18 ديسمبر، 2024 10:11 م

حواجز نفسية ام كونكريتية !

حواجز نفسية ام كونكريتية !

بعد ٢٠٠٣، وفي خضم التغيير في العملية السياسية في العراق التي انعكست بالتالي على جميع مفاصل الحياة بكل انواعها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، شهدنا تغييرات كثيرة وكبيرة، وظهرت طبقة سياسية جديدة، البعض رأيناه وسمعنا عنه للمرة الاولى، شيئا فشيئا تعودنا عليهم وعرفناهم ووضعنا امالنا وطموحاتنا بإنجازاتهم.
كنا نطمح للكثير والكثير، حتى باتت طموحاتنا تتقلص تدريجيا، بمرور السنوات وتعاقب الحكومات المختلفة على ادارة دفة الحكم في البلاد ، وباتت احلامنا مؤجلة وصار البعض منها مستحيلا ! لأننا لم نجد سبيلا الى تحقيقها، فهم صرفتهم عن طموحاتنا واحلامنا وتنمية بلدنا المصالح الشخصية والطموحات الخاصة بهم وذويهم، فهي لها الاولوية في اهتماماتهم اما نحن ! فلسنا بحساباتهم الافي فترات الانتخابات، حينها نراهم ونسمع اصواتهم الهاتفة بتحقيق طموحاتنا واحلامنا، والاكثر من ذلك نرى زياراتهم وبرامجهم الى عوائل الشهداء والمهجرين وغيرها ..
السؤال الذي يتبادر الى الذهن لماذا هذه الطبقة لم تنصهر فينا ولم تذب في المجتمع؟
نعم هم لهم جمهورهم، والبعض له تنظيمات، وله جمهوره الخاص به ؛ الذي اقصده ان هذه الطبقة بقيت محصورة بين قصورها وجمهورها، وكأن هناك حاجز نفسي هو اقوى واكثر صلابة من الحاجز الكونكريتي الذي ازيل هذه الايام ، فلم اشاهد سياسي يمشي مثلنا على قدميه بين الناس، او يتجول في الاسواق، او يزور المدارس او المستشفيات ..
تواصلهم مع جمهورهم وتنظيماتهم فقط، وهم في واد ونحن ومشاكلنا ومعاناتنا اليومية في واد اخر .. صحيح ان الحكومة ازالت الحواجز الكونكريتية، لكننا نبقى ننتظر ازالة الحواجز النفسية، فهل يطول بنا الانتظار؟
انه سؤال برئ!