لقد قرأت مقالا لاحد الاساتذة حول هذا الموضوع . وانني اذ اتفق معه من ان كثيرا من اعمال العنف التي حصلت في مناطق مختلفة من العراق كانت من قبل جماعات سنية متطرفة . . ولكن الاستاذ كاتب المقال لم يسأل لماذا حدثت كل هذه الاعمال العنيفة ، وانتشرت الفوضى في العراق واصبح القتل على الهوية مع النزعة الى التطرف الديني . لنضع انفسنا مكانهم.. ماذا كنا نعمل تجاه الممارسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة ، ابتداءا من حكم بريمر الى حكم العبادي . لقد حاربناهم تارة بأسم اجتثاث البعث ، وتارة باسم المساءلة والعدالة ثم المادة ٤-;—;– ارهاب والمخبر السري ..، ولا ادل على ذلك من الاف المعتقلين الذين يطلق سراحهم يوميا من قبل القضاء لعدم ثبوت الادلة ضدهم . فمن المسؤول عن كل هذه الممارسات الخاطئة والعدائية .
ان الخوف من ضياع السلطة يدفعنا الى التفريط بها . فقد اصبحنا نتمسك بدكتاتورية الاغلبية وحاربنا الاخرين لمعتقداتهم ، ووضعناهم موضع اتهام دائم . ثم نسأل لماذا صار اهل السنة متطرفين ولماذا انحازوا الى القاعدة ، او الى داعش الاجرامية . وبالمقابل نتهم كثيرا من العراقيين بانحيازهم لايران . يااخي العزيز نحن ندفع طوائف شعبنا الى مواقف معادية لنا ، لاننا نهدد وجودهم ولقمة عيشهم . ان عدم الشعور بالامان يدفعنا الى التطرف . . . وهذه غريزة ليست عند الانسان فقط بل حتى الحيوان اذا جاع او شعر بالخطر فأنه سيكون شرسا جدا . ان التعايش السلمي يدفع الناس الى السلم . اما القلق والخوف من الاخر فانه يدفعنا الى التطرف والعنف ، وهذا يشمل الجميع سنة وشيعة وكورد وسائر فئات المجتمع . وكما اتجهت الميليشيات السنية الى. العنف ، اتجهت الميليشيات الشيعية الى العنف ايضا ولنفس السبب ، وهو الشعور بالخوف من الاخر وبالتالي نحاول تصفيته ليخلو لنا الجو ونستأثر بالخير والسلام. . ! وبالنتيجة لا احد يستطيع ان يعيش بسلام ورخاء ، وهذا لبنان شاهد علينا . فبعد حرب اهلية لاكثر من خمسة عشر عاما ادركوا ان الحرب لم تحسم لصالح احد . وهناك مئات الامثلة في التاريخ على ذلك . يارفيقي. . السلم الاهلي هو الذي يصنع السلام وليس العنف والتطرف . وانظر الى كوردستان العراق فقد نبذوا الانتقام وعفوا عن كل اعدائهم ، حتى الجحوش الذين كانوا يقاتلونهم بضراوة . واذا كانت الكعكة تتسع للجميع فلماذا لا نتقاسمها مع الجميع. . ودوامة العنف هل ستنتهي بالاتهامات والاتهامات المعاكسة ، ولماذا لا نمد اليد البيضاء لاخوان لنا في الوطن يدينون بمذهب غير مذهبنا او بدين غير ديننا. .ثم من قال ان الاسلام هو دين الشيعة فقط او دين السنة فقط . واذا كان الشيعة يمثلون الاغلبية في ايران والعراق ، فأن السنة هم الاغلبية في العالم الاسلامي . ، فلندع مبدأ الوصايةهذا ولا ننبش التاريخ لاثبات صحة اقوالنا . لان ذلك سوف لن يفيدنا بشئ. واذا كانت الفتوحات الاسلامية المبنية على الغزو والعنف هي فتوحات سنية ، فأن الدول التي قامت على اساسها هي دول سنية وليست اسلامية . فأين الاسلام اذن . ومن هو المسلم الحقيقي. ؟ . لقد التبست على الناس الامور ، ودخلنا في متاهة لا اول لها ولا اخر.
ان من الصالح لنا جميعا الابتعاد عن هذه التصنيفات ، وان نبتعد ايضا عن نبش الاوساخ في تاريخنا . فقد انكشفت عورتنا سنة وشيعة امام العالم اجمع. ولنبدأ عهد جديد ، بعقول متفتحة وليؤمن من يؤمن وليكفر من يكفر فلسنا قوامين على احد . ونعيد بناء المجتمع والوطن. على اسس متينة . تجمع ولا تفرق ، تبني ولاتهدم ومسؤولية ذلك تقع على عاتقنا جميعا . من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر. .