18 ديسمبر، 2024 11:58 م

حوار مع شاب عراقي

حوار مع شاب عراقي

– عرفني بنفسك.
–    أنا شاب عراقي بائس, أكملت دراسة البكالوريوس تخصص أدارة أعمال, ولم احصل على تعيين منذ تخرجي قبل سبع سنوات, حيث الوظائف أما عبر الأحزاب, وأنا مستقل تماما, أو عن طريق دفع رشاوى وأنا فقير لا املك مبلغ الرشاوى, أو عن طريق العلاقات وأبي لا يعرف الأثرياء أو المدراء, بل كل معارفه هم أما “أوتجي” أو اسكافي أو خياط, فدفعني الواقع لترك فكرة التعيين, واشتغل مع حجي خلف في بيع الرقي.
–         هل تستطيع أن تعرفني برأيك بحكام العراق؟
–    رئيس الوزراء السابق اعشقه حد الجنون, وأدعو عليه يوميا في صلواتي, لأنه علمني الصبر بالقهر, كان يصرف موازنة الدولة الانفجارية على أمور لا أرى لها واقعا, ولا يعطيني دينار واحد, من عشرات المليارات التي تصرف, وهذا درس أبوي من فخامة رئيس الوزراء, كي اعتمد على نفسي, وأكون رجلا قويا صبورا قنوعا, بعد كل هذا إلا تجد العذر لي بعشقي لهذا الرجل الذي قهر شعبه, أما الحاكم الحالي فلا أجده مهتم بقضايا الوطن, هو يعد الأيام ليحصل على تقاعد خرافي, ويطير بعدها خلف السحاب.
–         كيف ترى نفسك بعد عشر سنوات؟
–    أرى نفسي ادفع عربة لبيع عصير ” نومي بصرة” في الباب الشرقي, واسكن في إحدى العشوائيات في المناطق التي تقع خلف السدة.
–    لكن أي حلم هذا, انه بؤس شديد, يا أخي أنت متعلم وصاحب شهادة فلماذا لا ترى نفسك في المستقبل بشان اكبر؟
–    وكيف تطالبني بالحلم والبلد يحكمه الحمير والقردة الذين قرروا تدمير البلد وتقاسم خيراته لهم وحدهم, أنا أن وجدت عربة لبيع العصير في مستقبل حياتي فهذا من النعم الكبيرة التي تتحقق لي, لست متشائما لكن الواقع هكذا وعلي أن أتفهم حظي في عراق يحكمه اللصوص.
–         حدثني عن التشابه بين الماضي والحاضر؟
–    في زمن صدام كنا نجبر على المشاركة في الانتخابات لأشخاص لا نعرفهم ولا يتغير شيء بعد الانتخاب, فالوضع تحت سيطرة النظام القمعي, وبعد 2003 نشارك تحت عناوين الحلال والحرام والواجب الوطني لنجوم الشاشة, أفواه تثرثر ليل نهار, وبعد الانتخاب لا يتغير شيء, فالوضع تحت سيطرة الأحزاب الديمقراطية, ألا تجد أن العنوان تغير والنتائج نفسها, طبقة متخمة وفئات الشعب تعاني.

–         في ختام الحديث ماذا تحب أن تضيف؟

–    أرجو منك أن تسمح لي بلعن كل الساسة, فلقد ضيعوا علينا حقوقنا وجعلونا نتمنى الموت على العيش تحت حكمهم الظالم, أتمنى أن تنزل عليهم ألاف اللعنات يوميا, وان يصابوا بكل إمراض العالم, جلطات, كساح, عوق, جنون, ضغط مع سكر, وان تهتك أعراضهم في حياتهم, كي يفهموا أي جرم فعلوه بحق الشعب.