18 ديسمبر، 2024 10:12 م

حوار الإسلام قبل حوار الأديان

حوار الإسلام قبل حوار الأديان

تتصاعد النداءات هذه الأيام حول ضروره عقد مؤتمرات عالميه واقليميه حول حوار الأديان لتقريب وجهات النظر وردم هوة الخلافات بين الأديان.
ولكن هل ممكن ان نصلح مابين الإسلام والمسيحيه في وقت نحن كمسلمين نسعى الى تخريب الإسلام؟؟
لايمكن تصنيف الخلافات بين المذاهب الخمسه على انها خلافات عقائديه جوهريه .. بل هي خلافات في الإجتهاد لا اكثر ولااقل.. فالمذاهب السنيه الأربع تعتقد كما يعتقد المذهب الجعفري بلا اله الا الله محمد رسول الله.. وكذلك بكل ما فرض على المسلم من واجبات مع اختلاف طفيف في تطبيق تلك الفروض بين مذهب وآخر حتى بين المذاهب السنيه تذليلا للمصاعب ووفق ظروف المسلم نفسه..
لذا ان كانت تلك المذاهب على سنه واحده وتؤمن ايمانا واحدا فأين تكمن عقده الخلاف والإختلاف..؟؟

يجب على علماء المسلمين ان يجلسوا على طاوله واحده للحوار فيما بينهم حول ضروره الإتفاق على منهج معتدل لايسمح بالإساءه لأي من المذاهب..
فالمسلمون اليوم في اشد الحاجه الى مثل هذه اللقاءات التي تذلل كل الخلافات بين المذاهب .. فحين يرى المسلم مرجعيته سواء سنيه او شيعيه وقد جمعها لقاء ودي اخوي فإنه تلقائيا يشعر بأهميه احترام اخيه المسلم من اي مذهب كان, ولربما فتنه في طريقها الى الإشتعال تخمد بمجرد لقاء اخوي بين المراجع الدينيه..

المراجع الدينيه هي المسؤوله اليوم عن حال المسلمين وعن دمائهم.. فهناك الكثير من الإسئله التي يجب ان تطرح على هذا الجانب او ذاك ولابد من الإجابه عليها..فمثلا الحوادث التاريخيه الغير مؤكده التي عقبت حادثة السقيفه انما على العلماء ان يسعوا في تفصيلها وتفنيدها ان لم يكن لها سند قوي.
فما فائده ان نلوك لأربعه عشر قرنا حوادث لم تجمع المسلمين بقدر مافرقتهم وهي اقرب الى الخيال منها الى الحقيقه..
الا يرى رجال الدين مايحصل في العراق وسوريا ودول اسلاميه كثيره وهي تعاني خطر الفتنه الطائفيه..؟؟
لقد نسينا عدونا الأوحد لنقاتل بعضنا البعض بكل سذاجه وغباء ليضعف الإسلام ويهان بعد عز مضى وانقضى لم يتبق منه سوى ذكرى امة كانت في يوم من اعظم الامم..

الإساءه الى الصحابه وزوجات الرسول الأعظم ذلك من اعظم الأمور واشدها خطرا على الإسلام.. ولكل فعل رد فعل.. فبعد ان كان الشيعه ينادون ياعلي ياحسين في تصديهم لأخوتهم السنه في الفتن فإن السنه اليوم ينادون ياعمر…
وبمقابل جيش المهدي وكتائب المختار مثلا فهناك جيش عمر وجيش الصحابه وغير ذلك.. ولم يفكر اي من الطرفين ان هناك رجلا قاد امة عظيمه في يوم من الأيام انتشلها من عبوديه غير الله الى عباده الله الواحد الاحد.. هذا الرجل من اعظم رجال الكون صلى الله عليه وسلم .. هو محمد بن عبد الله.. هذا الرجل لم يذكر مسلم اسمه بخير وهو يقاتل اخيه المسلم خلافا حول امور هي غايه في الغرابه والسفاهه.. فالمسلمون اليوم لايذكرون النبي محمد عليه الصلاة والسلام الا نفاقا في الصلاه عند الشهاده.. وفي غير ذلك اصبح الدفاع اليوم عن علي وعمر والحسين لاغير..

فالدعوه الى رجال الدين والمراجع الدينيه المحترمه ان تلتقي فيما بينها لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر مع عدم السماح في التطاول على الرموز الإسلاميه التي بسببها سينهار الإسلام ويصبح مجرد اسم لافعل ولاتأثير له..
وان لم يلتق رجال الدين سنه وشيعه فهذا يعني انهم طلاب دنيا فقط وليس يعنيهم شأن الإسلام الا بقدر مايجنوه من الخمس والزكاة..