22 ديسمبر، 2024 11:17 م

حوار الطاولة المستديرة حول ضحايا الارهاب المنعقد في السفارة العراقية في لاهاي

حوار الطاولة المستديرة حول ضحايا الارهاب المنعقد في السفارة العراقية في لاهاي

بحضور سفير العراق في المملكة الهولندية الدكتور هشام العلوي عقد في مقر السفارة العراقية في العاصمة الهولندية لاهاي حوارا مهما حول ضحايا الارهاب في العراق وذلك يوم 10-12-2018 الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الانسان وحضره ممثل جمعية الدفاع عن حقوق الصحفيين/ فرع اوروبا الاعلامي جواد كاظم الخالصي والعديد من ممثلي البعثات الدبلوماسية لسفارات بعض دول العالم وعدد اخر من المراكز البحثية الى جانب وفود عراقية كمؤسسة الشهداء ومؤسسة السجناء وهيئة الحشد الشعبي ومفوضية حقوق الانسان .
بدأ الحديث السفير العلوي عن أهمية مواجهة الارهاب عسكريا وفكريا وتطرق الى النجاحات المهمة والكبيرة للقوات الامنية المسنودة بقوة وعقائدية الحشد الشعبي الذي تدافع للدفاع عن العراق بناء على فتوى المرجعية الدينية لآية الله السيد السيستاني حفظه الله وهذا التلاحم هو الذي انتج الانتصار الكبير ودحر الارهاب عسكريا على ارض العراق ويحق لنا كعراقيين ان نفتخر اننا دافعنا عن للإنسانية بوجه الارهاب العالمي .
وبعد ذلك بدأ طرح أوراق مراكز البحوث فيما يخص ضحايا الارهاب حيث تناول السيد ويست فان دي برغ من المركز الدولي لمكافحة الارهاب في لاهاي الذي تطرق الى مفردة او استنتاج فيما لو تم محاكمة عناصر داعش وهم من المذهب السني فستكون هناك ردة فعل كما حصل ودخلت داعش وهذا ما رد عليه ممثل الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين الخالصي بالقول ان المناطق الغربية ذات الأغلبية السنية لن تدافع عن هؤلاء المجرمين من تنظيم لانهم اكثر من تعرض لأذاهم وأكثر المناطق التي دمرتها داعش هي مناطقهم فلن يحصل ذلك اطلاقا وانه استنتاج ليس في محله ولابد لتلك المنظمات والمراكز البحثية الدولية من ذهابها الى ارض الواقع في العراق لتعرف عن قرب واقع ونسيج المجتمع العراقي ..
ثم تناولت في حديثي موضوع ضحايا الارهاب في اليوم العالمي لحقوق الانسان
واقع الصحافة مثالا

لم يكن الارهاب وليد المرحلة التي اعقبت سقوط النظام السابق نظام حزب البعث او بالأحرى نظام صدام بل انه نشأ وترعرع في العراق منذ زمن ذلك النظام او هو من قام على تنشئته خلال الاشهر الستة الاخيرة قبيل سقوطه عام 2003 وذلك من خلال قيام مخابرات وامن نظام البعث باستقدام ما يفوق الثلاثة الاف ارهابي متطرف ايديولوجي يؤمن بالذبح والقتل الجماعي من عدة دول عربية ومن تنظيمات دينية متطرفة تحمل من التشدد ما يجعلها قادة على ان تكون منظمات قتل وانتهاك ومذابح بشرية بل جاءت بدوافع طائفية بحتة والسبب الذي ادعاه النظام السابق بجلبهم هو الدفاع عن العراق ضد جحافل الجيوش الاميركية القادمة لاحتلال العراق كما كان واضحا في وسائل اعلام ذلك النظام وقد كانت اللقاءات واضحة مع أفراد هذه المجموعات والذين كانوا يديرون معركة داخل احياء بغداد ولم نشهد لهم مواجهة على الاطلاق والتحام مع القوات الامريكية وانما كانوا يتوزعون لمهمة اكبر وابعد استراتيجيا لتخطيط ما بعد دخول القوات الامريكية وسقوط نظام صدام .
من هنا بدأت المسرحية الهزلية والدموية في آن واحد فتوزع الارهاب وانتشرت التنظيمات الارهابية في اغلب مناطق العراق حتى بدأنا نسمع باسماء التنظيمات الارهابية الواحدة تلو الاخرى وبعضها كانت من صناعة المحتل الذي سيطر على العراق من قبيل التنظيم والجهاد ثم القاعدة ثم النصرة قم جيش الاسلام الى ان وصلنا الى تنظيم داعش او ما يسمى بهتانا ((تنظيم الدولة الاسلامية)) المعروف غربيا ( ISIS) وبهذا التنظيم كانت المسرحية قد وصلت أدوارها القمة في الأداء لانه وافق اعلان دولتهم وظهر مدى الدعم الكبير لهم والذي عرّض مناطق العراق وسكانه الى ابشع هجمة دموية شرسة راح ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين ومنهم العاملين في مجال الصحافة والإعلام وهم مدار حديثنا في هذه السطور حيث تشير الإحصائيات الرسمية الى انتهاكات وقتل واختطاف وتعويق المئات من الصحفيين عاى خمسة عشر عاما من المواجهة مع الارهاب وخلال السنوات الثلاثة الماضية فقط اي مرحلة احتلال تنظيم داعش لمناطق العراق الغربية كانت الإحصائيات للذين قتلوا او خطفوا او جرحوا على يد التنظيم الإرهابي هي كالتالي ::
بدءاً من العام 2014 الى العام 2018 نهاية تنظيم داعش الإرهابي خلال ثلاث سنوات استشهد 41 صحفياً وإعلامياً على يد مسلحي التنظيمات الارهابية يعملون في وسائل اعلام مختلفة وهؤلاء من النساء والرجال وخلال مسيرتي في العمل الاعلامي لم اطلع ان تعرض صحفيون في ساحات النزاع والحروب على مستوى دول العالم بالقتل والتشريد والخطف والإعاقة كما تعرض له الكثير من العاملين في الصحافة داخل العراق لذلك فان العمل في هذا المجال يكمن في خطورته القصوى وقد اشارت الى ذلك جميع المنظمات العالمية المعنية بمتابعة النزاعات الدولية الداخلية والخارجية ومنها صحفيون بلا حدود والأمم المتحدة التي أعلنت مرارا الانتهاكات الانسانية البشعة لمواطني الشعوب التي يحصل فيها الصراع وتحديدا منهم العاملين في حقل الا
انتم أمام صورة ضبابية لفهم واقع مرير يعانيه العاملون في صحافة النزاعات المصطنعة التي خلفتها الانظمة الشمولية ومعها الانظمة العالمية الراعية للحكام الجبابرة وبالتاكيد فان صدام لم يكن مزحة سياسية عابرة انما هو وغيره من الطغاة صنعتهم دوائر مخابرات الدول الكبرى وبالتالي فمن المسلمات ان نشهد تلك التنظيمات الارهابية وهي تنشأ وتعبث بأمن المواطنين وشعوب العالم وتحول حياتهم وبلدانهم الى جحيم لا يطاق ..
الاعلام الحقيقي والواعي والوطني الذي يعمل في صحافة النزاعات وصراع الأزمات يبحث عن صناعة السلام من خلال نقله الحقيقة وإبعاد شبح التشاحن والتباغض بين ابناء الشعب الواحد من اجل ايجاد الحلول وهذه تحتاج الى حلقة ثالثة تدعم هذا التوجه وهي المنظمات الدولية العاملة في حقوق الانسان التي تعمل فعلا بإنسانيتها وعواطفها النبيلة مع المتضررين من النزاعات والأزمات داخل الامم وهذا ما نرجوه منكم انتم ايها الاحبة المدعوين الى هذا اللقاء بما تحملون من إنسانية التعامل والخوف على الطفل والمرأة والمواطن بكل عناوينه كإنسان له حق العيش الكريم والوقوف بوجه التنظيمات الارهابية التي تغذي الاحتقان الطائفي والعرقي والديني لابد لكم من دعم العمل الصحفي ودعم القوانين الدولية الراعية لهذا المجال.
وما هو مطلوب ويمكن تحقيقه أوجزه في عدة مطالب أتمناها منكم للعمل عليها.
١- الضغط على مجلس الامن الدولي والأمم المتحدة في توفير الحماية الكاملة لشعوب العالم وإبعاد النزاعات التي تعمل على صناعتها المخابرات الدولية والمطالبة بقرارات دولية معتمدة صارمة تجاه هذه السياسات وبشكل لا لَبْس فيه .
٢- إقامة الكثير من ورش العمل في الدول التي تتواجد فيها التنظيمات الدينية المتشددة والتي ترعاها هذه الدولة من اجل تفكيك هذه الأيديولوجية وقتلها في مهدها وعدم تمددها الى دول الصراع التي يختلط فيها التنوع الديني والمذهبي واحتضان شباب تلك الدول ونشر ثقافة السلام والمحبة بين الشعوب بدل تغذية الاحتقان والحقد والكراهية التي تمارسها دول بعينها ومنها اسرائيل لأجندة سياسية خاصة بوجودها .
٣- عدم التعاطي بايجابية مع الحكومات الراعية للارهاب والتنظيمات الدينية المتشددة التي تصنع وتؤدلج العناصر الارهابية المسلحة والعمل على ايجاد لوبي دولي على مستوى الامم المتحدة يعمل على سياسات الاحتواء الذاتي لكل تحرك من شأنه ان يغذي حالات العداء والعنصرية وثقافة الارهاب.
٤- حماية الصحفيين في كل المناطق التي يمكن ان يتعرضون فيها الى الاعتداءات وضمان سلامتهم بقرارات دولية لا تعطي المجال للحكومات والجهات المتنازعة بالتأثير عليهم وذلك من خلال دعم الاتحاد الدولي للصحافة والنقابات المحلية في كل بلد خصوصا الدول التي يتواجد فيها نزاعات وأزمات.