لا بد من الرجوع الى اللغة لتحديد مفهوم الحور بعد ان راينا اراء متناقضة بالاحاديث المروية فقد قال بعض علماء اللغة ان حور العين هى العنب الأبيض فى الجنة ولا علاقة لها بالنساء فإذا نظرنا إلى كلمة ( فيهن ) في آية (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ – الرحمن – الآية – 56 ) نجد أنها جمع مؤنث وهي تعود على الفاكهة ، لأن ربنا كان يتحدث عن المثنى للجنتين ، ثم انتقل الى جمع المؤنث في إشارة إلى الفاكهة وليس إلى الجنتين لأن الجنتين مثنى و ليس جمعا ، والأن ما معنى قاصرات الطرف ؟! وما معنى لم يطمثهن انس قبلهم و لاجان ؟! وما معنى كأنهن الياقوت والمرجان؟! … وردت كلمة قاصرات في القرأن 13 مرة احداهن بمعنى القصر وهو السكن المعروف ,ومرة بمعنى الإنتهاء (وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ – الأعراف – الآية – 202 ) ومرة بمعنى الإختزال والنقص كما في الصلاة (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا – النساء – الآية – 101 ) ومرة في تقصير الشعر (َقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا – الفتح – الآية – 27 ) ومرة بمعنى الحفظ والحبس وهنا المعنى الذي نريده (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ – الرحمن – الآية – 72 ) ….الأن نأتي إلى كلمة ( الخيام ) فمعناها غلاف الفاكهة التي يحميها من العوامل الخارجية إلى أن يطلبها صاحبها وكلمة خيام أتت مرة واحدة ( حور مقصورات في الخيام ) فكل ثمرة من هذه الثمرات لها غلافها الخاص الذي يحميها بما يناسب نوعها وشكلها لذلك ربنا سبحانه وتعالى قال خيام بدل الغلاف للبلاغة عن كل هذه الثمرات وكل هذه النعم فلو قال قشرة لكان المعنى مقتصر على الفاكهة التي لها قشرة بينما هنالك فاكهة مثلا مثل الدراق لها غلاف مخملي يحميها بالإضافة إلى قشرتها (الدراق شجرة تتبع جنس الخوخ من الفصيلة الوردية محتاها اخف من الخوخ )….. الآن نآتي إلى كلمة قاصرات التي تتحدث عن موضوعنا الذي احتج به سماحة السيد الزاملي ، فقد وردت 3 مرات (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ – الصافات – الآية – 48 ) ،،، (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ – ص – الآية – 52) ،،، (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ – الرحمن – الآية – 56 ) ،،، وعندما تقترن كلمة قاصر مع كلمة الطرف في اللغة فهذا يعني قاصر تأتي من قصير أي عكس طويل….. الأن نأتي إلى كلمة ( الطرف ) فجاءت هذه الكلمة 11 مرة في القرآن ، مرة بمعنى بعضاً من الشيء (لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ – آل عمران – الآية – 127 ) ، ومرة بمعنى بعض الشيء من أوله و آخره (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ – هود – الآية – 114) ، ومرة بعض الشيء من جوابه (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ – الرعد – الآية – 41 )( بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ – الأنبياء – الآية – 44 ) ، ومرتان بمعنى الجفن (وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ – الشورى – الآية – 45 ) ،،، وهنا نجد إحتمالات عدة للمعنى المطلوب الوصول إليه في عبارة ( قاصرات الطرف ) ، بعد أن فسرنا إحتمالات الطرف ، المعنى الأول ( متعلق بالعين والجفن ) فيكون المعنى أن تكون ثمار الجنة من الفاكهة والنخل الرمان مشبعات مغنيات فهن قاصرات الطرف لمن يتناولهن فلا يحتاج إلى أن يجول ببصره للبحث عن هذه الثمار ، او أن يكون المعنى، متعلق ( بالتقصير من الجوانب ) فيكون المعنى أن ثمار الجنة من الفاكهة والنخل والرمان ليست كما هي في الدنيا تحتاج من يتسلق و يتعب حتى يصل إليها بل هي قاصرات الجنب ( دون المتقين ) مذللات لأهل الجنة ( وذللت قطوفها تذليلا ) ،
أما أن يكون المعنى ( أنهن نسوة بالجنة يقصرن أبصارهن على أزواجهن ) فهو لغو وقصر نظر ،،، فالسبب الأول أن الحور العين هي لكل المتقين من الجنسين الرجال والنساء ، ولو صح الأمر لكان هنالك أيضا حور مقصورين في الخيام و قاصرين الطرف على زوجاتهم ، ولو قلنا أن هؤلاء النسوة محبوسات في الخيام فعلى من يخشى أن يقع بصرهن ؟! ولماذا يقصرن الطرف ؟! ولماذا لا يطلقن بصرهن طالما مختبئات بالخيام لا أحد يراهن ولا يرين أحد ؟! ألم يكفينا غض بصر بالدنيا أيضاً غض بصر بالجنة ؟!! …. الأن نأتي إلى ( الياقوت و المرجان و البيض المكنون ) ، وهي ألوان الحور ، فلو سلمنا جدلاً أن الحور قاصرات الطرف هنَّ نسوة في الجنة ، فهل من صفات هذه النسوة المحببة إلى النفس أن تكون حمراء كالياقوت أو شمعية كالؤلؤ أو زرقاء أو حمراء ،ومن منا يحب أن ينظر إلى إمرأة حمراء أو صفراء بيضاء كبيض النعام كما سمعت أحد المشايخ يقول ، أو زرقاء أو خضراء ،،، الخ وهذه كلها ألوان الياقوت ، أما لو كانت هي ثمار الجنة التي قد ازدادت بهاء على بهاء واكتست حمرتها بشفافية وصفاء مثل الياقوت وبريق المرجان فإن هذا مما يحسنها حتماً في عين الناظر وهو المنطق والكمال في خلق الله سبحانه وتعالى …. الآن نأتي إلى كلمة ( يطمثهن ) ، ولو سلمنا جدلا بأن الحور قاصرات الطرف هنَّ نسوة في الجنة خلقن خصيصاً لها وأن الطمث هو غشيانهن ( مجامعتهن ) فهل من الممكن أن يكنَّ سائبات متروكات لأي أحد من الجن أو الإنس ليمارس معهن الجنس دون ضوابط كالبهيمة السائبة ؟! أما ثمار الجنة فهي تحور أمامهم ( أي تتجدد باستمرار) لذلك عندما يأكلونها تكون جديدة لم يلمسها أحد من قبل ( لم يطمثهن أحد ) ، فهي لهم بكراً ( أول طلعتها ) ،والآن نأتي إلى كلمة ( أتراب ) …هذه الكلمة جاءت 3 مرات بالقرآن ، ( وعندهم قاصرا الطرف أتراب ) ،( عرباً أتراباً) ، ( وكواعب أتراباً) ، والترب هو الصنو و المتماثل في العمر والنشأة ، إن ثمار كل نوع تتطابق بالشكل والطعم ، إذ أنها تعود كما كان ( تحور) ،ولذلك يعتقد آكلها بأنها هي التي أكلها آنفاً …. والآن نأتي إلى كلمة ( عين ) ، فجاءت كلمة العين ( بكسر العين ) بالقرآن 4 مرات ( وعندهم قاصرات الطرف عين ) ، (كذلك و زوجناهم بحور عين ) ، ( و زوجناهم بحور عين ) ، ( و حور عين ) , لنتدبر قوله تعالى ( وعندهم قاصرات الطرف عين ) ونقارنها مع ( و حور عين ) نتبين من المقارنة أن ( الحور = قاصرات الطرف ) ،،، ثم لنتدبر قوله تعالى ( وعندهم قاصرات الطرف عين ) ونقارنها مع ( وعندهم قاصرات الطرف أتراب ) نتبين أن ( عين = أتراب ) ، والسبب في كونها أتراب هو أنها حور ( تعود كما كانت ) … إنها دائرة كاملة مذهلة من التجدد اللانهائي … يقول ربنا سبحانه وتعالى ( أكلها دائم و ظلها ) ، أي ثمارها دائمة وأوراقها لا تسقط فهي تعطي الظل دائما ، والعين أصلا هي التي تفيض ، (فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ – البقرة – الآية – 60 ) وسميت العين بالجارحة لفيضانها بالدمع ،( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ – المائدة – الآية – 83 ) فمعرفة الحق يجعل العين تدمع ، فهذه الفاكهة و النخل و الرمان تتجدد كما لو كانت عين تسيل ،وبعد كل ذلك نكون قد إقتربنا إلى نهاية الشرح ….. بقي أن نقول إن القول بأن الحور العين هي النسوة بالجنة خلقن خصيصا للرجال هو قول بلا معنى ، بلا نص إن التزويج الوارد لا علاقة له بالنكاح و إنما هو من الإقتران
ان الأبكار صفة تطلق على الشيء الذي خرج أولاً ولم يُمس بعدُ ،،، أنظر إلى قوله تعالى (وَمَاء مَّسْكُوبٍ , وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ، وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ، إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء ، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ، عُرُبًا أَتْرَابًا ) الواقعة 13- 37 فقوله تعالى ( أنشأناهن إنشاء ) الضمير يعود على الفاكهة الكثيرة التي جعلها ربنا أبكاراً وعرباً أتراباً التي تتحدث عن نعيم الجنة فهماً لفظياً مادياً متخيلين أن «الحور العين» في الآخرة هي كما في الدنيا، تماماً كما فهم مشركو قريش الآيات التي تتحدث عن عذاب النار فهماً لفظياً كذلك، فاحتجوا بعدم معقولية وجود شجرة «الزقوم» في نار جهنم مع أن النار تأكل الأخضر واليابس. فرد عليهم القرآن الكريم بقوله تعالى: « إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ – الصافات – الآية – 63 » أي قصدنا ترهيبكم بها وبث الحيرة في أنفسكم)، ولكي يزيدهم حيرة وتخويفاً وترهيباً أخذ يصف تلك الشجرة فقال: «إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ، فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ، ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ، ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ» (الصافات63 – 68). أما بالنسبة ل «الحُور العِين» فالأمر لا يتعلق بفتيات من جسم ولحم كما في الدنيا وإنما ذلك مجاز وتمثيل بقصد الترغيب، إن الحور جاءت أيضا موضوعة في صورة بيانية واسعة على كامل أيات القرآن من سورة الدخان والرحمن والزخرف ،،، الخ ، فهي فاكهة ونخل و رمان .
ومضات
· حور العين …مصداقها العين الواسعة شديدة السواد والبياض في لغة العرب وهي غاية الجمال ولكن اليابنين يستقبحون هكذا عيون ويعتبرها تشبيه بعين البقر فاذا اردت ان تصف امراة يابانية بالجمال عليك ان تشبه عينها بعيون الديك لان نساءهم صغيرات العيون
· لماذا الجنة يكون جزائها النساء والجنس مما يجعل المسلمون دائمي التفكير في هذه القضية ؟!
· الخمر حرام هنا (الدنيا) وحلال هناك (الاخرة)… فليس من العدل ان نقول عن الله عز وجل اننا حرمنا انفسنا من شيء لاجله ونريده منه بالجنة
· الخمر حرام هنا (الدنيا) وحلال هناك (الاخرة)… فليس من العدل ان نقول عن الله عز وجل اننا حرمنا انفسنا من شيء لاجله ونريده منه بالجنة
· يقولون بأنه لما سمع المسلمون بقضية الحور العين ذهبوا إلى الفتوحات الاحداث التاريخية تثبت ذلك من تهافت على النساء والغلمان والأراضي والقصور
·
· كتب السنة تحث على الزواج بحور العين وكتب الشيعة تدعوا لزواج المتعة … الفرق المكان والوقت