18 ديسمبر، 2024 9:12 م

حول التطبيع مع اسرائيل

حول التطبيع مع اسرائيل

ليس جديدا ان يثار موضوع التطبيع مع اسرائيل ويتصدر وسائل الاتصال الجماهيريه بين فترة واخرى, دائما حينما يدار حول الاقطار العربيه, عندما تحاك حولها الاحداث ويتجلى ضعفها وهشاشة بنائها الهيكلى وعدم قدرتها على مواكبة السياسه التى تحضر لها اسرائيل وبدعم من المعسكر الغربى عامة وبشكل خاص من قبل الولايات المتحده الامريكيه. لاغبار على التطبيع حينما تحصل تغيرات جديه فى اتجاهات السياسه العربيه والاسرائيليه, وعندما نتابع السياسه الاسرائليه نجدها تفرض شروطها متعاليه وبأصرار من فوق الجبل انطلاقا من سياسة الامر الواقع التى تلغى وتتجاوز قرارات ومشاريع الامم المتحده حول الاراضى المحتله وقاعدة الدولتين على ارض فلسطين والمضى فى بناء المستوطنات فى الضفة الغربيه المحتله. طرحت محاولات من قبل الدول العربيه لاحلال السلام فى المنطقه, خاصة المبادره السعوديه القاضيه ” الارض مقابل السلام ” التى لم تستجيب لها اسرائيل حيت طرحت مبدأ “السلام مقابل السلام”. ان هذا المبدأ يحمل فى طياته خصوصية دولة اسرائيل الذى يعنىى, اننا نحتل اراضيكم ونوقع معاهدات السلام معكم على شرعية احتلالنا للاراضى العربيه. وليس جديدا ان يعلن الرئيس الاسد التطبيع مع اسرائيل حينما تعود مرتفعات الجولان المحتله الى الجمهوريه العربيه السوريه. ان هذا المبدأ يمكن ايضا ان يشكل قاعدة منطقيه وعقلانيه للتطبيع واحلال السلام فى المنطقه على اساس الاحترام المتبادل للحقوق والواجبات بين الدول, وليس اخيرا الاتفاق مع المنظمات الفلسطينيه حول مبدأ الدولتين, اسرائيليه وفلسطينيه, ولكن لم يتحقق من كل ذلك شيئا يذكر. ان هذه المشاريع والمبادىء تتعارض مع الاهداف المعلنه والمخفيىه لاسرائيل وظيفتها فى منطقة الشرق الاوسط والتى اخذت تمتد الى افريقيا, كشريك وفاعل مستقل فى الستراتيجيه العالميه التى تقودها امريكا. من الحقائق المهمه ان اسرائيل لم تثبت حدودها لحد الان وقد استطاعت مع كل الحروب التى حوكت فى القرن الماضى على جمهوريه مصر العربيه ان تتوسع على الاراضى العربيه. كان حرب تأميم قناة السويس ومشاركتها مع انكلتره وفرنسا احتلال ” ميناء ايلات” ووصولها الى البحر الاحمر, ومع حرب الـ 6 ايام تم احتلال الجولان واللاراضى الفلصطينيه وشبه جزيرة سيناء, ومع حرب 1973 استطاعت بعد حصار قوات عسكريه مصريه ان تمهد لزيارة السادات الى اسرائيل وخطبته المدويه فى الكنسيت على استعداده لعقد معاهدة سلام. كانت هذه الخطوه بحد ذاتها مفاجئة كبيره لاسرائيل, وجاء ت السفرات والمحادثات المكوكيه مع وزير الخارجيه الامريكى هنرى كيسنجر ممهدة ومؤثره لـ ” اتفاقية كامب دافيد” التى اعادت سيناء الى مصر مقابل التطبيع مع اسرائيل. لم تنتهى محاولات اسرائيل فى احتلال اراضى عربيه بمختلف الصيغ والادعاءات, وجاء ” مشروع وادى عربه” مع الاردن” الذى لم يقدم للاردن سوى وعود لم تتحقق, وحتى لوقدر للارن ان تطالب بوادى عربه ونهاية الاتفاق فانها سوف لا تجد تجاوبا من اسرائيل ناهيك ان توافق عليه الولايات المتحده الامريكيه. كانت فكرة قيام وطن لليهود, خاصة بعد تبلور فكرة قيامه فى فلسطين, على اساس “ارض بدون شعب لشعب بدون ارض” قد تم استساغتها من قبل الدول الغربيه فى ان تكون اداة مكمله للسياسه الاستعماريه فى الشرق العربى, هذا بالاضافه الى عقدة الذنب التى كانت نتيجه لسياسة الاباده العنصريه لنظام النازيه فى هتلر المانيا. لقد تطورت وتوسع تأثير حركة الصهيونيه العالميه واخذت تجد تايدا عالميا, وتم التصويت فى الامم المتحده لتقسيم فلسطين. تم قيام اسرائيل عام 1948 بعد حرب مع عدد من الجيوش العربيه التى كانت نتائجها مقرره مسبقا. لم تبقى اسرائيل على حدود 1948 وانما توسعت اضعاف مضاعفه, خاصة مع تنامى قدراتها الاقتصاديه والتكنولوجيه وغزواتها الحربيه, ولا نىىىى المساعدات والتضامن الذى كان متوفر دائما من قبل الدول الغربيه وخاصة امريكا والمانيا الغربيه. من القضتيا الجديره بالراسه وادراك ابعادها, ان اسرائيل لم تعلن حدودها الجغرافيه والسياسيه لحد الان, وهذا يعنى انها ما زالت قابلة للتوسع والتمدد. ان اسرائيل تعد اليوم دولة قويه متطوره ولها قدرات على الفعل والتأثير, خاصة بعد تنامى قدراتها التكنولوجيه والاقتصاديه والحربيه والدعائيه التى تدفعها فى البحث عن مناطق نفوذ واسواق واعده لمنتجاتها الزراعيه والصناعيه والخدميه.وتشكل الاقطار العربيه لاسرائيل الحاله المثاليه لتحقيق متطلبات الحاضر وتراكمات احلام الماضى والذى يحمل الكثير من نفسية وروح الانتقام. لقد نجحت اسرائيل طيلة السنين الماضيه, كما تعلن وتتصرف نهج عدائى وعنصرى فى تصوير العرب كأقوام جهله, عدائيين ومتطرفيين, عتاة وقساة ولم يدخلوا القرن العشرين بعد وهى الدوله الديمقراطيه الوحيده فى المنطقه. علينا ان لا ننسى ان اسرائيل دوله يهودية عنصريه تقودها احزاب اليمين واليمن المتطرف السلفى الذى يحلم بوطن يهودى يمتد من النيل الى الفرات, وفى نظام الراسماليه المتوحشه الذى يمارس فى اسرائيل يتربع على هرم السلطه يهود الاتحاد السوفيتى وبولونيا وكتلة من يهود امريكا. ان اسرائيل دولة عنصريه وعدائية تجاه العرب جميعا, ونواياها لم تتغير وانما تطورت مع تطور امكانياتها على العمل السياسي المؤثر المدعوم من الولايات المتحده الامريكيه. لم يعد الامر خافيا بان الاسلوب المتبع فى فرض الامر الواقع على العرب هو تدبير المؤمرات وتحديد وقضم امكانياتهم الاقتصاديه ليكونا اكثر استعدادا لتقبل الوعود والحلول التى تطرح عليهم من امريكا والبنك وصندوق النقد الدولى والتلويح بالتطبيع مع اسرائيل كحل واقعى لتجاوز حاله الكراهيه والعداء واستنزاف الطاقات الماديه. وبما ان القاده العرب لم يمتلكوا سيادة القرار حول اوطانهم, فانهم مستعدين للموافقه على التطبيع, ولكن فى الوقت المناسب وبدون فضائح. هذا الاسلوب اصبح فاعلا بعد التعامل مع السودان كدوله مارقه حامية للارهاب وضعت تحت قرار المقاطعة, صرح اخيرا الرئيس ترامب بأن الخرطوم وتل ابيب اتفقا على تطبيعى العلاقه بينهما بالكامل وعلى جملة من التعهدات والالتزامات. ان الاوضاع االخانقه فى السودان منذ سنين شكل مشروع التطبيع مع اسرائيل مخرجا مهما للخلاص من قرار المقاطعة. ان التطبيع الذى قامت به الامارات العربيه المتحده, وجاءت لاحقا البحرين ينسجم فى هذا الاطار, مع الخوف من الايديولوجيا الايرانيه وولاية الفقيه بالاضافه الى الاطماع التوسعيه للنظام الايرانى فى دويلات الخليج العربى فى امل ان تكون اسرائيل قوة رادعه ضد اى مغامرة يمكن ان تقوم بها ايران. كما يبدو فان هذا التطبيع ينتظر الوقت الملائم المناسب للسعودية والكويت. ان هذه الدول, والبعض منها شركات تجاريه ناجحه على خلاف دائم فيما بينها حول الحدود البريه والبحريه وغير قادره للدفاع منفرده عن نفسها, ناهيك ان تتفق مع بعضها لتكوين حلف عسكرى جاد محترم. ان التصور بان اسرائيل سوف تكون حامية لهم, تصور خاطىء تماما, وسوف تكون هذه الامارات مجرد قواعد عسكرية متحركه ومواقع اطلاق الصواريخ على ايران مما يزيد المنطقه اضطرابا وتصبح بسرعه ساحة قتال وحروب. ان ايران سوف لا تقف مكتوفة الايدى تجاه نشاطات اسرائيل المعاديه وانما سوف تطلق صواريخها على هذه الدويلات والتى سوف تدمر المنجزات وعمليات البناء التى قامت بها منذ القرن الماضى. ان التطبيع مع اسرائيل لا ينحصر فى تبادل الخبرات وتطوير العلوم وانما سوف تجتهد اسرائيل بمختلف الاساليب بالتغلغل فى المجتمع الاماراتى والتأثير فى مختلف النشاطات لصالحها, ومن ثم يفقدها سيادتها الوطنيه, اذا كانت تتمتع بسياده وطنيه اصلا, ومما لا شك فى الامر فان شواطىء حيفا وجميلاتها لها جاذبية خاصة على الرجل العربى الذى يتصور بانه سوف يقتحم المجتمع الاسرائلى بذكوريته الكاذبه وسوف تفقد موقعها الاقتصادى العالمى فى التجاره والاستثمار. الا ان مردودات التطبيع تتجلى فى استمرار النخب فى مواقعها القياديه. لقد صرح لنتنياهو رئيس الوزاء باننا مستمرون فى بناء المستوطنات فى الاراضى العربيه, هذا يعنى ان التطبيعلم يغير فى السياسه التةسعيه لاسرائيل, ان صفقات التطبيع الانفة الذكر لا تتعدى ان تكون المقدمات الشهيه لوجبة العشاء الرئيسيه الفاخره, انها خطوات نجحت اسرائيل وامريكا فى اتمامها كخطوه مهمه لعملية تطبيع تاريخيه متعددة الابعاد, انه التطبيع مع العراق, وتطبيع وترويض العراق للاهداف وتطلعات اسرائيل. ان العراق يمثل حقبات مهمه فى التاريخ اليهودى, ويشير وجودهم فى العراق مع حضاره بابل واشور وما زالت اثارهم ومعابدهم فى عدد من المدن العرافيه خاصة فى بابل وبغداد, وقبل رحيلهم الى اسرائيل كانت نسبتهم حوالى 2% من السكان, عاشوا فى العراق وساهموا قى الحياة العامه والحياة الوظيفيه وابدعوا فى المجالات الاقتصاديه والسياسيه والفنيه. من ناحية اخرى فان العراق بعمقه الحضارى وامكانياته االبشريه وموارده الطبيعيه الواعده كانت منذ زمن طويل هدفا لغزوات المغامرين والحكام ولاشك فان العراق يحضى فى الر ؤيا الاسرائيليه بمكانة مهمة حاصه, من الناحيه الاقتصاديه والسياسيه كاحد المراكز الرئيسيه فى تكوين وبلورة المواقف االسياسيه العربيه, خاصة كان العراق بقواه العسكريه واخلاص واندفاع شعبه للقضايا العربيه, كان مؤثرا وفعالا دائما فى كل الحروب التى حصلت مع اسرائيل. ان تطبيع العراق مع اسرائيل يحمل ابعادا متعدده, منها روح الانتقام المستعره لدى القيادات الاسرائيليه وكسر كرامته ومعنويات شعبه والتزامهم بقضية الحقوق الفلسطينيه بالاضافه الى فرض عقوبات ماديه تقدر بالمليارات كتعويض عن الممتلكات التى تركها يهود العراق. ان الاوضاع فى العراق لا تبشر بخير وكما يبدو فانها سوف تستمر لبضعة سنين لاحقه, وذلك لهلامية الدوله ولاول مره لم تصرف مرتبات الموظفين والمتقاعدين فى وقتها المحدد, هذا بالاضافه عدم ضمان صرفها للاشهر اللاحقه دون اللجؤ كالمعتاد الى الاستدانه. كما ان الفوضى العارمه والسلاح المنفلت الذى لاتقوى الحكومه فى السيطره عليه, هذا بالاضافه الى ان الاحزاب وكتل المحاصصه التى وافقت على تشكيل الحكومه اخذت تهدد بسحب الثقة عنها, كما ان الوعود التى قطعها السيد رئيس الوزراء فى محاكمة المجرمين والفتله واصلاح الاوضاع المعيشيه للسكان لم يتحقق منها شيئا يذكر. ان الاوضاع فى العراق مخيبه للامال بشكل عام ولا تتوفر مؤشرات للخروج من هذا النفق المظلم. منذ اعلان الامارات العربيه نيتها فى التطبيع مع اسرائيل ولحقتها بسرعه دولة البحرين اخذ عدد من الموثقفين والكتاب يجتهدوا فى ويحثوا على الشروع فى هذا الاتجاه والاخذ بالامرالواقع ووداعا لافكار الحقد والكراهيه ومرحبا بالتعايش السلمى و حتى ان البعض ينسى ويتناسى جميع القرارات الامميه بصدد القضيه الفلسطينيه ومبدا حل الدولتين الذى تتجاوزتها اسرائيل بكل تعنت وعجرفه وعنصريه, ويحملوا الاخطاء على العرب مثلما تنشط اسرائيل فى التاكيد عليها. ان العرب يرتكبوا بشكل مستمر الاخطاء الفادحه ويضيعوا عليهم فرص المباحثات التى تقدمها اسرائيل, دون ان يذكروا اسلوب وماراتونية المباحثات التى تقصدها اسرائيل, وكما وصفها “شمعون بيرس” رئيس جمهوريه سابق ” … لابئس فى ذلك انها يمكن ان تستمر عشرون سنه دون ان تتقدم خطوة واحده”. ان العراق كدوله وهويه على حافة الانهيار واحزاب وكتل المحاصصه لهم ارتباطاتهم بالدول المجاوره ومع الغرب ايضا, والصراع الخفى والمعلن بين ايران وامريكا حول العراق يهدد بحرب شعبيه او ان يكون مرتعا وساحة ومشهدا للحرب. كما ان الحراك الشعبى بعد سنه من الصمود والتضحيات البشريه استطاع بلورة تقافة جديده تقوم على العراق وطنا وهويه وتحاول بشكل سلمى بحراكها الثورى فى تبلور وعيا اجتماعيا بضرورة التغيير وبداية عملية بناء جديده تجابهه تحديات كبيره وقواها الذاتيه تبدو غير كافيه لعملية التغيير, وكما يبدو فان امريكا ليست مستعده لتقديم دعم معنوى وبعض الضمانات القانونيه للحراك الشعبى التى تساعده فى عملية التغيير. امريكا البرغماتيه منشغله بالانتخابات الرئاسيه, وكما يبدو لى علينا ان لا نبنى امالا على اى من المرشحين. ان الفرصة التى اعطتها امريكا لرئيس الوزراء السيد الكاظمى فى احدات تغيرات فى ميزان القوى كانت مخيبة للامال والتوقعات, والزيارات التى قام بها الى فرنسا والمانيا وانكلتره فى محاوله لربط الاتحاد الاوربى بالوضع العراقى, هى محاولة ثانيه من حملات العلاقات الدوليه العامه وكل ما فى الامر حسن نوايا ولابئس بربط هذه الدول ببناء شبكة البنى التحتيه والتى سوف تظهر اثارها بعد بضعة سنوات ومثقله بقروض تقدر بالمليارات. ان امريكا بشكل خاص والدول الغربيه ما زالت على التزاماتها فى حماية وتفوق اسرائيل, كما ان مشروع الشرق الاوسط الكبير الذى يجمع دول الشرق الاوسط يقدم الفرصه التاريخيه لموقع فعال لاسرائيل فى هذا المشروع, كما ان التطبيع مع اسرائيل هو شرط ونتيجه لنجاح وتحقيق هذه المشروع. ان نظام المحاصصه المتعدد الولاءات الذى زرعته امريكا فى العراق منذ 17 عاما فشل فشلا ذريعا فى كل ميادين الحياة والمجتمع, ومع اول هبوط لاسعار النفط تعجز الدوله عن تامين رواتب الموظفين والمتقاعدين وضع العراق كدوله وهويه بات يهدد بالانهيار ولا توجد افكار وحلول علميه لوقف عملية التردى المستمر.الا انه تطرح بنفس الوقت افكار ذو عقلانية شكليه قصيره النظر تدعو للتطبيع مع اسرائيل كحل مثالى نموذجى برعايه وجهود امريكيه, حتى انها شروط امريكيه تضعها امريكا لمساعدة العراف وتخطى الازمات الخانقه والشروع بعهد جديد تمارس فيه اسرائيل دور الصديق والمستشار فى القضايا الستراتيجيه بشكل عام. ان هذه الطروحات لاتغيب عن اذهان عددا من اقطاب المحاصصه بعد زيارات ومباحثات سريه متعدده تمت فى تل ابيب ومدن اوربيه وامريكيه. قد تبدو هذه الخطوه غير معقوله وغير مرغوب بها, الا ان المعقول والمنطق قد رحل وهرب من عقول سياسى المحاصصه طالما تؤمن لهم الاستمرار فى السلطه والامتيازات واى شرف يبنوا هؤلاء علية امجادهم الكاذبه غير خيانه الوطن والشعب.
ان التطبيع مع اسرائيل قادم بلا اى شك, وذلك لانه يمثل اراده امريكيه اولا, واذا لم يكن اليوم فسوف يحصل غدا, واذا حصل فسوف ينتهى عراق العراقيين ويصبح عراق يهود اسرائيل الذين سوف يحرفوا التراث والحضاره العراقيه ويجعلوا منها انجازهم وتراثهم بامتياز كما حصل للتراث الفلسطينى الذى اغتصبوه واستولوا عليه.
اننا نحذر من عملية التطبيع مع اسرائيل كدوله عدائيه وعنصريه,.وذكر ان نفعت الذكرى.