18 ديسمبر، 2024 11:02 م

حور العين بمنظور انساني واخلاقي لا ديني…تتمة للمقال السابق

حور العين بمنظور انساني واخلاقي لا ديني…تتمة للمقال السابق

ان حور العين مصيدة يزهق الأغبياء ارواحهم وأرواح غيرهم بسبب الكبت الجنسي وتداعياته.
فهي فلم من الخيال وموروث ديني فاسد استخدمه الارهاربيون للوصول لعذارى الجنة .
فهناك أخبار من سوريا مضحكة مبكية، عن “الحور العين”، منها أن بعض “الانتحارين” يضعون الواقي من الرصاص على اعضائهم التناسلية للمحافظة عليها إلى حين موعد اللقاء مع “الحور العين مما دعا
الشاعر المصري المرحوم أحمد فؤاد نجم ساخراً من خرافة “الحور العين يقول .. إن “الجهاد” سينتهي في عقول التكفيريين بعد ان يقتنعوا بأن النصف السفلي لجسد “الحور العين” عبارة عن سمكة “فكيف تتمّ مراودتها والأخذ بعناقها والانبهار بشمم عطرها؟! فهل الجنة بيوت دعارة مفتوحة واماكن لاحتساء الخمر ؟!ثم
أعلى النموذج
لماذا الاحاديث جاءت بتشويق الرجال دون النساء بحور العين؟!
أعلى النموذج
تفاسير فاشلة …حاولت ان تقول ان الحور العين هي كلمة تصلح ان تكون رجل او امرأة لكي ترضي الطرفين ولكن هذه التفاسير تضاربت مباشرة مع آيات من القرآن في مواقع اخرى  تتكلم عن الحور انهم بصيغة المؤنث ؟؟!! فيقول تعالى  {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ }الرحمن74 ويقول تعالى في آية اخرى {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ }الرحمن56 فهذه الآيات لاتقر هذا المفهوم ان الحور ممكن ان تكون من
الرجال فما مصير امراة زوجها دخل النار وهي في الجنة ؟! فواضح أنها سوف تعاني من حالة كبت جنسي متواصل بعد ان تسمع وترى اقرانها يمارسن الجنس مع ارجال الاتقياء ، وإذا لم تستطع احتمال هذا الوضع المتأجج فسوف يقوم الله بتزويجها بأحد رجال الجنة الذين ماتوا عُزاباً ، بالإضافة إلى عشرات حور العين اللاتي عنده كضرائر! اليس هذا هذا  الواقع الرومانسي الذي نستخلصه من كل ما عرضناه فيه من جرأة على الله وحكمه  ؟! غرض فهم موضوع حور العين  في تفسير الكلمات الاربعة مع حرف الباء في هذه الآية :
أ‌-   كذلك
ب‌-وزوجناهم
ت‌-ب
ث‌-حور
ج‌-  عين
كذلك :كلمة اتت في القرآن بمواقع عديدة ومعناها {انه بالاشارة الى ماتقدم ومن ما اسلف ذكره قتكون نتيجته مايلي هو ………} وهذه الكلمة لاتحتاج الاطالة في تفسيرها
وزوجناهم : هذه الكلمة هي من اهم مفاتيح المقال لتفسيرنا الذي يتوافق مع الآية وهي تكررت في القرآن لعدة معاني :-
1)   التزويج …. بمعنى اصل الخلق حيث خلق الله الاشياء ازواجا , فيقول تعالى في محكم كتابه { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون }
2)   التزويج بمعنى الازدواجية فيقول تعالى  وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ{12}
وهذه لاتعنى النكاح بل تعنى الوجود من الخلق واستمراره بنفس الميكانيكية
3)    التزويج بمعنى التشابه
فالعين في كلمة الحور هي التي لاتنضب اي انها كالعين التي لاتنضب والرزق المتشابه الذي سيرزقون منه باستمرار .
4)    التزويج بمعنى التبعية
{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ }الصافات22 فهنا نرى ان هذا الزوج من الانسان ومعبوده سيدخلون النار
5)    التزويج بمعنى الاندماج
وهنا نرى معنى آخر كما يحصل بين نوعين مختلفين تماما { واذا النفوس زوجت } التكوير , واعجاز الله هنا في هذه الآية يأتي من كون كل من النفس والجسد تكون في حالة موت مالم تندمج مع بعضها فالنفس تذهب للبرزخ في حالة موت والجسد يتحلل في القبر الى ان يبعث الله الناس في حالة اندماج جديدة لخلق حالة حياة جديدة وجسد جديد له مواصفات جديدية لايعلمها الا الله جل وعلى سبحانه وتعالى . {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2
6)    التزويج بمعنى النكاح
يقول تعالى  وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً{37
وهنا معنى مباشر في ان زوجناكها اي انكحناكها وعقدنا لك عليها , وفي هذه الآية يجب ان ننظر الة معنى وهو لماذا لم يقل الله { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاك بِهَا } ؟؟؟ بل قال زوجناكها !!! وكما نعلم فان القرآن محكم الآيات والبلاغة واللغة ولكل حرف وتعبير مغزى وحكمة بالغة لايصال الرسالة الحقة
الباء من الآية يجب ان نذهب الى لسان العرب والمعاجم لنعرف ماهو العرف السائد واللغة في هذا المعنى ؟ تزوج فلان فلانة” و ليس “تزوج فلان بفلانة” و هذا يكفي دليلا لبداية الغوص في مراد القرآن من هذا التزويج وأنّ ما قاله مجموعة من الأسلاف لغو في البلاغ المبين و تحريف لمفاهيمه.
ذكر الزبيدي بتاج العروس والجوهري في الصحاح في اللغة والازهري في تهذيب اللغة وابن السكيت في اصلاح المنطق وابن سيده في المخصص وكل هؤلاء تناولوا هذه الاية بقولهم وزوجناهم بحور عين اي اننا قرًناهم بهم وليس انكحناهم ففعل النكاح في زوجته امراة هو يجب ان يتعد الى المفعول به مباشرة كما في اللغة بدون الباء .
اذا اتضح الآن معنى زوجناهم بحور عين اي اننا اقرناهم ولازمناهم بحور العين سيما وان في الجنة لايوجد مأذون ولازواج بل الحاق مباشر كما يقول تعالى { والحقنا بهم ازواجهم وماصلح من ذريتهم } .
كل قارئ يدرك التناقضات للتفاسي التي أنتجتها ثقافة العباسين التي شاع فيها الجنس
الوضع المؤلم والمضحك أن كل هذا الانقياد للمؤمنين لترقب مكافأة مجزية (حور العين) لن يحصلوا عليها أبداً لا يتحقق طمعهم في إرواء شهواتهم امنياتهم سوف تسفر عن لا شيء
الزواج نفسي وليس جسمي …حور العين دليل سياحي للخدمات للمتقين رجالا ونساءا  او الخدم الذين يوزعون الشراب ..صغيرات صديقات وليس زوجات