6 أبريل، 2024 7:14 م
Search
Close this search box.

حوار مع اعلامية مغتربة

Facebook
Twitter
LinkedIn

حوار مع اعلامية مغتربة، لها من العمر سنتين، فترة ولادتها الحقيقية، يوم خروجها من رحم الجهل والموت والغباء، من بلد لا يوجد فيه من هم بمستواها!… قدمت لها التهاني بمناسبة عيد الصحافة العراقية، رفضت، لم يهزني رفضها لما لبعض الخلافات المتراكمة بين فريقين يأبى كل منهما قبول الاخر، بين المنتمي واللامنتمي للنقابة، بين من يرى ان النقابة بيته وخير من يمثله ويغالي البعض احيانا في الانتماء لها والدفاع عن حصنها لاعتقاده بان لولاها لظل يرتجي مطرا يسقي نباتاته العطشى، ويروي جرف نهره المتصحر، فبرغم قرب الماء الا ان يده لا تطاله…وبين لا منتمي لا يلوذ بغير حمى الجواهري او من هو بمستواه، لانهم بحر يحتوي الجميع ولا يحتويهم شيء، وبما ان النقابة شيء فانها تندرج تحت هذا المسمى ايضا.
وحتى لا ازج النقابة لاعبا مهما فيما اردت قوله، اعود لصاحبتي المغتربة التي لم تكن لا مع المعلعلين المدافعين، ولا مع نقيضهم، لكنها تعمل ما يستحيل علينا، حسب اعتقادها طبعا، فعله وهي انها استطاعت ان تجالس الفنانيين وتلتقط صورا مع اشهرهم بزي نصف عاري، واكتاف متلاصقة، فلا اخفيكم سرا بانها – اي صاحبتي- تحمل من الجمال ما يجعلها صحفية ناجحة…فهي تحمل جواز مرور يجعلها تخترق ابواب الشهرة والاضواء، سيقان ملساء عارية ونهدين منفوخين بارزين وشعر طويل ذو تسريحة جميلة وبعضا من لمسات الحنان ونظرات العيون القاتلة، وقلم، فمن من الرجال، فنانا كان او سياسيا يجرأ على رفض لقاءها واعطاءها ما تريد من تصريح؟.
مع الاحترام والتبجيل لصحفياتنا، فليس جميعهن تتقن لغة الجسد، ومنهن لا يستهوين ذلك، فقلمها وشرفها اهم بكثير من ان تلصق كتفها وتحتضن سياسيا ما او مطربا ما، ما عدا صاحبتي ومن على شاكلتها، وهن كثر، ممن يختصرن طريق الشهرة الشائك ببعض الكماليات وكثير من الماكياج وقليل من الدلع، فقليله يسيل لعاب المسؤول والفنان وووالخ واولهم المتحدث… 
بركان العراقي الثقافي والاخلاقي والعلمي لا يفجر الا حينما يهاجر!يزق له العلم، وتمحو قليلا من الايام في الغربة سني عمره غير المنضبطة، نظرة المغترب تبقى قاصرة، تمتد وتتسع بمجرد اجتياز الحدود، فبرغم انها تغسل الاطباق في احدى المطاعم الليلية في دول الغرب، الا انك تشعر في خطابها نحو ابناء بلدها بانهم متخلفون جهلة! لانها تمتاز بكونها لاجئة!! فاتجاه الخطاب يكون فوقيا.
امران استوقفاني في محاورتي التي لم تنتهي، اولهما: اعتقاد المغترب ليس على مستوى المثقف وحسب، بل حتى ممن يمتهن مهن عادية وبسيطة انه الافضل، رغم ان المثقف المغترب لم يكتب ما لم يستطع مثقف الداخل كتابته، برغم ما يتوفر عليه من اجواء، وبرغم جميع ما ينقص مثقف الداخل، فصاحبتي تعتقد ضمنا ان الشهرة في كثرة الصور، وهذا ليس ترفا فكريا، فهناك فعلا من يعتقد ذلك، ويعد الصورة التي يلتقطها مع المسؤول بمثابة السيرة الذاتية له، والحقيقة انها لم تقل ما لا يقال، فعمرها الصحفي القصير لم تصمد امامه امكانية البعض من الرجال وخبراتهم وتاريخهم!!. فلا يصمد امام زوج سنينها عمر الرجل الصحفي وامكانيته وخبرته وجميعها تذوب وتتلاشى امام حسن وجمال صاحبتي.
قالت، وكل المغتربات يقلن ذلك تقريبا، صاحبتي وغيرها، اني خبيرة بما يفكر به الشرقيون، ولا اعرف كيف اكتسبت هذه الحبرة، ولا هم لديهم سوى التلذذ والنظر الى المرأة والتفكير في كيفية اقامة علاقة جنسية معها، الحديث طبعا لصاحبتي التي لها من الغربة سنتين، قالت ايضا بان النظام سلوك حضاري فعندما تجد طابورا عليك الوقوف حيث انتهى وان تعامل زوجتك بلّلين والاحترام وان تغسل معها صحون الغداء وتلتزمان بجدول بينكما لكل واحد منكما واجب….مع انها غير متزوجة. 
والامر الآخر، للنساء نصيب في الشهرة، وهي الاسرع في سطوع النجم، فباب الشهرة عند الرجال واحد، وعند النساء ابواب مشرعة لها الخيار في ان تلج ما تريد بسهولة، شرط ان تكون بمواصفات صاحبتي… فالفيس بوك مثالا على ما اقول جرب ان تفتح صفحة باسم رجل واخرى باسم وصورة بنت جميلة، فيكون نصيب الأولى عقوبات متلاحقة من قبل ادارة الموقع بسبب كثرة طلباتك للصداقة، ونصيب الاخرى يكون محط اهتمام الجميع ومنطقة جذب كبيرة…اما اذا نشر الاخير، النساء، تفاهة تجد التعليقات تصل الى ارقام عالية واعجابات اعلى واكثر…اما اذا نشر الأول قيمة فكرية عالية فلا حاجة لذكر ردودها لانها غير موجودة…
صاحبتي انتهت اخيرا الى انها الأولى، وما عداها لا يستحق رقما، اولا لانها وطأت الارض الاميركية كلاجئة، وثانيا لان سيرتها الذاتية مفعمة بالصور مع المطربين والفنانين العراقيين والعرب، ولها ان تزهو وتشعر بالغرور لانها الوحيدة التي تمكنت من الوصول الى هذا العدد والنوع من الصور، فهنيئا لنا بها.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب