23 ديسمبر، 2024 11:03 ص

حول السيّد السوداني .!

حول السيّد السوداني .!

شرائحٌ كثيرة ” او اقلّ من ذلك قليلاً ” من الجماهير العراقية إتّخذت ورسمَتْ في رؤاها  صورةً نمطيّةً مسبقة عمّا ستؤول اليه اوضاع العراق السياسية وسواها منذ ترشيح ” الإطار التنسيقي ” للسيد السوداني لرئاسة الوزراء , وذلك بالإدراك الذهني والسوسيولوجي والإنطباعات المتراكمة عن الحقبة التي تولّى بها المالكي رئاسة الوزراء لدورتين متتاليتين , وما جرى فيها وما تخللها .! , والتي افترضت عبر الزاوية الموضوعية وشقيقتها الحزبية أنّ السوداني سيكون إدامةً وديمومةً لما سبق في تلك المرحلة , كما أنّ وفي ضمن الإعتبارات التحليلية المتعلّقة بالرؤى الجماهيرية او الشارع العراقي , فإنّها تركّز وتسلّطُ اضواءً كاشفة عن او عمّا لماذا لم يرشّح السيد المالكي نفسه لرئاسة الوزراء في هذه المرّة ! لولا أنّه على ادراكٍ بالرفض الجماهيري لعودته , وذلك ما دفعه بالإستعاضة بترشيح السيد محمد شياع السوداني كبديلٍ عنه .! , لكنّه ومع كل تلكُنّ الإعتبارات المعتبرة , فلا نتّفق بأنّ تلكم الرؤى والإنطباعات الشعبية صائبة بنسبة 100 % 100 , فلابدّ من الإفتراض ” مهما كانت نسبته ” بأنّ مَنْ يتولّى قيادة الدولة , له ماله من الهامش السياسي بأتّخاذِ قراراتٍ ما وتوجيه بوصلته بما يتناغم ” على الأقل ” بمتطلبات المصالح العليا للدولة ولإعتباراته الشخصية كرئيسٍ للوزراء , لكنّه والى ذلك , وبالرغم ممّا يُرى أنّ تركيز السوداني والى الآن , فيتّجه نحو تغييرات واستبدالٍ للقيادات السابقة في عهد الكاظمي بالإضافةٍ الى محاولاتٍ اصلاحيةٍ مشهودةٍ على الصعيد الداخلي والمؤسساتي اللائي لم تأتِ اُكُلُها بعد .! لكنّه ومن الجانب الآخر – المقابل , فإنّ توجّهات السياسة الخارجية للبلاد لم تتّضح ملامحها ومعالمها بعد .! وكأنّها في حالةٍ من عدم التوازن المرفقة بالإهتزاز , وما الى ذلك من اعتباراتٍ محسوبة او في الحُسبان , لكنّما ايضاً فالوضع الأقليمي المُعلّق يفرض على السوداني حساباتٍ واعتباراتٍ اخريات , اذا ما تجرّد ذلك ممّا لا يُرادُ ذكره هنا , الى حدّ الآن .!