الجزء الثالث
قبل كل شيء أود أن انوه الى مساءلة مهمة جدا .فنحن لا نكره اخواننا السياسيين ولكن نكره اعمالهم وأفعاله.لذا اقتضى التنويه لهذا الموضوع كي لا يزايد علينا أحد لو يخرج بوق من هنا وهناك يتهمنا بشتى الاتهامات .فما نكتبه هو نتاج معطيات وأرقام ودراسات نضعها بين ايديهم وايدي القاريء المنصف المحايد ولا نريد من احد جزاءا ولا شكورا. …
كما اشرنا في الجزء الاول والجزء الثاني من مقالنا هذا حول العناد السياسي في هذا الجزء سوف نبحث عن ابواب اخرى متعلقه بهذا الموضوع فقد لاحظنا من خلال دراستنا وبحثنا بان العناد السياسي عندما يكون داخليا يعني ضمن اطار نفس المنظمه او المؤسسه او الحزب او الدوله او بين منظمات او مؤسسات او احزاب ضمن الدوله الواحده شاهدنا انه في الاعم الغالب يكون العناد السياسي سلبيا سواء كان فرديا او جمعيا فذلك لان في اكثر الاحيان القرار الذي يتخذ نتيجه العناد السياسي السلبي يكون ذا ضرر لاحد الاطراف او لكلا الطرفين نعم احيانا قليله جدا قد يكون القرار المتخذ في العناد السياسي ضمن المنظمه او المؤسسه او الحزب الواحد قد يكون ايجابيا وهذا راجع الى عده اسباب منها ان التنافس والصراع على القرار او على الامتيازات وزياده المساحه الافقيه للنفوذ في الكثير من الاحيان لا يراعي المصلحه العامه بل تكون هنا الانانيه حاضره وهذه الانانيه هي السبب الاساسي والرئيسي في جعل القرار السياسي او العناد السياسي سلبيا والقرار يكون قرارا سلبيا ايضا كذلك ممكن القول بان قله الخبره السياسيه او ما اسميه المراهقه السياسيه في كثير من الاحيان تكون ذات نتيجه كارثيه وانتحاريه وقد تترك اثارا وندوب وتشوهات على المديين القريب والبعيد وقسم من هذه التشوهات والاثار قد لا يمكن علاجه مهما طال الزمن لذلك نجد بان الخلافات بين الاحزاب او بعض الاحزاب لها امتداد في الماضي وفي الحاضر البصمات واضحه وبطبيعه الحال المستقبل القريب والبعيد المؤشرات والدلائل تشير الى استحاله حل هذه الخلافات وان تم حلها فالحلول تكون ترقيعيه وذلك لتجمد كل حزب بما لديه وهذا مصداق الايه كل حزب بما لديه فرحون وهذا الخلاف او الخلافات تعمقت وستتعمق اكثر ببروز وظهور الجيل الجديد او الثاني من قيادات هذه الاحزاب ولا سيما اذا كانت هذه القيادات هم ابناء ومن نفس العائله وعشيره القائد السابق ففي هذا الجيل يكون الحقد والتزمد متاصلا اكثر من الجيل السابق حيث يكون هذا الجيل جيلا حماسيا ومتهورا في اكثر قراراته ولا يحسب حسابات لاي ضرر او تبعات للقرارات التي يتخذونها لذلك نجد بان العناد السياسي عند هذا الجيل يكون في اقصاه نعم قد يكون من الممكن انه وبعد عده اجيال وحصول تغيرات داخليه واقليميه ودوليه كبيره ممكن ان يظهر جيل اقل دمويه او تشدد او تعنت او عناد وبالتالي قد يشهد قرارات العناد السياسي حاله اقل تشدد وقد تتحول تدريجيا الى ايجابيه اكثر مما هي سلبيه ولو شخصيا اشك في هذا الشيء على المدى القريب لان ما اراه ودرسته عن عقليات وتفكير السياسي الموجود في الواقع العراقي لا يبشر بخير المدى القريب لذلك فنحن نحتاج الى ثوره في عقول المتصدين وانفتاحا اكثر وبالتالي ممكن بعد عده اجيال قد نشهد هذا التغير في القرار وفي العناد السياسي من السلبي الى الايجابي وهذا ما نتمناه ويتمناه الجميع وهو ليس بأمر صعب أو المستحيل فقط وفقط لو توفرت الارادة وتغليب المصلحة الوطنية العامة على المصالح الشخصية والحزبيه والعائلية والله من وراء القصد .