22 ديسمبر، 2024 11:30 م

حوار بغداد .. تشآئم وطموح!

حوار بغداد .. تشآئم وطموح!

قد تختلف المسميات من مكان إلى آخر، وحتى من زمن لآخر. وخيّر شاهد على كلامي كان أبي دائما يصفني بــ”بريكي”؛ بينما أبناء جيلي كانوا يسمون ما كنت عليه بــ”شاب مرتب”!.
(حوار بغداد)، هو أيضا يخضع لقاعدة المسميات “العصورية”؛ كبقية المصالحة الوطنية والدعوة إلى الحوار وآخرها ورقة التسوية. هو أيضا حوار فضفاض لا يخلوا من الاستعراض الجسدي واللغوي في الخطابات على المنصة.
وما الرابح الأكبر من هذه المؤتمرات إلا صاحب شركة “كامبردج” الشهيرة للبدلات الرجالية، و التي يرتديها الحاضرون!.
من منا يرى مستقبل بغداد بمرحلة ما بعد داعش؟
هناك من يقول بعد داعش سينتعش الملف الأمني، وهناك من يقول العراق سيستعيد قوته الإقليمية وربما تصل لفرض الشروط الدولية.
أنا لستُ متشائماً، حتى أفند الأحلام والطموحات، لكنني مستاء بعض الشيء، من تخبط الإدارة العليا للبلد.
نحن لسنا بحاجة لحوار؛ بقدر ما نحتاج إلى أرادة للتغيير، ولا يهمني حضور ممثلو الدول العربية للمشاركة، أكثر ما يهمني إعادة القرار الإقليمي بمحورية العراق. وهذا عمل السيادة وليس “المؤتمرات”.
لا تهزني الشعارات التي تنطلق من منصات المؤتمر مصحوبة بالتصفيق والدموع بقدر ما؛ يتحكم العراق بمصير المعتقلين العرب الذين (قاتلوا وفخخوا بأجساد أبناءنا) واتخاذهم أوراق ضغط على المحيط العربي.
رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وخلال كلمته في مؤتمر حوار بغداد، قال إن “الحوار هو المبدأ والخطوة الأولى للإنسانية والتطور”. يذكرني بمدرب للتنمية البشرية؛ يتحدث عن أدارة الأموال الذكية وهو مستلف حق أجور التاكسي!
بغداد لا شأن لها بالحوار مع الخارج؛ إن أردتم بغداد تعود “عروسة الشرق” تفضلوا بحلول واقعية تعالج مأساة استجواب المسؤولين وكشف الفساد.
ما حدث في مجلس محافظة بغداد إثناء استجواب علي التميمي يحتاج الى حوار سماوي يحمل بشرى الإلهية بالكف عن الاستهتار بالمشاعر.
الذين سجنوا أنفسهم داخل القصور والنعيم المحيط بهم بالمنطقة الخضراء لا يستشعرون بمعاناة المواطن البسيط ولا يعلمون ما هي حاجاته ومتطلباته ولا يعرفون سوى طريق المطار والأموال والمصارف”.
 النهوض الدولة يكون من خلال فرض هيبتها والقصاص من المجرمين والقتلة والإرهابيين أما البقاء على تلك المنصات المستهلكة والمؤتمرات فلا نعتقد أننا سنجني منها شيء”.