17 نوفمبر، 2024 11:35 م
Search
Close this search box.

حول اللقاء الرمزي في بيت السيد عمار الحكيم – ما له وما عليه..

حول اللقاء الرمزي في بيت السيد عمار الحكيم – ما له وما عليه..

لا شك أن السيد عمار الحكيم ومنذ فترة ليست بقصيرة يطل علينا بوجهه البشوش والباسم الذي يبعث على التفاؤل والأمل ويعكس تواضع الرجل مع الحفاظ على وقاره وهيبته لكن أيضا بمواقف ورؤى وطنية سليمة وأفكار معتدلة أهم ما فيها رفضه العلني والصريح للطائفية وللتفرد بالسلطة والمشاركة الحقيقية الفاعلة في البلاد وكل ما يتعلق بحقوق مكونات الشعب العراقي.

إن هذه المواقف جعلت للسيد الحكيم موقعا متميزا في نفوسنا ونفوس الكثير من الناس. من هنا كنا ننظر إلى أهمية مبادرته الأخيرة الداعية إلى لقاء رمزي بين رؤساء الكتل السياسية المعنية بالأزمة مباشرة على أنها مبادرة من الطراز المتقدم نظرا لكونها تتعلق بمصير العراق ولأنها تأتي في لحظات حرجة جدا ونحن نقف فيها على شفا حفرة من النار حقا وفعلا.

وعلى الرغم من أن اللقاء الذي دعا إليه السيد الحكيم كان رمزيا إلا أنه فعلا كان موضع آمالنا بأن ينتهي إلى ما يسر ويبشر بخير.
أننا وبالرغم من تفاؤلنا نلاحظ على اللقاء ما يلي :-

1- أن رمزيته تعني فيما تعني أنه لن ينتهي إلى بيان أو قرارات ملزمة للأطراف المدعوة ولا حتى إلى إصدار تصريح.

2- جرى التأكيد من قبل سماحة السيد عمار الحكيم على هذه الرمزية وعلى أنه لن يصدر قرارات ولا بيان مما يدفعنا إلى القلق من خشية أن بعضا من الحاضرين وضعوا شرطا مسبقا لحضورهم في أن اللقاء لن ينتهي بما يلزمهم بأي موقف.
3- هذا القلق وهذه الرمزية قد يكونان عاملا مهما في تحديد فسحة آمالنا في نهاية الأزمة الحالية مما يثير الخشية من أن تستمر مظاهر العنف والتدهور الأمني والاقتصادي في البلاد.

لكننا نفترض حسن النية لدى الأطراف المعنية وفي هذه الحال فأننا نأمل أن رمزية هذا اللقاء قد تكون فاتحة لمسار أطول وأهم توجهه قرارات وطنية فاعلة تؤدي إلى وقف العنف نهائيا وتجنيب العراق والعراقيين مخاطر الحرب الأهلية والمزالق الخطيرة التي يقودنا إليها الطائفيون والمغامرون والقابعون في ظلمات كل الأطراف على حد سواء.

لكن وبصراحة إن افتراض حسن النية هو الآخر مشوب بعدم الاطمئنان التام والذي تبرره تركيبة بعض الوفود التي حضرت والتي تخندقت منذ حين طويل وراء متاريس طائفية وعلاقات غير سليمة مع بعض دول الجوار وببعض التشكيلات المسلحة والمنظمات الإرهابية والميليشيات. والسبب الثاني في قلقنا بشأن حسن النوايا أن هذه النوايا هي الأخرى لها وجهان. وجه ضحوك يسر الخاطر ووجه دفين يتفاعل في أعماقهم متربصا. ولعلي لا أغالي إذا ما قلت أن هؤلاء السادة بالذات هم الذين أساؤوا للدين وللمذاهب الأمر الذي دفع بانتشار واسع للفكر والمواقف المتحفظة والمترددة إزاء النهج الديني الذي تدعيه هذه الأطراف وبوجهه الطائفي خصوصا.
لذلك ولكي لا يجهض هذا الجهد الوطني الكبير نرى أن بالإمكان أن يواصل السيد عمار الحكيم ومعه الأخوة في المجلس الإسلامي الأعلى الجهود نحو :-
1- أن يتحول هذا اللقاء الرمزي إلى مؤتمر وطني شامل يحضره:
– ممثلون حقيقيون ( ونؤكد على كلمة حقيقيون ) للمظاهرات وساحات الاعتصام.
– وبحضور شخصي مباشر من قبل دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي.
– وبحضور مباشر للسيد عمار الحكيم وقيادات المجلس الإسلامي الأعلى.
– وبحضور مباشر للسيد مسعود البارزاني وقيادات التحالف الكردستاني.
2- أن يكون برنامج المؤتمر:

– تحقيق المطالب المشروعة والوطنية للمتظاهرين.

– المباشرة فورا بإصدار قانون مكافحة الطائفية وفقا لما أقره الدستور العراقي.
– إعادة الاعتبار للدولة بكل مؤسساتها والمباشرة بترصين سلطاتها الدستورية الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية وبهذا التسلسل حصرا.

– المباشرة بتفكيك كل القوى المسلحة غير النظامية وإصدار قانون يؤكد تحريم حمل السلاح خارج مؤسسات الدولة الرسمية وحصرها بقوات وزارتي الدفاع والداخلية.
– التزام الجميع بالإعلان عن إدانتهم للجرائم الإرهابية بكل مصادرها وأنواعها ومرتكبيها وتجريم إيواء ودعم وتمويل الإرهابيين والتستر عليهم تحت طائلة العقوبات التي أقرها قانون مكافحة الإرهاب.

– التزام الجميع بإدانة تدخل دول الجوار بالشأن العراقي وتحريم الاستقواء بها ضد الأطراف العراقية مهما كان نوع الخلاف الداخلي.

– التزام الأطراف بوحدة العراق أرضا وشعبا ودولة برفض مشروع الأقاليم الطائفية.
سيعود العراق موحدا قويا حرا مزدهرا بأهله وأمنه واقتصاده وحضارته.

أحدث المقالات