9 أبريل، 2024 3:53 ص
Search
Close this search box.

حوار الرؤية بين ماهر حربي ومنهل الدباغ – 2

Facebook
Twitter
LinkedIn

بصمات على خريطة الفن التشكيلي العراقي الحديث
تأخذ حركة الفن التشكيلي في العراق اليوم بيانا تصاعديا ممتلئا بالعواطف والقيم الجمالية ، فضلا عن تعدد التوجهات الفكرية  التي أصبحت تميزها عن سائر حركات الفن التشكيلي في العالم العربي ،  ويسهم في خلق هذه الحركة ورفع زخم أدائها النوعي فنانون أصبح لهم تأريخ يشار إليه  ، ومن هؤلاء الفنانين الذين مازالوا يرفدون المشهد التشكيلي بالجديد في الأسلوب والرؤيا الفنان منهل الدباغ  إذ  قدم ضمن طائفة أعماله الأخيرة أنموذجا متميزا من التكنيك الفني ينم عن   إمكانية عالية في سبر أغوار اللون والشكل بأداء متفرد  ،  فطرح أعمالا رصد من خلالها المشاهد الاجتماعية والطبيعية من الواقع الموصلي مجسدا ملامح الموروث الشعبي في حسه الحقيقي ، بتعاطف غريب ينم عن تراكم للخبرة وتسام للأحاسيس …. بيئة مرتبكة حاول الدباغ  أن يضفي إليها توازنا ملموسا ،   يمنح النفس الأمان ويضفي إليها الطمأنينة ، وربما يمثل هذا العطاء إلية دفاعية يمارسها الدباغ حيال بيئة مضطربة لا يملك معها قوة ، أو قد يعكس رغبة في تدوين الإحداث كما يرغب لها أن تكون ، وهذه التأثيرات  ربما تكون ناتجة من طبيعة عمله تربويا ومدرسا للفن التشكيلي .   …
     وبينما يحاول الدباغ أن يتحدى عوامل الارتباك والفوضى ، بإرادة واعية أو بارتداد انفعالات دفينة   ، يتجول التشكيلي ماهر حربي في سراديب تجربته باحثا عن أكثر الأجواء ارتباكا وفوضى ليظهرها في آثار  فنية محطما ما تبقى  من عوالم  هادئة وساكنة ، فنراه تارة يقدم جملة أعمال غرائبية ممتلئة بالنقيض ورموز أحلام وكوابيس ، وتارة أخرى يغرق أعماله بتجريدية عالية تدفع المتأمل لها إلى التعايش معها في إطارها الزماني والمكاني ، ثم يجول بنا في عوالم طقوس دينية مهمومة في البحث عن الخلاص ، ويقينا ، وبمقدرة فائقة ،  لا يترك حربي حرية للمشاهد في الهرب من عوالم ربما تستثير في نفسه بعضا مما يحاول الهرب منه …، في بيئة واحدة ، وبين طرفي نقيض ( الدباغ وحربي ) يتساءل المشاهد : هل سينجح الدباغ في إعادة تنظيم ما يرغب بتنظيمه ؟ وهل  سيتمكن حربي من  إخراج كوامن لاوعينا  ، ليضعنا أمام رؤية تجتذبنا وعلينا أن نتحمل نتائجها ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب