18 ديسمبر، 2024 7:09 م

حوار في ثلاجة الموتى

حوار في ثلاجة الموتى

فُجعنا بخبر حادثة المئات من القتلى الشباب والنساء والأطفال الرضع المقطعين في ثلاجات الطب العدلي في العراق وليس لهم ذنب سوى انهم من الطائفة السنية في العراق، فأذهب منا الخبر فرحة العيد ، إن كان في عيدنا فرحة.

وإن صح الخبر ممن اشتهروا بكذبهم من الحكومة العراقية فإن القتلى بقوا في ثلاجات الطب العدلي لأربع سنوات رغم أن الدلائل كلها تشير بأنهم قُتلوا صبيحة عيد الأضحى مع تكبيرات العيد وتحت اسم حب الحسين رضي اله عنه والحسين وجده محمد (صلى الله عليه وسلم) براء من أجرامهم ، نعم قُتلوا من قبل ميليشيات إيران تجار المخدرات مروجي الرذيلة قراصنة النفط حيتان صالات القمار تجار الأعضاء البشرية.

ولو صح الخبر أن الموتى يلتقون ببعضهم ويتبادلون الحديث ويسألون عمن خلفهم

حينئذ ومن المؤكد خلال الأربع سنوات دار بينهم حديث وصوت صراخ الأطفال المقطعين أكيد أيقظ مضجع امهاتهم المغدورات فهاهي أحد الأمهات وهي مضرجة بدمائها تنادي طفلتها.. إيه.. بنيتي..ياطفلتي الجميلة ..

من الذي جرء على تقطيعك وقد خلقك الله بأحسن حال .

إيه بنيتي ..أي قلب وأي دين وأي وحشية وأي سادية تمكن من يسمع صراخ طفلةٍ بريئة أن يغمد فيها سكينه ، ثم يأخذ يقطع جسدها الصغير وأعضاءها وهي كالعبة الصغيرة ليُشفي نقصه وساديته، أما ارتعد عندما سمعك يابنيتي وأنت تنادين ماما.

ومن هناك أسمع طفلاً مقطعاً في صندوقٍ خشبي صغيرٍ ينادي أمه ها ياأمي الحنونة أنتي معي هنا الآن أحسست بالفرحة رغم أن أجزاءاً من جسدي لاأجدها لعلهم باعوها ليبنوا بثمنها معبداً وينسبونه الى الحسين.

كم أنا سعيد بك ياأمي وأنتي بجانبي لكني أرى وجهك غير الذي كنت أراه حيث أحرقوه ومزقوه ومثلوا به ، لاعليك ياأمي فأنا أحبك مهما كانت صورتك ففي قلبك الكبير مايغنيني عن كل نقص فيك ياحبيبتي .

من هناك صوت ..أووه.. حتى في ثلاجة الموتى لاتدعونا ننام، مالذي جاء بنا هنا وأين حجية حمدية -شيخ كبير ينادي من بين الأموات ..حمدية ..حمدية..

نعم انا هنا ياحاج .

آه ياحاجة أنتي كذلك قتلوك أما استحوا من شيبتك أما رحموا ضعفك ، ماهو جرمك لاأجد لك جرماً سوى أنك كنت تسهرين ليلك على سجادتك وأنت تسبحين الله وتحمدينه وتدعين للعراق والعراقيين أجمع أن يفرج الله عنهم وأن يجعلهم على قلب واحد .

نعم ياحاج قتلوني عندما ضربك أحدهم بسيفه وهو ينادي ياعلي فقلت له علي رضي الله عنه بريء منك ،علي.. الذي نعرفه كان رحيماً حتى باعدائه ومخالفيه، علي ..على منهج النبي (صلى الله عليه) وسلم الذي وصفه الله بالرحمة فأي (علي) تنادي به .

نعم ياحاج عندها أخذ يسبني ثم جاءتني ضربة مطرقة حديدية من رجل يقف خلفي على رأسي وبادرني أحدهم بسكينه طعن بها قلبي وهو ينادي يازهراء واذا بي أنا هنا ، عزائي الوحيد أننا في ضيافة الرحمن، فلاتحزن ياحاج.

من بعيد صوت من بين جثث الموتى المقطعة؛ احمدوا الله على حالكم هذه فأنتم الشهداء وقد أنقذكم الله من وطنٍ مزقته ديمقراطية أميركا وحقد إيران وأحزابها الشيفونية السادية الطائفية وغدر أخوته من العرب.

وإذا بصوت باب ينفتح وإذا بأحد المقتولين ينادي بصوت خفي صه ..فان هناك آت، أحدهم قادم الينا لعله تاجر أعضاء بشرية يبحث عن بقايا من أعضائنا ليبيعها ويسد شرهه وطمعه.

وإذا بصوت ينادي عليه نعم هذه صفقتك مما تبقى من جثث النواصب .

تأخذ على كل جثة تدفنها خمسمئة دولار ومعها أجرك من الحسين سلام الله عليه يوم القيامة ..

إممم ..سلام الله عليك ياحسين ، صفقة تستحق التعب عندها أكمل بناء قصري الكبير ثم أخط على بابه

(هذا من فضل ربي وحب آل بيته)

وإذا بأحد القتلى ينادي لعنك الله ولعنك الحسين ماأجرءكم على الرذيلة وعلى الإجرام.

ها ياأمي أين نحن الآن لاأشم رائحة مدينتي أو أهلي.

بني نحن كتب علينا الغربة<span style=”font-family: “.SFUIDisplay”; fon