كنتُ معي في حجرةٍ نمشي بها سويه ..
زنزانةٌ صغيرةٌ لوجهةٍ أمنيه ..
صغيرةٌ في حجمها ..
كبيرةٌ في ظلمها ..
جدرانها عصيه ..
دار حوار بيننا عن فكرةٍ شِعريه ..
سألتني : ماذا سأكتبُ لو أنا خرجت للبَرِيه ؟..
فقلت سوف أكتب القصائد الورديه ..
تلك التي تغمرها مشاعرٌ ندِيه ..
سألتني : و بعدها ؟
قلت مقالاً ربما يبحث في أطباقنا الشهيه ..
أو أشرح الأضرار في البطاطس المقليه ..
عن أي شيٍ أكتبُ ..
عدا الحكام و النظام و الرعيه ..
أجبتني مستنكراً افكاريَ الرجعيه ..
قلت أنا يا صاحبي همي هو القضيه ..
ذاك الذي أوردني زنزانتي الفرديه ..
أما أنا سأكتب قصيدةً ثوريه ..
افضح فيها سلطةً أحكامها عُرفيه ..
عيوننا معصوبه ..
أسماؤنا مشطوبه ..
حقوقنا مسلوبه ..
كيف نُساقُ جثةً تمشي بلا هويه ..
أكتب عن ذاك الذي في الحجرة الخلفيه ..
في كل يومٍ يحتضر ..
لوقعِ السوطِ ينتظر ..
و يشرب المنيه ..
أجعلها يا صاحبي ..
قصيدةً طويلةً و إسمها حريه ..
سألتني : و بعدها ؟
قلت بصوتٍ خافتٍ : سأكتبُ الوصيَّه ..