18 ديسمبر، 2024 5:09 م

في البداية انا من المعجبين كثيرا بك , وانت الكاتب والصحفي والأديب , وانا  أتابع كل ما يجود به قلمه المرهف , لأنك عقلية رائدة يمكن للقارئ أن يصل إلى قناعة بما تكتب .. لا أريد الإطراء عليك ولكن الحقيقة هي ما وجدته فيك , إضافة كونك كاتبا من طراز فريد وتستخدم العبارة الملائمة , وجدت فيك أسلوبا وأخلاقا أكثر روعة , ولا أزيد لك من إطرائي بل اقول انت رجل تحمل صفات المهذبين العقلاء ..

ما دفعني للكتابة  اليك عبارة قرأتها لك منشورة  في الفيسبوك تقول فيها 🙁 لا يوجد إنسان له خلاف أو عداوة مع الله , ولكن الخلاف – مع من يعتبر نفسه ممثلا لله )..

هذا كلام جميل ولكن غض الطرف فيه واضح وبين , ولا ادري كيف فاتت كاتبا كبيرا مثلك تعطي هذا الرأي ؟ قضية المعاداة لله لا يقولها الا الجاهل .من منا رأى الله جهرة حتى يتمكن ان يكرهه ..؟نحن نكره من نراه ونعرفه . وهو ليس كمثله شيء

نحن عرفنا الله والإسلام من خلال القران والرسول (ص) والأئمة الطاهرون (ع) وعلماء الأمة ممن اخذوا من كتاب الله وال بيت محمد{ص}في بيان الأحكام الشرعية والأخلاقية. من المؤكد جاء متطفلون ومدسوسون. او لهم أطماع نصبوا أنفسهم ناطقين باسم الله!! كمن سمى نفسه امير المؤمنين او اتخذ اسم المعتصم بالله والموفق بالله والواثق بالله ..ومن امثالهم جعل نفسه وكيل الله في الأرض .

 غير ان هذا لن يجد صدى في عقول العقلاء .. نعم اقر واعترف لك أن الجهلاء والأغبياء هم من يعتبرون فلان ممثلا للإسلام او ممثلا للدين ..بينما الحقيقة ممثل الدين الاسلامي {هما كتاب الله وال بيت الرسول{ص} والشيعة عندهم الإمام هو من نص عليه النبي {ص}في رئاسة المسلمين من بعده في شؤون الدين والدنيا، وهي الولاية وأولهم علي بن أبي طالب زوج فاطمة{ع}، ونعتقد أنه منع حقه في رئاسة الدنيا من قبل صحابة الرسول{ص} حيث آلت الخلافة إلى ثلاثة من الصحابة،هم أبو بكر ، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان.ويرون الشيعة أن الخلافة بحسب النص الديني يجب أن تكون من بعد علي في ولديه الحسن والحسين، وتستمر في ذريتهم حتى الإمام الثاني عشر، إلا أن الأمويين اغتصبوها وتوارثوها وآلت من بعدهم إلى العباسيين ، الذين بدورهم منعوا الأئمة حقهم وتوارثوها دونهم .لكن هذا لم يمنع حسب معتقد الشيعة استمرار الرئاسة الدينية.

لحد هذا القدر أنا وأنت متفقان على انه ليس هناك أعداء لله من بني البشر , بل أقول حتى لو أعلن شخص ما عداوته وإنكاره لله , فانه في فرارة نفسه يعرف ان هناك خالق يحيي ويميت , ويزرق وبيده كل شيء ..ـــــــ ولكن لا يمكن لأحد ان ينكر ان عددا كبير من الناس ( الذين عنيتهم ) ينكرون النبوة والقران والرسالة وجبرائيل والمعاد والجنة والنار .اعرف ان عدم إنكار الله وعداوته هي شعار يختفي وراءه كثيرون .. ولكن عدم الاعتراف يعتبر إرادة يقررها الإنسان بنفسه .

 لم يأمر الإسلام المسلمين أرغام الناس على تبني الدين” قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ” لا يوجد نص قراني يلزم المسلم إجبار احد على الإسلام . واذا قلت ان التيار السلفي يكفرون غير المسلمين. هذا شانهم وليس شان عامة المسلمين.

اذن المقارنة في طرح مثل هذه الآراء تستلزم دراسة الواقع الفكري للمذاهب , ولا أريد ان أطيل عليك وعلى القراء بسيل من الأفكار التي أطلقها بعض المفكرين والكتاب الملحدين , المنافية والمعارضة لكل كلام الله , حتى نشبع الموضوع دراسة في اختلاف وجهات النظر ..كتبت قبل فترة حول فكرة احد الإعلاميين المعروفين حين خاطب احد أئمة الجمعة الذي تحدث عن الحجاب .. قائلا له .. سيدنا أنت بدلا من الحديث عن الحجاب روح تحدث مع الانتحاريين …!!

وشخص اخر قال يوما في قناة تلفزيونية : كيف تريد مني ثقافة والمعلمون يعلمون الأطفال سورا من القران وهم ملتحون “…!!! ولا أريد الاستزادة ولكن اسمح لي يا صديقي المحترم  أتمنى ان تلفت جيدك نحو ممن يحارب الله ( وهو غير ناكر له ) ولكن يرمي حجرا لكل من يتمسك بالدين .لا اقول الكلام بالعموم .. إني أعذرك واعذر غيرك واعذر نفسي من ذكر سبب التراجع والجهل والبلاء .. وختاما اكرر لك دعائي مع فائق التقدير .