني – ومن أعلام جماعة الإخوان المسلمين : دراسته الجامعية في كلية الشريعة بجامعة دمشق ، ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جداً سنة 1966 ، وحصل على الماجستير في أصول الفقه عام 1969 من جامعة الأزهر . وحصل على الدكتوراة في أصول الفقه من نفس الجامعة عام 1973 / نقل من www.ikhwanwiki.com ” .
* أما المصري الشيخ عمر عبد الرحمن 1938 – 2017 : الذي قتل د. فرج فودة بسبب فتواه ! ، فقد التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة في عام 1965 وحصل على الليسانس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، بعدها حصل على الماجستير ، ، ثم حصل على الـ ” دكتوراه “، وكان موضوع أطروحته ” موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة ” ، وحصل بعد ذلك على درجة ” رسالة العالمية ” بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف .. / نقل من الموقع التالي بأختصار omarabderahman.wordpress.com ، وأستقر بعد ذلك في أميركا . وكان متهما بعملية تفجير المركز العالمي للتجارة ولكن ” هيئة المحلفين برأت الشيخ الضرير من قضية محاولة تفجير مركز التجارة العالمي ، ومن كل التهم المنسوبة إليه ، باستثناء تهمتي التحريض على أغتيال الرئيس حسني مبارك أثناء زيارة كانت مقررة وقت ذاك إلى نيويورك ، كما برأ من تهمة التحريض على قتال الجيش الأمريكي .. / نقل من موقع مصراوي ” .
* ومنظمة داعش الذين خيروا المسيحيين واليزيديين / في الموصل – العراق ، بين الأسلام أو الجزية أو القتل والسبي ، وفق النص القرآني ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ 29 / سورة التوبة ) .. كان خليفتهم أكاديمي ودارس للشريعة الأسلامية ، وهو العراقي ” خليفة المسلمين د . أبوبكر البغدادي 1971 – 2019 : حصل على شهادته الجامعية الأولى من كلية الشريعة الإسلامية في الدراسات القرآنية عام 1996 ، والماجستير من جامعة العلوم الإسلامية عام 2002 ، ثم حصل على الدكتوراه في القانون الإسلامي من الجامعة ذاتها في عام 2006 – مصادر أخرى تقول من جامعة صدام / نقل من موقعي www.aljazeera.net & BBC ” .
* المصري القطري الشيخ د . يوسف القرضاوي 1926 – : الأب الروحي لجماعة الأخوان المسلمين – كان رئيساً للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين : حصل على إجازة التدريس من كلية اللغة العربية التابعة لجامعة الأزهر في عام 1958 ، وحصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العليا التابع للجامعة العربية تخصص اللغة والأدب في عام 1960 ، وحصل على شهادة عليا في شعبة علوم القرآن والسنة ، وهي معادلة لشهادة الماجستير من كلية أصول الدين من جامعة الأزهر . وفي عام 1973 حصل على شهادة دكتوراه بدرجة امتياز ، من نفس الكلية ، وكان موضوع أطروحته عن ” الزكاة وأثرها بحل المشكلات الاجتماعية ” / نقل من موقع www.arageek.com . والسؤال الذي يبرز هنا ، من الذي يفتي لهذه المنظمات الأرهابية ! ، ومن الذي يقودها ! ، ومن الذي يبرمج عمليات القتل والحرق والصلب والسحل ! ، فهل المفتي من حاخامات اليهود ! أو من مطارنة المسيحيين ! ، الجواب لا يحتاج الى عناء ! الخلفاء والقادة ومجلس الأفتاء والشورة .. كلهم من المسلمين ، بل من المسلمين المؤهلين ، خريجي الأزهر وباقي الجامعات المرموقة ، والجميع لم يؤتى بهم صدفة من الطرقات ، بل أنهم مجموعة قد درست القرآن والفقه والحديث والسنة النبوية ، أي أنهم في قيادتهم لهذه التنظيمات الأرهابية قد طبقوا أصول الدين والفقه ، الذي درسوه جامعيا ، وحصلوا على أعلى الدرجات الأكاديمية في تخصصهم / كما رأينا في أعلاه .
أضاءة : خلاصة الموضوع ، أن المنظمات الأرهابية الأسلامية ، كلها دون أسثناء ، تطبق النهج الأسلامي – فكرا ومضمونا ، ويقود هذه المنظمات شيوخ مسلمين ، وتستقي فتاويها ومشورتها من شيوخ مسلمين درسوا أصول الدين . ولا بد أن نشير ، بأن الأسلام هو أسلام واحد لا يوجد .. أسلام معتدل أو أسلام وسطي أو أسلام متطرف وأخر متزمت ، كما يدعون ! ، الأسلام هو النص القرآني والحديث والسنة النبوية ، وهذا ما تنهجه وتطبقه القاعدة وداعش وغيرها ، وما يدعون بأن الأسلام براء من هذه المنظمات ، هو محض هراء .