18 ديسمبر، 2024 8:07 م

حوار ثلاثي الأبعاد, على طريقة الكبار

حوار ثلاثي الأبعاد, على طريقة الكبار

أذا توفرت الامكانيات, لا تخشَ العقبات, فلكل أزمة معقدة, مبادرة حل سليمة, ولا يوجد ما يستحق أن يسمى بالمستحيل, في ظل وجود الممكن, قد يكون الأمر صعباً لا أكثر, فيسهل أكثر فأكثر حين نؤمن بأجتيازنا لتلك المصاعب بطريقة أو بأخرى, فالحوار من أبلغ الطرق المستخدمة, في معالجة النزاعات والخلافات الحاصلة بسببٍ أو بأخر, ولكن ما يجب مراعاته, تقبل الرأي والرأي الاخر, فالحوار هو لغة سليمة بعيدة عن الفرديات, بل أنه يتسم في التوصل لامرٍ يرضي الطرفين, ولا يكون على حساب احداً فيهم, ومن أهم الاساسيات المعتمدة في لغة الحوار, هو سبب الحوار, فلا حوار بلا سبب أو لأجل غرض معين, تباعاً الى الوقت الذي يجرى فيه, فالحوار غالباً ما يكون سيد الموقف في لغة الوقت, فأما ان يكون قبل الأزمة أو في وسطها, على ان لا يكون بعدها, فلا يجد لنفسه مكاناً .

الحوار مع من , يجب علينا أن ندرك أمراً مهماً في هذا الجانب, الا وهو أن الحوار يتم مع من؟ هل نتماشى مع الحوار اعتباطاً وبدون أي اراء او دراسات؟ أم أننا نحدد فئة معينة ممن يفقه لغة الحوار وأن ينحصر الامر بهم ولا يتم بغير ذلك, والمتعارف عن الحوار, هو في الغالب يكون مع الطرف الذي تختلف معه كثيراً, فتجد أن لغة الحوار هي من يجب أن تتسيد الموقف معه ولانك ستكون بحاجة لأستدراك تلك اللغة لمعالجة ذلك الاختلاف وتصحيح المسار, خصوصاً وأنت تدرك جيداً أن لديك فرصة خاصة للحوار مع الشخص المحدد الحوار معه مسبقاً, على طاولة شخصية في غرفةً موصدة, للتوصل الى نتيجة فردية بين الاثنين, وهذا ما لا يحبذ في وقتنا هذا, نتيجة تشعب القرارات في أكثر من موطئ, أذن هل الأستهداف سيكون أوسع بكثير بأتجاه كل أطراف القرار, وأصحاب الاراء المتناقضة مرة, والمتشابهة مرة اخرى, لكي يكون حواراً عاماً وأكثر شمولية , فيوصلنا لأكبر قدر ممكن من الاراء والحلول, وأهم ما في الامر والذي يجب علينا أن لا نطيل النظر في من يبدأ الحوار أولاً, لأن الأمر الأهم من ذلك, هو من ينهي ذلك الحوار, وهو واضعاً النقاط على الحروف وبالطريقة التي يريد .

الحوار لاجل ماذا , دائماً ما يكون لأجل شيئاً وحيد, وهو تحقيق القدر العالي من التفاهم, بعيداً عن لغة التصعيد التي لن تنتهي ايجابياً, أن لم تقودنا لنزاعات وحروب, توحيد الاراء أمراً مهم ومطلوباً جداً, خصوصا في وقت الازمات, أذ أننا نحتاج للوصول الى حلول واقعية وأكثر جدية, ولا تقف في جانب أحداً دون الأخر, فالمصلحة العامة هي التي يجب أن تتسيد الموقف, ولا وجود للمساحات الشخصية الضيقة الافق, في معادلة الوطن الجامع لكل أطيافه, وأن كان الادراك ملكة للأنسان, فيجب عليه أن يتفنن به, ويدرك جيداً, أن من يغرد خارج السُرب لن يدوم طويلاً لينكسر, لأن قوته كانت وما زالت تكمن في الكثرة, وليست في شجاعة التصعيدات الاعلامية, فاليوم وأن كانت الأفق محدودة نحو لغة الحوار, التي تلتزم بمعيار وقتي, أما ان تستدركه, أو تنتهي كل معالمه, فلا تجد من يحاورك, الحوار لاجل ماذا, هو السؤال المنشود, والأجابة لن تكون أكثر أختصاراً, من أنه بر أمان بكل مفهومية وأستيعاب وبعيداً عن كل المخلفات التي لا نريد الوصول اليها …