22 نوفمبر، 2024 5:27 م
Search
Close this search box.

حواسم أصحاب الفخامة

حواسم أصحاب الفخامة

رغم ما يقرب المائة عام على تأسيس الدولة العراقية؛ ما زالت تعاني أزمة تحديد الهوية الوطنية، وكثير من المواطنين لا يرتبط بالإنتماء، سوى بهوية الأحوال المدنية التي تصدرها دائرة النفوس.
الإنتماء للوطن أن تشعر لك بيت تسكن فيه، وجار تأمن شره وتبادله المحبة، تنتمون الى محلة في مدينة جزء من وطن كبير.
يعاني العراقيون منذ عقود أزمة خانقة في السكن، تقدر بحدود 3 ملايين وحدة سكنية بحدود عام 2015م، بمعدل كل عائلة 5 أفراد؛ أيّ ما نحتاج له إسكان 15 مليون عراقي من مجموع 35 مليون، وهنا الكارثة،حينما يكون نفس السكان بدون بيوت، يقتطعون من لقمة أطفالهم لدفع الإيجار؟!
السكن أساس توطين الإنسان وإستقراره، والشعوب حينما تدافع عن الأوطان، تعني بقعة الأرض التي تسكن فيها، بينما في العراق ما يقرب نصف السكان بلا سكن يستغلهم أصحاب الأملاك والعقارات، ويستهين بكرامتهم المسؤول الحكومي، حينما يفكر ان يسكن القصور الفارهة، ويترك نصف شعبه بلا مأوى؟!
كان في السابق هنالك أحياء متميزة في السكن، تبلغ مساحة البيت من 400-600 متر، كأحياء المعلمين والمهندسين والأطباء والموظفين، ومن النادر أن تجد طفلاً يلعب في الشارع أو تكدس نفايات.
بعد 2003 حصلت ظاهرتان خطيرتان هما: بيوت التجاوز حيث أضطر من لا يملك سكن الى التجاوز، على أراضي فارغة متروكة بين الوزرات أحتجزتها أرضاً بوراً، لم تستثمرها او تزرعها او توزعها على المواطنين، والأخرى أنشطار البيوت الى الحد الأدنى من 30-50متر، ولم يقتصر على ألأحياء الفقيرة؛ حينما وصل الى أرقى مناطق العاصمة كالكرادة والمنصور وشارع فلسطين؟!
أزمة السكن أستغلت خلال السنوات الماضية، وصار المواطن صيداً سهلاً بيد القابضين على السلطة، تسابقوا لوعود الفقراء في بيوت (الحواسم) بالتمليك ووزعت السندات لكسب الأصوات الإنتخابية، وقسمت الحدائق لكبار القادة في الجيش؟!
حصول المواطن على سكن لائق، ليس منّة من أحد، ولا فرق بين مواطن وأخر أن كان وزير أو أجير، والمساواة بالسكن من أبسط الحقوق الأساسية لضمان الكرامة.
السياسة لا تزال تسير بإتجاه الطبقية والتمايز، حتى في الأحياء السكنية والخدمات الأساسية، وعزل مقصود للمجتمع بين طبقة مختارة وأخرى محرومة؟! ونفس اولئك الّذين ضحكوا على المواطن بتمليك دور الحواسم، وأن كانت تجاوز على أموال الدولة والحق العام؟! اليوم يرتضي أصحاب الفخامة لأنفسم التجاوز والحواسم، ولا يتركون القصور بعد تبديل المواقع، حتى يملّكون القصور الرئاسية بعد (الحوسمة)؟! ولا نعجب بمن إبتعلوا موازنات العراق لسنوات، أن يكونوا (حواسم) ولا يفكرون بجدية بمأسي بيوت الحواسم؟! وأمام أنظارهم فقراء العراق في بيوت الصفيح، وتحت أقدامهم نفط مسروق قبل الإستخراج؟!

أحدث المقالات