18 ديسمبر، 2024 7:35 م

حوارات مع التاريخ والسلطة …صحافة السلاطين

حوارات مع التاريخ والسلطة …صحافة السلاطين

الصحفي المهني الذي يتوغل في كل الاتجاهات هو الصحفي الذي لا يعرف اتجاهه هذا على مستوى المهنة ، نعم من حقه ان يكون له توجه معين ، وهذا التوجه وكل توجه مهما كان يجب ان تكون من اولوياته ان يحترم التوجهات الاخرى بعيدا عن من هو الصح والخطا .

وعنوان المقال هو كتاب للصحفية الايطالية اوريانا فالانشي ( ت 2006) واول شيء يلفت الانتباه ان كتابها هذا اصلا صدر سنة 1976 ، وهذا الكتاب الذي صدر عن دار سطور سنو 2021 اي بعد وفاتها بخمس عشرة سنة ، ولا اعلم هل كل ما فيه حرفيا هي كتبتها ؟ لان اللقاء مع السيد الخميني لا يمكن ان يكون سنة 1976 في قم .

في الكتاب تظهر النزعات النفسية المريضة لهذه المراة ولانها تحت الارض فالرد يكون على من يدرس كتاباتها ويمجدها لاسيما وسائل الاعلام العربية المتزمتة علمانيا ، في الكتاب هذا لقاء مع ثلاث عشرة شخصية ، عدد صفحات كل لقاء لكل شخصية بين (30 ـ 60) صفحة فقط القذافي اكثر من مئة والسيد الخميني 152 صفحة ، واللافت للنظر اسلوبها في الكتابة عن كل شخصية فانها تصف كولدامائير  الصهيونية بالرائعة وكيسنجر اليهودي تتحدث مع بدبلوماسية عالية وتخاطبه دكتور وبهلوي الايراني بجلالة الملك ، لكن عندما تكتب مقالا كمدخل للقاء السيد الخميني تنعته بكلمات سيئة نابعة من تربيتها في بيئة سيئة ، والاسوء من ذلك ان كلماتها تدل حقيقة عن جهلها الثقافي بالاديان بل حتى بالاعتبارات العرفية ومنها احترام اهل الدار على اقل تقدير فانها تتحدث عن زيارتها لقم وطلبها المتكرر من ادارة الفندق بان يجلبوا لها مشروبات كحولية الى ان تسعفها عاملة بالفندق مسيحية ترتدي الحجاب فتاتيها بزجاجة مشروب، لا اتحدث عن طبيعة الاسئلة واللقاء مع السيد ولكن عندما يكون عقلها وصدرها مفعم باحقاد وغباء عن الاسلام فماذا تتوقعون ان تكون الاسئلة ؟

كل مرجعياتنا الشيعية تؤكد على الشيعة المهاجرين الى بلاد الغرب احترام قوانينهم، اما ان هذه الصحفية تتحدث عن الحجاب والمشروب والزواج فهذا اصلا لا تفقه به ولسنا بصدد الدفاع عن هذه الاحكام .

ولله الحق انها تطرقت عن الثورات التي تحبط الشعوب ، وان كان خلطها بين مفهوم الثورة وفشل تحقيق الاهداف عن طريق الثورة ، فانها تنتقد الثورات التي هنالك قادة يضحكون على شعوبهم وينتصرون بدمائهم ويتسلطون على رقابهم ، نعم يوجد هكذا ثورات ، اما انها تصبغ هذه الصفات على كل الثورات فهذا دليل جهل .

هذه المراة هنالك من يجعلها اسطورة لاسيما من يتفق مع رؤيتها بخصوص الاسلام ، ولوانها كانت على اطلاع واسع على قوانين اوربا فيما يخص الجنس والمشروبات لالجمت فمها بيدها .

ما يحرمه السيد الخميني ليس هو من يحرمه بل الاسلام يحرمه وعليها ان تفرق بين سبب التحريم ومن هو الذي حرمها ؟ ان تفرق سبب الحجاب ولماذا الوجوب ؟

في امريكا من يشرب الخمر ويقود السيارة يعاقب ويحبس ، لماذا ؟ لانه يفقد العقل ومن يفقد عقله يتعدى على المجتمع ، هذا في اوربا ، في معظم الولايات الامريكية ، يُعتبَر شرب الكحول في الأماكن العامة مخالفًا للقانون. هناك قيود على الأماكن التي يمكنك التدخين فيها أيضًا. ففان كانت الصحفية لا تعلم بان الفنادق تعتبر اماكن عامة هذا اولا وثانيا في قم يعني على ارض مقدسة .

والحقيقة اللافتة للنظر التي ذكرتها هي انتقادها اللاذع لبعض الفتاوى التي لايمكن الحديث عنها ليس لانها غير صحيحة بل لان الثقافة والظرف لا يسمحان بها ، نعم عند الفقهاء اثناء البحث فيما بينهم يناقشون كل شيء اما ان تنشر في كتاب عن بعض العلاقات الجنسية الشاذة امر بحاجة الى توقف ، انا لا اقول انه لا يحصل بل حصل الاسوء والصحفية الايطالية تجد اللواط حق ومن يتعدى على حيوان جنسيا شذوذ ، والحديث عن العلاقة الجنسية حديث مهم وارقى من نظم العلاقات الجنسية هو الاسلام .

انها دونت اللقاءات حسب رؤيتها مع الجزم بانها حرفت وبرقعتها بصبغة تاريخية لتكون ضمن اوراق التاريخ ومصدر عن تلك الحقب التي كتبت مقالاتها ولقاءاتها مع القادة مهما كانت توجهاتهم وهذا هو ما يسمى صحافة السلاطين على غرار وعاظ السلاطين