23 ديسمبر، 2024 2:35 م

حوار السياسة.. في باب النقابة

حوار السياسة.. في باب النقابة

……….اتهامات:
قبل أيام قليلة، جرت انتخابات نقابة المهندسين، في بغداد، وقد تكون الأولى في رصانة ونزاهة الإعداد والتنظيم، بجهود خيرة من شبابنا..
كنت اتحدت مع صديقي (د. رعد العبودي) عن التدني في أداء وزارة التربية، وعن معاناتنا في تدريس الطلاب الجدد، الوافدين الى كليتنا، الهندسية، وداعبت أحاديثنا أسماع أثنين من الزملاء، فتصدى احدهم للحديث، بحرقة، عن الفساد وسوء الادارة..
رحبت بمشاركته العفوية في حديثنا، وانتظرت منه أن يوضح أطروحته وأفكاره، وراح يشكو اوضاع البلاد.. وما آلت اليه الامور.. صابا غضبه على (الصدريين).. واصفا اياهم بالبعثيين.. والحرامية..
من ناحيتي.. قد اكون متوقعا لمثل هذه الاطروحات العجيبة والغريبة.. واعطيته اهتمامي كله، لاسمع حديثه، واستنتجت من كلامه انه ماركسي..
……….ابتسامات:
لم اتمالك نفسي من الضحك، وانا تصور نفسي موضع للاتهامات التي يثيرها.. فابتسمت وقلت: يعني أنا بعثي؟؟!
لم يهتم لكلامي، وكأنه لم يسمعه، او لم يتوقع كوني صدري، لانه عرف، مسبقا، اني استاذ جامعي، واستمر يهاجم الصدريين..
ابتسمت وقلت له: آنا صدري..
قال: يبدو الان حصل تغيير.. ودخل المثقفين للتيار..
قلت: انت ماركسي؟
قال : نعم
قلت: انا ابن (مجبل فالح) احد ابرز نشطاء حزبكم .. ويعتبر مناضلا وشهيدا عندكم..
وانا لست بعيدا عن فكركم وصحفكم منذ كنت في الاول الابتدائي، حينها كنت اقرا صحفكم..
كذلك انا متواصل الى فترة قريبة مع مسؤول علاقاتكم الاستاذ (ابوستار الربيعي) .. وقد زرت مقركم في شارع (ابو نؤاس) ضمن وفد لمكتب العلاقات، لاني كنت مديرا لمكتب العلاقات في مكتب السيد الشهيد الصدر (رض)..
وقبل ايام كتبت في (كتابات) عن المناضل (مهدي).. الذي بقي يناضل في العراق..وهاجرت القيادة الى بلغاريا ورومانيا..
استغرب انفتاحي نحوه..
ابتسم وقال: صحيح.. انا اكتب في كتابات، وصديقي كذلك، يكتب في الحوار المتمدن..
سألته: كيف توصلت الى هذه الفكرة عن الصدريين؟؟
قال: في محلتنا.. حيث التحق فلان وفلان بجيشكم..
قلت له: ولماذا تحمل الصدريين فشل الحكومة..؟؟
قال: انتم في التحالف..!!
……….تظاهرات:
كان الرجلان طيبين، ولم يأتيا باتهامات جديدة.. لان هذا الكلام معتاد عندنا.. (وطاش) بالشارع.. ثم قال احدهما (حيدر).. لماذا دعمتم المالكي؟؟ ولماذا تتبعون إيران؟؟
قلت له: هل تشك اننا واجهنا الاحتلال؟؟
قال: لا اشك في ذلك..
قلت: في يوم ما اتصلت بالاستاذ ابوستار الربيعي.. وطلبت منه مشاركتكم في تظاهرة ضد الاحتلال، ولا باس ان تشاركوا بممثل واحد.. ولافته واحدة.. نحن نتكفل بقماشها وخطها.. ولم تحصل موافقتكم.. والان قل لي: ما هي مواقفكم ضد الاحتلال؟؟
انسحب المهندس حيدر.. وقال لزميله (المهندس ثابت).. أجبهم أنت..
قال : نحن تظاهرنا في 2010.. واتهمونا بأننا بعثيون..
قال له حيدر: انا اعترض على تظاهرتكم.. وكانت بعثية فعلا..
وحصل جدال بينهما..
………. إزالة الشبهات:
حاولت ان أزيل الشبهات التي عندهم وهي:
اولا: ان الخط الصدري، ومنذ تأسيسه في حياة السيد محمد الصدر، كان مناهضا للهدام ولحزبه.. ولا زال، اما دخول عناصر منحرفة للجيش (الصدري).. كانت له ظروفه وملابساته، وهو خارج عن السيطرة لسعة التيار، وظروفه العصيبة، حينها، والسيد مقتدى الصدر، كان ولا زال حريصا على تنقية التيار من الفاسدين، اذا تعذر اصلاحهم..
ثانيا: ان التيار الصدري، وقواعده الشعبية، هي من هذا الشعب، ولا يمكن الاقتصار في الاحتواء والتجنيد على المثقفين والنخب فقط، لسببين:
السبب الاول: ان الاحتلال والارهاب، لا يمكن صدهما وإبعاد شرهما دون تفعيل اوسع مساحة ممكنة من القواعد الشعبية.. وكانت الاولوية (حينها) للتصدي والمقاومة.. وأنت عندما يواجه بلدك الخطر.. يجب عليك ان تحشد الجميع، دون تمييز، للوقوف ضد الاحتلال وضد الارهاب..
السبب الثاني: ان الاحتلال، غالبا، يخطط لجذب الشرائح الفقيرة وابناء المناطق الشعبية، لصنع المافيات، والاذرع التي تنفذ (الفوضى الخلاقة).. لذا كان من الحكمة والضرورة ان توفر وعاءا لاحتواء اكبر قدر ممكن من ابناء الشعب، لابعادهم عن مخطط المحتل، ومافياته..
لذا كان احتواء التيار للشرائح الشعبية والبسيطة، مفيدا لسحب البساط من الاحتلال، ولاحتواء الجميع ومحاولة إصلاحهم، وتثقيفهم، بالاتجاه الصحيح والوطني..
وسالت المهندس حيدر: اين سيذهب هؤلاء الذين تذمرت منهم، إذا لم تحتويهم المقاومة..؟
فقال: يجب اصلاحهم..
قلت : نعم.. وهو كذلك..
اما عن الحكم الحالي، فان الصدريين قد شخصوا انحرافه، وهم الجهة الوحيدة التي عارضت وصول المالكي، في الدورة الثانية، الا ان التدخلات الخارجية والاقليمية، فرضت واقعا اخر، ولا يمكن للصدريين ان يصادروا راي الأخريين وإرادتهم.. وقد اجتمعت الاطراف على بقاء هذا الحكم الفاشل..!!
………. معـــانــــــــاة:
وانأ أواجه هذه الاتهامات تذكرت معاناة الدكتور شريعتي، وهو يشكو اهانة أساتذة الجامعة له، وهم يجدونه  متدين ويعتبروه متخلف.. ومن جهة أخرى.. حرب (الريزخونات) ضده وهم يتهموه بالعلمانية..
وتذكرت كيف جاهد احد القيادات الصدرية، ليثبت إنني لست صدريا، وقد أعلن انه لا يعرف ماهية توجهي..!! وبعد أشهر انشق ذلك القيادي، ولا اعرف حاليا ماهية توجهه!!
وبقيت انا احمل على ظهري (الكفن).. وأواجه تهمة (التخلف) في الجامعة.. وتهمة (التمرد) في الخط
وقلت للمهندس حيدر.. ولزميله ثابت: إني عانيت كثيرا خلال السنوات الماضية بسبب الحرب ضد الصدريين.. وانأ لم اخفي تحفظاتي.. وقلتها بصوت عال وموثق..
إلا إني أؤمن بالقيادة الفذة والصالحة للسيد مقتدى الصدر.. وهو الجهة الأكثر وطنية ، حسب فهمي.. وسالت المهندس حيدر: هل تجد جهة تعمل بهذا الإخلاص غيره..  دلني عليها ..
اطرق حيدر.. وابتسم..
[email protected]