18 ديسمبر، 2024 7:49 م

حوار بين مسؤول وصديق وأنامستمع

حوار بين مسؤول وصديق وأنامستمع

أعجبني حوار بين مسؤول وصديق وانا جالسمستمع.

المسؤول يخاطب صديقي: فلان عمره ١٧ عاموأصبح مقرب من شخصية سياسية معروفة جداوأنت تراوح في مكانك.

أجابه صديقي: لا أريد أن أقول أنا لا اعترف بهذاالسياسي كما تعترف به أنت، لكن سأجيبك من مبدأاسلامي تقر به انت، الامام الحسين (ع) خسر الدنياوتم قتله وعائلته، وهذا يعتبر فشل في الحياة لأنكسلطت النجاح على هذا الشاب الذي لم يقدم شيءسوى اعلان ومدح لشخصية السياسي، الذي رفضالامام الحسين (ع) كلمة (بايعتك). هذا أولا.

ثانيا/ أن كنت تعتقد أن هذا السياسي المعروفكالامام علي (ع) فالامام لم يعطِ فرصة للنجاحالفردي على حساب الامة الاسلامية ويمكن التدقيقبالتاريخ.

يا استاذ النجاح الفردي فكرة ساسة الغرب لصناعةمرض (الأنا) في المجتمع، فكل فرد يعمل بالسياسةويسعى لانجاح نفسه أو يعمل لانجاح فرد فرد أومجموعة مجموعة هو سياسي ماكر وكاذب. لانالسياسة دفع المجتمع باكمله الى الامام عمليا.

تدخلت أنا في لحظة اتضح الانزعاج في وجهالطرفين وقلت: لماذا الاسلاميين الساسة في العراقيذهبون للثقافة الرأسمالية لساسة الغرب؟

لماذا لا يعتمدون طريقة حكم التاريخ الاسلامي؟

كما فعلت السعودية (قبل محمد بن سلمان) وكمافعلت الجمهورية الاسلامية في ايران، وكما الطبقةالحاكمة حاليا في افغانستان.

(فاما يكونوا اسلاميين او ديمقراطيين)

فأجاب المسؤول: واقع المجتمع العراقي لا يسمح.

قلت: عذرا هذا نفاق سياسي.

واكملت: لا يوجد ناجح وفاشل وانما توجد يد خفيةتملك أموال وسلطة خلف ما يسمىناجح وهذهاليد غير متوفرة خلف ما يسمىفاشل.

تُخلق هذه اليد اما بفشل الطبقة الحاكمة نتيجةتوزيع غير عادل لثروة البلد، وأخرى تُخلق بطريقةمقصودة من نفس الطبقة الحاكمة لرفع مستوىحياة من يريدون، للسيطرة بهم على المجتمع.

ابتسم المسؤول في وجهنا وبدأ يلعب في جواله(علامة) بان اخرجوا من غرفتي. اخرجنا سجائرناوخرجنا.

فقال لي صديقي: من المنتصر؟

قلت: لا احد منتصر بالنقاش السياسي لانالسياسة وجهين في العالم: وجه ينظر لمصلحتهويغطيها بخطابات مصالح الناس، ووجه ينظرللمصلحة العامة ويعتبر نجاحه بنجاح الكل، وهذاغير متوفر حاليا عند الطبقات الحاكمة في (العالمالراسمالي) وما تبثه في الاعلام للمجتمع. وانمايتوفر لدينا نحن الذين ننتظر راتبنا الشهري.