شاعر وناقد حقق شهرة عربية وعالمية كبيرة وترجمة نصوصه الى لغات كثيرة ومنها ثلاث قصائد في انطولوجيا الشعر العربي المعاصر ( قلائد ذهبية) والتي صدرت بجميع اللغات الأوربية؟ ولم ينال الاهتمام الذي يستحق في بلادة في هذار الحوار حدثنا الشاعر والناقد عباس باني المالكي في امور كثيرة ومتعددة
1 من هو عباس باني المالكي؟
أنا إنسان فكري سلوكي أي أني أعيش ما أؤمن به و ليس هناك تناقض بين أيماني الفكري وسلوكي اليومي عكس الكثير نجدهم هناك تناقض كبير بما يصرحون به من أفكار وما يعيشوه في تصرفاتهم اليومية لأني أؤمن أن الحياة واحدة فيجب أن نعيشها باتجاه واحد من دون زيف أو خداع ودون تناقض أو أن نعيشها دون أقنعة , فالإنسان بقدر ما يسعى لاكتشاف الحياة ومعرفة جمالها وقبحها يجب أن يدرك أن الخير هو الوجه الأبقى والأجمل في الحياة مهما كانت درجة القبح فيها سوى من الحياة نفسها أو من الآخرين ..كما أؤمن كما قال ماركيز حين تفكر أن تكتب كلمة واحدة عليك أن تقرأ مليون كلمة لكي لا تكرر نفسك و تتجدد باستمرار .. فأنا قبل كل شيء أمتلك طيبة واسعة ومحبة الخير للجميع من أجل أن يعم الخير في كل النفس .
2 عباس باني المالكي ابن ميسان _ ماذا تقول فيها
قبل أن أقول أي شيء , أني أشعر بالحب الكبير لمدينتي , لكن مدينتي دائما طارده لمبدعيها لهذا نجد أن أغلب المبدعين هاجروا بعيدا عنها لكي يصبحوا قريبين من مركز الأعلام وبعيدين عن تلك الحساسية اتجاه إبداعهم , لأننا نجد هناك حساسية مفرطة اتجاه أي مبدع يشعر به الآخرين وكأنه حين يتقدم في الإبداع يأخذ فرصتهم والحقيقة هي العكس والمفروض أن يساندوه في دربة و الذي يوصله الى أبداع أكثر .
3 كيف تقدم نفسك للقارئ الميساني و العراقي
أنا الشاعر و الناقد عباس باني المالكي والذي حقق الشهرة الواسعة على مستوى الساحة العربية والعالمية من خلال ما ترجم لي عشرات النصوص الى اللغات الأخرى , كما ترجمة لي ثلاث قصائد في انطولوجيا الشعر العربي المعاصر ( قلائد ذهبية) والتي صدرت بجميع اللغات الأوربية ,كما صدرت لي تسع مجموعات شعرية وشاركت بمجموعتين شعرية المجموعة الأولى شاركت فيها مع شعراء عرب والثانية مع شعراء عراقيين ولدي أربعة مجموعات جاهزة للطبع وقد أصدرت كتاب نقدي ورقي الكتروني من تونس والآن لدي كتاب نقدي كبير في دار الفارابي بيروت تحت الطبع .
4- هل لديك طقوس خاصة للكتابة؟
نعم كل كتاب أو أديب له طقوسه الخاصة , أنا عندي لحظة الكتابة هي لحظة التوحد مع الذات والعزلة التامة عن العالم حيث أجلس في غرفتي وحدي وأبدا في الكتابة , لأن الكتابة هي البحث في الذات وعن كل حالات الغريبة عنها وفق نسق الخيال والرؤيا التي تعبر عن الحياة ومن خلال رموزها في الجانب الإنساني والأسباب التي تجعل الوضع الإنساني في تناقض مع حقيقته المدركه في جوهرية الحياة الإنسانية , فالرؤيا هي التي تعطي الى الفكر البعد التخلي في مقاربة الأحداث الحياتية والوجدانية وفق نظرتك لكل الأشياء وأسباب تناقضها .
5- انت شاعر معروف ومشهور عربيا اكثر ولم تكن كذالك على مستوى العراق- ما هي الاسباب برأيك
نعم صحيح هذا أنا أعيشه بشكل واسع لأني حققت الشهرة العربية من خلال النت والمواقع الأدبية وكانت هذه الشهرة من خلال عمق النص الذي أكتبه والذي تأثر فيه الكثير من الأدباء العرب و النقاد والقراء على حد سوى وقد لقى نصي الكثير من الاستحسان في الكثير من هذه المواقع , فعرفت من خلال هذا في الوطن العربي ,بالإضافة لهذا أنا أغلب مجموعاتي الشعرية فد طبعتها في خارج العراق في بيروت والقاهرة والمغرب العربي وهذا ما زاد مساحة الانتشار لكتاباتي , لأنك تعرف أن الكتابة داخل الوطن لا تتعدى الحدود لأن التسويق والتوزيع في العراق غير موجود , كما ليس هناك في العراق من يهتم بالإبداع ونشره لهذا أنا اعتمدت على دور الطبع والنشر خارج الوطن لكي أحقق ما أردت أن أصل إليه على مستوى الساحة الوطن العربي والعالم
6- هل تؤمن بان الشعر رسالة كبيرة
طبعا رسالة كبيرة لأن الشعر بوصلة شاملة لأسلوب الحياة فهو ضرورة روحية كبرى , هو القوة التي بها يستطيع الإنسان التكافؤ والمواجهة مع الأبدية وسطوتها . وهو مسؤولية وضرورة تستدعيها الحاجة الإنسانية الى تبرير الذات والوجود فيها وحولها وهو تكامل كياني يتوحد ويتفاعل مع نفسه للامساك بقواه وتوظيفها مع ما حوله كرؤية ودليل له, ولا يشترط الشعر زمنا , فليس هناك ما هو مدهش لرؤية الشاعر لمتغيرات الحياة اليومية والمستقبل وما حصل في التاريخ وهذا هو الشعر
7- إنتاجك الشعري نبذة عنة
شعري يتكون من قصيدة النثر وقد أصدرت ثمان مجموعات شعرية في جميع الأقطار العربية من العراق ولبنان ومصر والمغرب العربي وأخر مجموعة أصدرتها من الأردن وهي المجموعة التي تختلف عن المجاميع الأخرى لأن نصوصها تسمى النص التجريبي المفتوح ما بعد قصيدة النثر والمجموعة تحتوي على مئة نص من هذه النصوص والتي هي عبارة عن رحلة الخيال والحلم في المدن التي زرتها مع طيف امرأة كانت حاضرة في رحلاتي هذه علما أن هذه المجموعة الأولى التي تصدر في الوطن العربي بهذه النوعية من النصوص .
8- هل ترجمت قصائدكم الى لغات اخرى ؟وهل اعطى المترجمون قصائدكم حقها في الترجمة؟
نعم أعطوها حقها لأن أغلب المترجمون هم شعراء قبل أن يكونوا أكاديميين
بل أن الترجمة كانت قريبة جدا الى نصوص .
9- ما هي اقرب مجموعة شعرية لروح الشاعر عباس باني المالكي ؟ ولماذا
ليس هناك مجموعة قريبة إلي بل كلها قريبة إلي لأنها تعبر عني في كل مراحل الحياة التي أعيشها وسط القلق الوجودي ,ولكني أهتم وأرعى المجموعة التي تصدر حديثا من أجل متابعة نشرها وآصالها الى الاخرين .
10 – هل لكِ تجارب في مجال أدبي أخر غير الكتابة الشعرية ؟
نعم لدي فأنا بالإضافة الى كتابة الشعر أكتب النقد ولي أكثر من كتاب نقدي حيث صدرت كتاب نقدي في عام 2008 من تونس وهو عبارة عن كتاب الكتروني وورقي كما لدي كتاب أخر في الطبع في دار الفارابي في بيروت وهو عبارة عن انطولوجيا نقدية رقمية للكثير من الشعراء العراقيين والعرب أن شاء الله سوف يصدر هذا العالم .
11- كيف توفق بين كتابة الشعر والنقد الادبي
لو أتينا وناقشنا الشعر من جهة والنقد من جهة الثانية ومدي التقارب بينهما لوجدنا الكثير من القواسم المشتركة بينهما لأن كلاهما يعتمدان على الرؤيا والتخيل المعرفي لأن الشعر بقدر ما يلبي صوتك الداخلي الذي قد يتناقض مع العالم وهذا ما يجعل هذا الصوت يخرج من أجل التعبير عن هذا التناقض الموجود بينك وبين هذا العالم وتبقى اللغة التي هي أداة التعبير عن هذا , هنا يختلف شاعر عن شاعر ويعتمد هذا الاختلاف على قدرة الشاعر بأحداث التجاور والاقتراب الكبير من عمق المعنى في اللغة لمقاربة لأحاسيسه بها لكي يصوغ هذه الأحاسيس ضمن مساحة تلك اللغة والتي يراها حاضرة في فكره ووجدانه اتجاه كل الأشياء حوله , وأما النقد هي الرؤيا المعرفية باكتشاف هذه المعاني في لغة الشاعر والتي يكتبها تعبيرا عن هواجسه الذاتية وأي يكون هنا هو المعنى القاسم المشترك الشاعر يكتب المعنى والناقد يبحث عن المعنى والناقد عنا يحتاج الى معرفة موسوعية بكل أدوات النقد وهذا قد يجعل الناقد يعيد أو يستنبط المعاني لم يدركها الشاعر بنصه حين الكتابة لكنها موجودة في نصوصه , أي الشاعر يكتب والناقد يكتشف , وأنا أعيش الحالتين من ناحية الشعر و النقد .
12 – حدثنا عن المشهد الأدبي والثقافي الحالي في ميسان والعراق
المشهد الثقافي في ميسان ضعيف ما عدى محاولات الاتحاد العام لأدباء والكتاب فرع /ميسان وجهوده التي لا تنسى في محاولته بإيصال صوت المبدعين والمثقفين الى الآخرين من خلال مهرجان الكميت السنوى ودفاعه عن حقوق الأدباء والكتاب في المقر العالم وبرئاسة الأستاذ المبدع فراس طه الصكر , كما لا ننسى البيت الثقافي في ميسان والذي يقوم بجهود الحثيثة في تعريف بالمبدعين والمثقفين في المحافظة من خلال الأمسيات الثقافية التي يقوم بها فجهود الأستاذ الصحفي صباح السيلاوي كبيرة ورائعة يشكر عليها لأنها جهود من هو مخلص للثقافة والمثقفين , والشيء المؤسف في هذا أبتعاد الجهة السياسية ابتعادا كليا عن المشهد الثقافي في المحافظة .
13 – ما هي اخر اعمالك التى ستطبع او في طريقها الى الطبع
أخر أعمالي كما قلت لك أولا هي انطولوجيا العربية في النقد الشعري ومجموعة شعرية أسمها ( وحيدا دون العصور ) والتي سوف تصدر من دار المدارك في الأمارات العربية / دبي ولدي أكثر من أربع مجموعات شعرية كاملة لا تحتاج إلا الى الطبع .
14 ما يمر به البلد من مشاكل كثيرة هل انعكس سلبا ام ايجابا في كتاباتك الشعرية
طبعا فالشاعر ليس كائن معزول عن وطنه ما يمر به بل أن الشاعر أكثر تأثرا بهذا
بما يحث في ووطننا العزيز بل هو أكثر قربا من الأحداث لأنه ينظر لها على أساس وجدانه التكويني داخله و اتجاه وطن يعشقه إذا كان عراقيا أصيلا , كما أن الشاعر الحقيقي ينزف قبل ما ينزف الوطن .
15 ماهي نظرتك للمراة- واين هي من كتاباتك الشعرية
المرأة هي النص الأجمل في الحياة وبدون المرأة لا يمكن أن تكون الحياة الاجتماعية ويتحقق فيها الجمال والاطمئنان , أما بالنسبة لي فهي موجودة بشكل كبير في أشعاري لأنها رمز للكثير من الأشياء حولي فهي المفصل المهم
في حياتنا .
16. من هو المبدع برأيك..خاصة وأن هذه الكلمة أصبحت تطلق جزافا وبسهولة في الآونة الأخيرة
نعم أنا معك في هذا الكثير من فرض خوائهم المعرفي والشعري في الساحة العراقية لكن لا يصح إلا الصحيح لأن الأدب والإبداع الحقيقي باقي وكل من يحسب نفسه على الأبداع في العراق مع أنه لا أبداع عنده سينتهي مها طال الزمن لأن التاريخ بكفيل بكل هذا وأخر ما أقوله لك هو لا يمكن أن يكون الإنسان شاعرا عظيما إذا لم يكن إنسانا عظيما وأنت على هذا وقس .
17_هل يمثل الشعر حالة إدمان وهل يمكن الشفاء منه ام لك رأي اخر
لا يمكن أن يكون الشعر حالة إدمان وهو صوت داخلنا الذي يعبر عن الحياة بأكثر شفافية وعمق بل هو صوت الحياة وكما أن المتصوف الألماني ميستر إيكارات
سألوه مرة : ماذا يفعل الملائكة في السماء ؟
أجاب لا يفعلون شيئا و أنما يحتفلون .. قلت لصديقي أن الشعراء لا يفعلون شيئا و أنما يحتفلون بالحياة
18 اين وصل الشاعر العراقي- وهل ما يكتبه من قصائد- يجد من يقرا له
الشعراء حين يكتبون الشعر يريدون أن يوصلوا صوت الحياة داخلهم الى الآخرين
ومهما وصل الشعر العراقي الى أي حالة يبقى هو الأنضج والأعمق في الوطن العربي , وتجد نصف الإجابة على هذا في الفقرة (16) في كل زمان هناك قراء الى الشعر ويعتمد هذا على الذائقة المعرفية لدي المتلقي , وقد يجد أو لا يجد تبعا للشاعر نفسه ومدى قدرته بالتعبير عن الهم الإنساني والاجتماعي لكافة الشرائح في المجتمع.
19- اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية كيف تتأملون ذلك؟
هي فعلا عاصمة الثقافة العربية ليس بسبب هذا الاحتفال بها ولكنها هي المدينة الرافدة للكثير من المبدعين العراقيين في الوطن العربي , كما أن أول حرف كتب في العراق , وأنك تعرف أن بغداد فيها أرث ثقافي ومعرفي وتاريخي شاسع لا يحدده لمجرد تسميتها بالعاصمة الثقافية . فكل العرب متحاجين لثقافتنا لأنها ثقافة التاريخ العربي المشرق , مع هذا نقول جميل أن يعترف العرب بأن بغداد عاصمة الثقافة العربية .
20- ماهي الجوائز التى حصلت عليها
حصلت على الكثير من الجوائز منها فزت بالجائزة التقديرية للشعر في مسابقة المفكر عزيز السيد جاسم لعامي 2006، 2007 التي تقيمها جريدة الزمان الدولية
– فزت بالجائزة الثانية للشعر في مهرجان الإبداع/ العراق لعام 2006
– فاز نصي ( المساء الأخير من الفردوس ) بالمرتبة الأولى لجائزة آيرس وبرتبة امتياز والذي يقيمها المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتجية
– حصولي على لقلب فارس الإبداع في موقع انانا الأدبي الإلكتروني
-حصولي على وسام التميز للإبداع ووسام العطاء لملتقي الفينيق الأدبي الإلكتروني
حصولي على وسام الإبداع والعطاء الأدبي من موقع نبع العواطف العراقي
21- كلمة اخيرة تحب ان تقولها
كلمة الأخيرة أقولها لك وفقك الله مع تمنياتي إليك بالتوفيق الدائم لجهودك الكبيرة في إيصال الكلمة المبدعة الحقيقة الى الأعلام لمعرفة حجم الإبداع في محافظتنا
22- اي سوال تحب تطرحه انت على نفسك
لا سؤال لدي وأنت قد طرحت كل الأسئلة فلم يبق لدي سؤال سوى أن أقول شكرا لاهتمامك بالأدب والأدباء وشكرا لجهودك الرائعة والخيرة من أجل إيصال الإبداع الحقيقي في محافظتنا الى الآخرين …