23 ديسمبر، 2024 2:06 ص

حوار بغداد .. حلقة مفرغة 

حوار بغداد .. حلقة مفرغة 

هل يستطيع حوار بغداد أن يقضي على خلاف متجذر في نفوس غالبية الشعب منذ قرون ؟ وهل يمكن لساسة ساهموا في تغذية هذا الخلاف أن ينجحوا في إخماده وهم يعتاشون عليه ؟ صحيح إن الطبقة الواعية لا تؤمن بالخلاف لكن ما قيمة هذه الطبقة في مشروع عد الأصوات الإنتخابية ؟ هذا الحوار وان ساهمت بكلماته الرنانة بعض الدول لكنه سيبقى يدور داخل جدران القاعة التي عقد فيها ولايمكن ان ينتج شيئا على الأرض لان القائمين عليه كانوا ومازالوا جزءا من الأزمة المراد حلها وهم لايمتلكون الشجاعة الكافية لقول الحقيقة أو الإعتراف بفشلهم وبأفعالهم الشنيعة بحق الشعب والوطن 
ذاكرتنا لايمكن لها ان تحفظ جميع الأسماء التي اطلقت على المهرجانات التي رفعت  شعار الحوار والمصالحة الوطنية والان أصبحنا نعاني من شحة الأسماء التي تدل على هذه المواضيع فوجدنا تسمية التسوية الوطنية التي سرعان ما تحولت الى حوار بغداد وبتنا لانميز بينهما 
 المجتمعات التي عقدت فيها التسويات المثمرة والتي انتجت حلولا انعكست ايجابا على شعوبها هي مجتمعات يحمكها سياسيون تواقون لرؤية بلدانهم وهي تسير نحو الإستقرار والبناء والعمران والسلم الأهلي أما نحن في العراق فيحكمنا ساسة لم يرق لهم رؤية البلاد وهي خالية من الأزمات والعنف وانتشار الجرائم المنظمة 
 علينا ان لاننس ان التفجيرات التي حصدت الاف العراقيين جاءت بسبب التصريحات الطائفية المسمومة التي يبثها المسؤولون والنواب عبر الإعلام والتي يتلاقفها اهل المفخخات كتبرير مريح للقيام بأفعالهم ! فكيف يمكن ان يتحول هؤلاء الى ساسة مصلحين تهمهم مصلحة البلاد ؟
هذه الطبقة السياسية اثبتت للمتابع انها تخاطب جمهورا لايمتلك الوعي الكافي وهي تراهن عليه  لكسب وده و استمالته للانضمام اليها والتصويت لمشاريعها ؛ وهذه الطبقة لايمكن ان تضحي باصوات هذا الجمهور الغفير الذي لازال الضحك مستمرا عليه  كل المبادرات الرامية لمصالحة حقيقية لايمكن ان ترى النور لان هذه الاطراف لاتريد خسارة الجمهور الطائفي الكبير الذي تخاطبه بلغته الطائفية ؛ وان كل جهة تطرح مشروعا بهذا الشأن وتخفف من لغتها الطائفية سوف تخسر هذا الجمهور ؛ لذلك خسر المجلس الاسلامي الأعلى برئاسة السيد عمار الحكيم كثيرا من جماهيره بسبب اعتداله واستخدامه لغة تسامحية غير متشنجة ولاتثير الغريزة الطائفية في حين تنمو وتتساريع مشاريع جديدة لاحزاب حديثة التكوين بمجرد ان تختار الخطاب الطائفي البغيض والعمل على تغذية الصراع والكراهية 
 بالفعل نحن نحتاج الى مصالحة وطنية حقيقية لاصورية ونحتاج الى حوارات معمقة من أجل الوصول الى حلول ترضي الجميع و يمكن ان تساهم في ايقاف نزيف الدم العراقي لكن هذه الأطراف لايمكن ان تقبل بمثل هذه الخطوات ؛ وان اية جهة ستقبل على القيام بمثل هذه الخطوة ستجابه من قبل جهة اخرى لتسقيطها ورأينا كيف قامت جهات داخل التحالف الوطني بشن حملات واسعة لتسقيط مبادرة التسوية التي يعمل عليها السيد عمار الحكيم 
 بالنهاية اذا لم تتوفر النوايا الصادقة لدى اهل الحل والعقد في العراق فلايمكن ان تنجح الحوارات ولاالتسويات ولاالمصالحات وسوف نبقى ندور في الحلقة المفرغة . 
 [email protected]