23 ديسمبر، 2024 6:55 ص

حوار بين كردي وعربي في  دقيقتان

حوار بين كردي وعربي في  دقيقتان

قال لي صديقي الكردي سيروان مبتسماً :لم لايود العرب أن يكون لنا دولة ؟ أوليس من حقنا دولة؟.. وتوقع أن السؤال صعب عليَّ، لآنه يردده وراثياً كما هو حال أغلب البسطاء، بل وحتى الكثير من المثقفين سرت عليهم، فباتوا يطربون على نفس السؤال.
 إذ توقع أن أضع اللوم على تركيا وايران أو دول الخليج بمكان، أوبحجة من هذا القبيل . ولكن مالم يكن يتوقعه قد جاءه وهو أن الرد كان خارج حساباته لآنه لم يسمع مثله ولم يفكر به بالرغم من أنه يحوم حوله لكنه لايراه ..فكان الدليل صاعقاً أفزع غفلته عنه، إذ أشار بالنظر اليه، فرآه كالشمس في رابعة النهار قريب لايغيب لحظة واحدة، فبهت من العجب ثم إستراح من تعب العجب وضحك وقال  *والله كاكة صدك تحجي هاي شلون فاتتني وماشفته*  ومنها تفهَّم الأمر ولم يعد يقبل أن يكرر أحد هذا السؤال.
وهكذا كان الرد:
قلت له عندما تكون لي دولة بمعنى أن لي رأي فيها، سيحق لك السؤال عن سبب رفضي أو قبولي إقامة دولة الكورد من عدمها، أما الأن ففاقد الشيء لايعطيه….! فقال *والله حقك كاكة حجيك صدك*.
وأسهبت وقلت له ياصديقي وهل يحق لك أن تسأل سجين عن أمر الأفراج عنك؟
ياصديقي لنا دول لانقيمها بأنفسنا ولارأي لنا فيها فنحن مجرد أرقام عبيد لانُسأل ولايدار لنا بال.
قال فهمتك.
قلت له: ياسيروان… هل العرب يقيمون حكامهم ودولهم بأنفسهم؟ قال..لا..!
قلت هل أنا أرشحهم للمناصب أو أملي عليهم مايفعلون أم هم الحكام يُنَّصبوْن من الكبار ويلمون عليّ ما أفعل؟ قال لا..ونعم هم  يملون.!
فقلت فلم تسأل عبد مثلك مجرد لغته عربية سميت بأسمه دول لاناقة له فيها ولاجمل. 
وختمت بالسؤال له: هل وجدت أن لي أو لأي عربي دولة واحدة عربية ؟ فقال ..لا…وأنصرف مطأطاً رأسه .