أنا : أسعد الله صباحك
هي : وصباحك عيوني , منو حضرتك
أنا : أحمد العطية , وقد أخذت رقم هاتفك من حمودي القريشي بعد أن أخبرته بأن يستأذنك للحديث معي .
هي : أهلا وسهلا بيك عمري , كالي أحمد أكو كاتب صحفي يريد يتصل بيج ويسولف وياج .
أنا : أي نعم أنا هذا الكاتب المسكين الذي يستأذن الدخول إلى محرابك سيدتي .
هي : محرابك شنو عيوني , إحجي حجي أفتهمه يرحم والديك .
أنا : محرابك الذي أقصد يعني عالمك الذي تمارسين به فن الحياة , عالمك الخفي المجهول عني وعن غيري من المهتمين بشؤون الحياة .
هي : تقصد حياة الكحبة أو الكَوادَة , وشلون تعيش وتمارس الدعارة , وشلون ترتب أمور شغلها .
أنا : أرى في تسمية الكحبة والكَوادة ظلما كثيرا وتجنيا على المرأة وخروجا عن بروتكول الأدب الإنساني , وأعتقد أن التسمية قبيحة إلى درجة كبيرة .
هي : ما ذا تقترح أن تسميني أنا التي أمارس الدعارة والقوادة .
أنا : لا أعرف بصراحة ما هي التسمية المناسبة للمرأة التي تمتهن الدعارة ولكني سأطلق عليها ( المظلومة ) أو ( المتاجرة بجسدها ) أو أي شيء أخر عدى الكحبة .
هي : فلنترك التسميات جانبا فلا أنت ولا أنا من إبتكرها ولا نستطيع تغييرها مهما فعلنا , فهي راسخة في عقول الناس ولا نستطيع إخراجها مهما حاولنا لأنها جزء من لغة وتاريخ المجتمع والناس .
أنا : يبدو أنك بدأت تجاريني في إستخدام مفردات الكُتاب والصحفيين فصرت تتحدثين عن اللغة والمجتمع والموروث الاجتماعي .
هي بحسرة واضحة : تدري آني كنت من الطالبات المتفوقات في الإعدادية وكنت أحب درس الأدب والعربي وكانت دائما درجاتي بيه عاليه .
أنا : لعد ليش تركتي المدرسة ومشيتي بهذا الطريق ( طريق الصد ما رد ) ؟؟
هي : يا طريق ؟؟ قصدك طريق الدعارة ؟؟
أنا : نعم .
هي : صدقني أستاذ ما كو أي امرأة بالعالم تمشي بطريق الدعارة باختيارها وبرضاها , لكن تنجر إلى الانحراف جر وتمشي بطريق العهر رغما عنها وأكدر أنطيك ألف سبب وسبب يخلي المرأة تنحرف وتتحول إلى كحبة خلال أيام معدودة .
أنا : أريد أن أعرف قصتك يا سيدتي .
هي : قصتي يا عيوني تتلخص بأني كنت ضحية أب جشع وأحمق وزوج عجوز وبليد ومجتمع قاسي لا يرحم الضعفاء .
أنا : أفهم أنك تزوجت شيخا عجوز بضغط من أب أحمق بعملية بيع وشراء .
هي : نعم يا عزيزي لقد باعني والدي بعد وفاة والدتي بمبلغ يكفيه للزواج من امرأة جديدة شابة مثلي لشيخ تجاوز الستين عاما وأنا إبنة الثمانية عشر عاما .
أنا : وبعدين شنو إلي صار ؟؟
هي : بعد أن أنجبت من العجوز بنتين مات وتركني فطردني أولاده وإستولوا على البيت الذي أسكن فيه حيث إني لم أسجل زواجي في المحكمة بسبب جهلي بالقانون وإكتفيت بعقد زواج عند السيد فضاعت حقوقي وقضيتي منظورة في المحاكم منذ ثلاث سنوات .
أنا : وأهلك ( أبوك وأخوتك ) ماذا فعلوا ؟؟؟
هي : الذي باعك في البداية لا يشتريك في النهاية .
أنا : كيف تعيشين وخصوصا وأن برقبتك أطفال ؟؟؟
هي بصوت يملؤه الأسى : بممارسة الدعارة , نعم بممارسة الدعارة التي لم أجد طريقا سواها يوفر لي ولأطفالي لقمة الخبز .
أنا : سأكتب قصتك تحت عنوان ( من المسئول ) ؟؟؟
هل هو المجتمع ؟؟ أم هل هي الحكومة ؟؟؟ أم هل هو القانون ؟؟ أم هل هي الظروف الاجتماعية ؟؟ أم هل هو العرف الاجتماعي الذي يبيح للآباء بيع بناتهم تحت شعار ( دور لابنك الأصل ودور لبنتك الملفه )؟؟؟ أم هل هو الدين الذي يسمح بعقود يُباع بموجبها الإنسان بكومة من الأوراق النقدية تقربا إلى الله تعالى ؟؟؟
أم أن كل هؤلاء تشاركوا في تحويل فتاة ذات ثمانية عشر عاما إلى عاهر ؟؟؟
نداء إلى المُشرع العراقي : يجب وضع حد لهذا النوع من الزواج الغير متكافئ لأنه سيدمر النساء ويحولهن إلى بغايا , وسيتحول القانون إلى قانون قوادون .
[email protected]