19 ديسمبر، 2024 3:05 ص

حوار بين الدين والسياسة

حوار بين الدين والسياسة

أستهلال :
أوضح الشيخ الأزهري د. أحمد كريمة – في حقبة حكم الأخوان المسلمين في مصر 2012 – 2013 ، بين المهانة التي لحقت بالدعوة ومكانة الدين في النفوس جراء الممارسات الخرقاء للإخوان ، وصرخ وبكى من هتك قداسة الدين وجعله مطية للسياسة .. قاصدا الأخوان المسلمين !! . / منقول بتصرف من جريدة الأتحاد الأماراتية .

الموضوع : ليس من معتقد أستغلت نصوصه بالسياسة والحكم والسلطة ، تفسيرا أو تأويلا أو تحويرا أو تكييفا ، كما أستغل وأستخدم المعتقد الأسلامي ، وقد بين ذلك د . علي مبروك ( مفكر وباحث مصري 1958 – 2016 ، أستاذ الفلسفة الأسلامية وعلم الكلام بكلية الآداب – جامعة القاهرة ، ويعد مبروك ، وأحد أهم الكتاب والمفكرين المصريين والعرب الذين ناقشوا التراث الإسلامى ) حيث قال في صالون علمانيون – الحديث منشور في 12. 2012 / نقل بتصرف : ( أنه في معركة صفين 37 هجرية / بين جيشي الأمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ، حدثت خدعة ” رفع المصاحف ” من قبل أنصار معاوية ، لأحساسهم بالهزيمة ، قائلين : كتاب الله بيننا وبينكم ! ، وكانت هذه الواقعة أول أستخدام للدين / القرأن ، كوسيلة من أجل الحكم والسلطة ) . 1. وأعتقد شخصيا أن السيف لا زال منتجا للسلطة – ليس من معركة صفين فقط فحسب ، بل من سقيفة بني ساعدة عام 11 هجرية ( بين الأنصار / سعد بن عبادة وبشير بن سعد والحباب بن المنذر والمهاجرين / أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب ) ، على من سيخلف الرسول ، وهو مسجى في دار عائشة لم يدفن بعد ! ، ولكن الأمر والحال أخذ قالبا أخرا مرادفا للسيف ، وهو مبدأ القوة والجرأة التي كان يتمتع بها عمر بن الخطاب / والمستندة لجرأته بالدين أيضا ! ، عندما بايع أبو بكر الصديق ، ساعد هذا أيضا مبدأي القرب من الرسول / زواج الرسول من عائشة بنت أبو بكر وقرب الصديق وعمر من الرسول ذاته . وحول أجتماع السقيفة بين موقع الويكيبيديا التالي ( قال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الحافظ الإسفراييني .. عن أبي سعيد الخدري قال : قبض رسول الله واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر قال : فقام خطيب الأنصار فقال : أتعلمون أن رسول الله كان من المهاجرين ، وخليفته من المهاجرين ، ونحن كنا أنصار رسول الله ، ونحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره ، قال : فقام عمر فقال : صدق قائلكم ! أما لو قلتم على غير هذا لم نبايعكم ، وأخذ بيد أبي بكر وقال : هذا صاحبكم فبايعوه ، فبايعه عمر ، وبايعه المهاجرون والأنصار ) . 2 . والدليل على قوة عمر بن الخطاب في الدفع بالخلافة الى أبوبكر – والتصرف من ذات نفسه ! ، هو أعترافه في ثان يوم خلافة الصديق بقوله ” أن ما تحدثت به الأمس هو رأي ” ، وقد قال محمد بن إسحاق : .. حدثني أنس بن مالك قال : لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد ، جلس أبو بكر على المنبر ، وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت إلا عن رأيي وما وجدتها في كتاب الله ، ولا كانت عهدا عهدها إلي رسول الله ، ولكني كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا يقول : يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له ، وأن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار ، فقوموا فبايعوه ، فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة . 3 . وأرى أنه بنفس الوقت أيضا يستخدم عمر موضوعة ” القرأن ” ، بقوله ” وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له ” ، ثم يعقب بأحقية أبوبكر بكونه ” صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار ” ، ثم يبين بأن أبو بكر هو خيركم ! ، وهذا الأمر يستوجب علامات الأستفهام ! ، لما ما يكون علي بن أبي طالب أو أبن عباس حبر الأمة هو خير الناس ! . 4 . لو تركنا الحقبة المبكرة للأسلام / وهذا الذي يشغلنا الأن ، وتعاملنا مع السيف والسلطة والقرأن – تحديدا ، في العصر الحديث ، المثل الذي يشخص أمامنا هو جماعة الأخوان المسلمين / تشكلت على يد الأمام حسن البنا عام 1928 في مصر ، هذه الجماعة المثيرة للشبهات تستخدم شعارا واضحا ملزما لمنتسبيها هو السيف والقرأن ، وهذه الجماعة تتبع المبدأ الميكافيلي ” الغاية تبرر الوسيلة ” ، فهي تستخدم الأسلأم برسوله وقرأنه وبكل موروثه في تحقيق أهدافها ، وبأي وسيلة أو طريقة كانت ! حلالا كانت أم حراما ! ، وأكبر مثال على ذلك ما قاله خيرت الشاطر / أحد قيادات الأخوان ، عقب عزل محمد مرسي ( ” الجماعة أو حرق مصر ” هذه العبارة التى أطلقها خيرت الشاطر مهندس الإرهاب فى جماعة الإخوان قبل ساعات من عزل مرسى فى 30 يونيو 2013 ، أصبحت حقيقة مطلقة ، خاصة مع تزايد العمليات الإرهابية وكان آخرها تفجيرات مدينة الطور بسيناء ، وميدان المحكمة فى مصر الجديدة وتفجيرات شارع رمسيس ، « الإخوان » نجحت بالفعل فى ترجمة كلمات الإرهابى خيرت الشاطر .. / نقل من موقع اليوم السابع ) ، لا تهتم هذه الجماعة لا بمصر ولا بأي مبدأ وطني ، وأعتقد ما قاله مهدي عاكف / مرشد الأخوان الأسبق 1928 – 2017 ، ” طز في مصر والجماعة فوق الجميع ” هو خير دليل على التفاهة الأخلاقية لهذه الجماعة . وعن مدى خطورة هذه الجماعة يبين صموئيل تادرس المحلل السياسي بمعهد هدسون للحرية الدينية الذي قال : ” إن الإخوان ليس لديهم شعار أو هدف بعد سقوط مرسي من الحكم سوى « النصر أو الموت » / نقل من موقع العرب ” ، وبرأي هذه الستراتيجية تضرب عرض الحائط شعار( السيف والقرأن ) ، وتضع موضوعة تحقيق أهدافها بغض النظر عن موافقة هذه الأهداف للقرأن أم لا ، المهم الوصول للسلطة ، وبأي ثمن أو طريقة كانت ! . * سأكتفي بهذه الأضاءأت ، حول أستخدام الدين / القرأن ، سياسيا في تحقيق أغراض أو أهداف الحكم ، وللعلم أن أثنتان من هذه الأضاءأت محوريتان وهما معركة صفين 37 هجرية وشعار الأخوان المسلمين 1928 م ، والثالثة / مبايعة أبو بكر في السقيفة ، من الممكن أعتبارها ولو جدلا ضمن المحورين ! .. وسأسرد في الأتي قراءتي الخاصة للموضوع .
القراءة : بعيدا عن الأضاءأت وما جاء بها من أفكار ، أود أن أبين التالي : – 1 . أني أرى ليس حسرا ما جاء من أضاءأت كان الدين الأسلامي وما يمثله من ركائز وثوابت / القرأن أو الرسول وأحاديثه وسننه و.. ، أستخدم كسبل وطرق ووسائل لتحقيق مأرب سياسية ، ولكن الأسلام نفسه بعد أن أنتهت الدعوى المحمدية بعد موت الرسول – وهذا ما بينه المفكر أدونيس أيضا ، أخذ يستهلك في السلطة والحكم !! ، وأرى منذ عام 11 هجرية وما بعد ، وبالتحديد من سقيفة بني ساعدة ، أخذ الدين يتأطر سياسيا ، وأخذت أيات القرأن وسنن وأحاديث الرسول تتحور وتتكيف وتؤول من قبل العلماء والفقهاء خدمة للحاكم ! على أعتبار أن الحاكم يمثل سلطة الله على الأرض – ” السلطان ظل الله في الأرض ” / حديث متواتر ، لذا أن أطاعته واجبة وملزمة ، وهذا مؤكد أيضا وفق الأية التالية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59] ) ، ” فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر ، وهم : الأمراء والعلماء ، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله تبين أن هذه الطاعة لازمة ، وهي فريضة في المعروف / نقل من موقع أبن باز ” ، والأمر يتأكد أيضا بالحديث التالي : عن ابن هريرة عن النبي قال “… ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني ” / رواه البخاري (7131) ومسلم (1835).. * أذن طاعة الحاكم واجبة وفق النصوص المشار أليها ، وأن كان الحاكم ظالما أو جائرا ، والتاريخ يشهد بذلك ، خاصة في العهدين الاموي والعباسي وما تلاهما ! . 2 . والدين تعدى أستخدامه السياسي ، الى أفاق أوسع ظلامية ، حيث تسند الى نصوصه ، بل الى كل موروثه ، كل عمليات القتل والسحل والصلب والحرق التي تمارس من قبل المنظمات الأرهابية الأسلامية كالقاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرهم ، وهذه الجماعات بذات الوقت تكفر وتتحارب مع بعضها البعض . 3 . وختاما : أن كل الظلم والجور الذي أصاب الشعوب العربية سببه الأساسي هو الدين المسيس من قبل علماء وفقهاء وشيوخ ودعاة باعوا الدنيا والأخرة خدمة لأرضاء الحاكم ! منذ الخلافة الراشدة الى السلطنة العثمانية مرورا بالعصر الأموي فالعباسي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات