23 ديسمبر، 2024 5:54 م

حول الشعر العراقي الأحدث عهداً عصرانية شعر محسن السراج

حول الشعر العراقي الأحدث عهداً عصرانية شعر محسن السراج

مقدمه:
يجمع  بيني  وبين الصديق والشاعر العراقي  محسن السراج الأكتراث والجهود
البحثية المشتركة  حول  الادب الغربي , وقد أتاحت لي الصداقة والجهود المشتركة  المتابعة  الوثيقة  لتطور  أشعاره وشاعريته منذ نهايات  القرن الماضي .ولايهدف  هذا  المقال  الى تقريظ إنما الاستفاده  من  تجربته الشعريه للوقوف على حال الشعر العراقي الاحدث  عهداً .
كثيراً ما أشرت للشاعر حينما نتحدث عن مايعرف
 modernist poetry بال
بأنني لا أحبذ الاشارة الى شعر حداثي بل  أفضل القول  بأنه شعر عصراني .
والشعر العصراني هو الشعر الذي نظم في اوروبا وأمريكا الشماليه خلال الفتره من بدايات القرن العشرين الميلادي الى منتصف الثلاثينيات  من ذاك القرن . وهو  أعقب الرمزي من الشعر  وال  
Imagist
( الذي كان دعوه للتخلص من الاوزان والى التعبير  عن الافكار والانفعالات عن طريق  الصور الواضحه بدلاً  من الغموض  والرمزيه )لقد برز  الشعر العصراني  من ضرورة وصف ومجابهة التحديات التي  استشعرها  الناس والشعراء  في الغرب الصناعي  والذي كان  قد  دخل في عالم جديد  يتميز بالعمران  والهجرات الهائلة للحواضر  وزيادة  صخب  وعنف حياة  المدن  والتقدم التقني  الهائل  والحروب على المستوى الدولي (إذ سبقت الحرب الكونيه الاولى ودنت بعلو شأن  النازية والفاشية في المانيا وايطاليا حرب كونيه أخرى ) 
لقد أقتصد الشعر العصراني في استخدام الكلمات  إذ لم يقدم  على استخدام  كلمه ما  اذا لم تنهض بمساعدة  العرض (طرح الشعر)  وفيما يتعلق بالإيقاع  فإنه ينظم وفقاً   لتواتر الجملة الموسيقية وليس بموجب تواتر ال
metronome
(بندول الإيقاع أو مسرع  الإيقاع ) . مارس الشعر العصراني حريته في إختبار الموضوعات   الشعرية وحرص على  الاقتراب نحو  ال
free verse
الى جانب حفزه لمختلف الايقاعات الجديده .  هذا الى جانب استخدامه  لغة التخاطب ( اللغة غير الممتنعه) .لقد  لعبت  العصرانية  دور  حركة
avant garde
إبان  الثلاثينيات  من  القرن الماضي ففي الشعر  الانجليزي
Goppen, c  Renznikoff ,
وفي الشعر الامريكي 
Pound, williams,
وفي الشعر  الايرلندي
Beckett ,Mac Goaiy , Devlin
وفي  الشعر  الفلمنكي ( الشعر الهولندي والبلجيكي )
M  Nijhoff
ومن  بعد  لم تتوقف  العصرانية  الشعرية  في  مواجهة  أخطار النازية  والفاشية وجرائمها الوحشية    وكذلك فشلت في تبيان  مخاطر  الحرب الكونية وسرعان ماولدت حركات شعرية صغيرة  منها
Futurism ,Free  verse , Dada ,Acmeism , Surrealism ,Postmodernism
فيما يتعلق بتطور الشعر  العربي المعاصر (ومنه الشعر العراقي )لم يشهد  تطوراً  مماثلاً على النحو  الذي جرى وصفه ولم يجر  حديث  قط  عن العصرانية  كإتجاه  لتطور  الشعر    بل  جرى الحديث  عن حداثة شعرية رمزت  الى ماجدَّ على الشعر   العربي من سبل  نظم مغايره.واذا  ماكانت  هنالك  ضرورة للاشارة الى تحديث قد وقع للشعر العربي  فإن  ذلك  تمثل  في ظهور الرومانسية العربية  في الثلث الاول  من القرن الماضي(وهي  من أثر الرومانسيات الامريكية  والبريطانية  والفرنسية )  كذلك  تمثل  التحديث  في توالي  محاولات إقامة كلاسيكيات  ورومانسيات  مستحدثه ولايزال  هذا  هو  حال  الشعر العربي   .  هل  غابت  العصرانية  عن أذهان شعراء  نهايات القرن  العشرين ؟وحتى بإنقضاء  دور العصرانية  كإتجاه رئيسي للشعر  هل  يتوق االشعر العربي المعاصر  لإدراك  والتأثر   ب ما بعد العصرانية  من أوجه التطور الانساني ؟
الاحدث  من الشعر العراقي:
كثيراً مايشير الشاعر سعدي يوسف الى
Auden ,yeats,
وكذلك  الشاعر الراحل سركون بولص  الذي قام بترجمة  لعدد  من الشعراء ومن  قبلهم  قام  الشاعر بدر شاكر السياب بترجمة مختارات من الشعر  العالمي وهذا يعني مواكبة  شعراء عراقيين  لاتجاهات  تطور الشعر  لكن  ذلك  لايمكن الزعم  من  وجود  عصرانية شعرية عراقية
Iraqi  poetic modernism
ولهذا  لزم  البحث  عنها  في ماهو  أحدث  من  شعر العراقيين وأميل  الى ان  الشعر الذي نظمه  محسن  السراج  منذ نهايات التسعينيات  من القرن الماضي يحتوي على عناصر جمة  من العصرانية الشعرية وتشمل  مايلي :
جهوده لتحرير  الشعر  من  قيود  مايعرف ب
end-rhyme
  وتحرير نهجه  ومحتواه.عوضاً  عن أساليب  التعبير  الشعري  المعهوده بدأ في نفخ  روح العصرانية  في ماينظم  من أشعار .محاولة  دفع الشعر العربي  للتحرك  مجدداً بإتجاه التحرر  تقنياً وبداهة  وعذوبة  التعبير ,أحتوت الكثير من أشعاره على أدراك  تطورات  العصر وسرعة  حدوثها  وآثار ذلك  على الانسان المعاصر .تجاهد أغلب أشعاره الى التجسيد المحدد  والعاجل  للحياة:  فهي  أقل  تنظيراً وتجريداً وأكثر إنغماسا ً  في الشئون  الانسانية .إن  جلَّ أشعاره  أقل تنغيماً ( مقارنة بسائر الشعر العربي المعاصر وأقل تزويغاً , لقد  أختار  قيماً   مغايرة ً  لشعره المتأخر تتمثل  في البساطة  المتناهية  والاخلاص  العميق. حفزته  عوامل  منها الامكانات الواسعة الممثله في باب العصرانية الشعرية واذ أضحى ضرورياً البحث  عن عوامل قد  تكون مسئولة عن ظهور شعر  عصراني عراقي  فإنه  يجب تذكر العصرانية مثلها مثل كل تيار أدبي وفكري تنجم  منه متغيرات عميقه وبعيده الأثر تماثل تلك التي وقعت  في الغرب الصناعي  في بدايات القرن العشرين  ومن بينها:
التصنيع المتزايد أو التوسع في اقتصاديات  السوق والاستهلاك المتنامي . التوسع  الحضري  المهول :الزيادات الهائلة في أعداد سكان المدن والحواضر , أهوال الحروب والنزاعات الداخلية  والاقليمية , التطور التقني كتقنيات  الاعلام  والتواصل الاجتماعي الحديث , الانترنت وما ترتب عليه  من  تطورات أدبية وفكرية وثقافية عميقة ,كل هذه عوامل أوجبت التمرد على الفكر السياسي  والاجتماعي السائد  وعلى الادب  والثقافة الراهنين  , ولعل أهم  عامل قد يكون مسؤولاً عن عصرانية  شعره  هو وقوفه على حقيقة أغلب  المجالات الابداعية  في العراق  المعاصر , العماره , التشكيل والادب  والفكر السياسي والتركيبات الاجتماعية وانشطة الحياة اليومية  وقد أصبحت  عتيقة ً  وأضحت اليوم  أكثر  من قبل  مقموعة ً  سياسيا ً  وحربياً (حروب الأنبار والارهاب  في الحواضر)وعوضاً عن الادب والثقافة الخاملين لابدَّ  من بروز إتجاهات شعرية جديده  وهذا يتطلب التجريب  في  الاشكال وسبل  نظم  الشعر وأهم ما يميز عصرانية  أشعاره  هو  خلافه البيّن  مع ما  أطلق عليه شعر الواقعية  وعوضاً  عن  الركون  لما هو  مألوف  من الشعر  طرح مقدرته  على الخلق  والإبتكار  والإبداع  وتحسين وإعادة  صياغة  الحياة الادبية  في العراق المعاصر ويقوم  الشعر العصراني ل  محسن السراج على  العوامل لتالية :
التأكيد  على الخيال والمقدرة  الشخصية  عليه
الارتقاء الدائم  بالثقافة الذاتية  والإطلاع المستمر على مايجد  على  صعيد  فكر الشعر  وأشكاله  وسبل  نظمه
التغلب على عواطف الشاعر والنأي  عن  ذكرياته  والاهتمام بمشكلات تطور  الشعر خاصة والثقافة والفكر  عامة
الحرص على أقتراح  أو طرح تقاليد جديده تختلف في أجراءات  البيان وإدخال تعديلات على الشخوص الفونولوجيين خاصة  التقفية  والايقاع  وإعادة  هيكلة  المستويات  ذوات  العلاقة  بالمفردات  ( النحو وتركيب الجملة)والمعجميات  ومن أهمها   المجاز . هذه  هي  بعض أوجه التطور  المحتمل  للشعر العراقي  الاحدث (شعر القرن الواحد والعشرين )التي تطرحها  تجربته الشعريه كما  تابعتها  وأنا  اللصيق  بها  خلال  جهدنا  المشترك  في عرض مشكلات  الشعر في هولندا  والفلاندرز  مثلما  طرحت تجربته الشعريه  قضايا  تطور الشعر العراقي  في بدايات  القرن  الواحد والعشرين  فإنها  تستوجب  كذلك  ضرورة  التطرق في شأن   هذا الشاعر العراقي :
النجاح والشعر :  لعل  هذه المراجعة السريعة للتجربة  الشعرية  قد  تزيد من إهتمام  محبي الشعر  والمثقفين العراقيين بها الا أنني على يقين  بأنه يحتمل أن تعلو  مرتبته  في الاوساط الادبية  اذا ماتمَّ الوقوف  على دوره الريادي  في مجال الارتقاء  بالشعر  الاحدث في العراق أما حاله  في هذه  المدينة العالمية  _لاهاي_  فإنه  ملء السمع والبصر بين  مثقفيها  وأماكن  لقاءآتهم وعروضهم (خاصة  الاحداث  المتعلقة  بالشعر)  ,وهو لايرجو  شهرة  ومجداً  ولم  تتملكه  شهوة  النجوميه  فبحكم  متابعته  لتجارب الكثيرين  من الشعراء  في الغرب   أدرك  حقيقة  أن  الكثيرين  منهم  كانوا قد استسلموا للشهره  وعاشوا  حياة ً  غير  مسؤولة  تبعاً  لما نالوه  من واسع  الشهره بيد أنه  أدرك  أن شذوذ العيش  أوغرابته  ليس  بالامر المرغوب وعوضاً  عن كل  نجوميه  قنع  بالنجاح الشعري الذي  يتمثل  في الاحترام  والاعتراف  من قبل محبي الشعر.
الوقوف على التجربة الشعرية في هولندا  حضورياً  ونعني  الاختلاط  بالشعراء في لاهاي  والتي هي مدينة متعددة الثقافات ( 120 لغة  ولسان وثقافات لاتحصى)  وهنالك  الكثير من سبل  الوقوف  على تطورات الحياة  الادبية للمدينة
عقد الصداقات او التعارف
الاشتراك  في الاحداث الشعرية
التعرف على الاعمال الشعرية للافراد  والمجموعات الادبية
الانخراط  في شبكات الاتصال التي تجمعهم
واكثر مايهمنا  حرص الشاعر على  الحضور والاشتراك  في لقاءات  وأحداث الشعر  ,  المكتبات  , المقاهي  , الغاليريات ,  المسارح والميادين ( الهواء الطلق ومهرجانات الثقافة والشعر )وأكثر  أحداث  الشعر  في لاهاي  هي غير مؤسساتيه
 unstructured
وهي  غير تنافسيه  وغرضها التبادل الفكري  والعملي بما يحسن مقدرات المجتمعين  في نظم الشعر  والارتقاء به فكريا ً  وجماليا ً  وحيثما  تلقى الاشعار  يحسن الاستماع  لها  واذا  ما جرى نقاش  بصددها  فإنه يجري  في أجواء   عاديه وحميميه تشبه أجواء التجمعات الشعرية أجواء  الاحتفالات   فهي  مليئة  بالبهجة  والحماسة أكثر  مما  تثيره الاشعار المقروءه ذاتها  وبالطبع  للشاعر  بروزه  المميز  في هذه  الاجواء  الاحتفالية
الاناقة والمظهر المميز (طول القامه  وحسن الهندام )
طريقة  نشطة للغاية في إلقاء الشعر ؛حسن المخارج اللفظيه والتنوع في درجات الالقاء  علواً وهبوطا ً
عدم  الاختباء  وراء المنبر وعوضا ً عن ذلك  الحركة  من حوله  تقدماً  وتأخراً
الاستعانة  بتحريك القسمات  والاشارات  وحركات الجسد  والتأكيد  على ماهو حميمي  من الالفاظ  والابيات
كل  هذه  جعلت من الشاعر  مشاركاً  نشطاً  في الحياة  الثقافية   لمدينة لاهاي  , هذه  هي  حكاية شاعر  صديق  الا انه يستحق  أن تدرس تجربته  وأن  تعرض بكل  موضوعية  وصدق  وهذا ماحاولت  ان  أفعل  في هذه العجالة, من  أعماله
حلقات الدخان ,  قنديل بلازجاجه ,الكلمات  للبحر  الاصداف للريح, في زورق الابدية ,وصايا الاشباح , ديوان  الصمت واللاشيء , إكتب كلماتك على النجوم ,الثعلب  وهدوء الورده ,قناديل ميشيما , قصائد مبتلة  بالمطر , أجراس العشب ,أفعى تطوق القمر ,حانة هولندية, الزورق والمرساة ,شمعة ,شرفه , قوس قزح  ,بغداد  قصيده ,  الآن يكون الصباح طازجاً ,لاثنية في اليد ,النمر يقفز والنهر يتدفق ,ليالي لاهاي ,بحر,صَدَفه, لؤلؤه ,  الشمس  سنابل البهجة ,همس  بلا  صخب ,قنديل وفراشه ,الاعمى يحرس الظلام , قناديل  بوذا , بوابة التنين , شذرات فوكو ,جمرة الغضا , قوس المتاهة ,قصائد  للعشق  والغياب,نشوة الزمن الجميل ,قصائد  غزل  (شعر باللهجة العراقية) .