23 ديسمبر، 2024 11:22 ص

حنكة عمار الحكيم في مكافأة الأثيم

حنكة عمار الحكيم في مكافأة الأثيم

مذ رأيته للوهلة الاولى في الاعلام, بدا لي “عمار تربية” – كما مايطلق النجفيون على عمار الحكيم- دجالا كبيرا وبائع كلام لايشق له غبار. يستطيع عمار الحكيم التلاعب بالمفردات وتاليا بعواطف العامة بطريقة لايدانيه فيها أحد من الكائنات الكونية المصاصة للدم.
إذ باستطاعة “السيد” أن يصور الثلج نارا والطحين غبارا والشرف عارا والارهابيين ثوارا والفسّاد نزهاء والحمقى حكماء والعلمانيون بلاء والديمقراطيون وباء والمتاسلمون –من أمثاله- نور وبهاء.
يحظر العشرات اسبوعيا لمنتدى عمار الحكيم ليستمعوا الى وعظ السيد الصغير، بعضهم أكبر من أبيه سنا وأكثر منه وأبيه وجده مجتمعين علما لكنهم جبلوا على الذلة والخنوع فحسبوا نزوعهم لتقديم فروض الطاعة ممارسة طقس من طقوس التبرك بتراب قدمي “السيد” اللتان تتدليان على رؤوسهم من علي تيمنا بآية الله الخميني عندما كانت قدميه تتدليان على رؤوس رواد مجالسه.
كلما إختلف اللصوص على تقاسم السرقة ولاح في الافق أملا للضحية باسترداد حقه، إنبرى عمار “اللئيم” بمبادرة تلم شمل السراق المتعاركين وترسم لهم خارطة طريق لتقاسم الأنفال فتهدأ النفوس وتكتنز الجيوب بالفلوس.
كان ولازال عمار من منظري ومروجي فكرة المحاصصة التي يذمها الجميع كلما سنحت لهم الفرصة– أعيد طبعا انتاج المحاصصة عدة مرات وتقمصت تسميات مختلفة في كل دورة انتخابية: المشاركة الوطنية، تقاسم السلطة، المشاركة بالحكومة، التمثيل العادل، الخ- وتاليا ساهم “السيد” الصغير في وأد كل أمل في تنشيط العمل البرلماني المعارض ،مثلما يمارس في الحكومات الديمقراطية، فشارك الجميع في الحكومة وتاليا في الغنيمة، فالسيد يعرف إن فرقة الدواب تستوجب وحدة الذئاب.
المتتبع لخطب “السيد” يجد ان جميعها تصب في أمرين أولهما مشاركة الجميع بالحكومة والمقصود بالجميع هنا ليس جميع مكونات الشعب العراقي – كما يريد هو ان يوهمكم- بل الكتل السياسية المتغانمة على السلطة – هذه استعارة من كلام الشيخ صباح الساعدي- وثانيهما تصفير الخلافات، طبعا ليس المقصود تصفير الخلافات بين طوائف ومكونات الشعب العراقي بل المقصود هو تصفير الخلافات بين ذئاب الكتل السياسية كي يستمروا بنهش لحم القطيع – الشعب العراقي- بالتساوي.
آخر ماجادت به قريحة “السيد” للقفز على مطالب المتظاهرين –بقيادة التيار الصدري- هو ما أطلق عليه “مبادرة الاصلاح الوطني” والتي تتجسد بتشكيل مجلس لقادة العملية السياسية المتنازعين على سرقة الشعب العراقي كي يسووا خلافاتهم ويكتموا غضبهم ،لئلا يتسرب الى وسائل الاعلام وينشر غسيل سرقاتهم على الحبال في شمس العراق اللاهبة، كي يبدون منسجمين ومتعاونين أمام الشعب العراقي وهذا وحده (ليس وضع حد للارهاب والجريمة المنظمة والفشل والفساد) حسب اعتقاد عمار كفيل بنزع فتيل غليان الشارع العراقي. يضم مجلس الانقاذ هذا بين جنباته فالح الفياض وهادي العامري وعمار الحكيم وحيدر العبادي وسليم الجبوري وصالح المطلك وفؤاد معصوم وحسين الشهرستاني واسامة النجيفي، فهل ترجو ايها المواطن العراقي مرقا من طبخ فأس؟ على من خرج العراقيون للتظاهر؟ اليس على هؤلاء الفاسدين
وامثالهم؟ استطاع “السيد” تحويل هدف التظاهرات من ضد الى صالح الفاسدين وكأن الحشود المليونية خرجت تطالب بان يتصالح الذئاب كي يقضوا على آخر من تبقى. ألم اقل لكم ان عمارا هذا لايستهان بدهائه؟
ايها العراقيون ان المحاصصة والمشاركة والمصالحة وتصفير الخلافات والتراضي والمساومات وتقبيل اللحى الذي يحصل بين ضباع الكتل السياسية المتغانمة لايصب الا في مصلحة الارهابيين والفاسدين وزعماء الميليشيا وتجار الحروب والمستفيدين من استمرار الموت والدمار في العراق، لذا ليس لكم بد من سياسة “الشلع قلع” اذاما اردتم تغييرا ايجابيا في العراق، ففاقد الشيء لايعطيه والفاسد لايستطيع تطهير الحكومة من الفساد والحرامي لايستطيع حماية المال العام فلاتأتمنوا قطا على شحمكم ولا حرامي على حمايتكم وان فعلتم فلوموا انفسكم على ماانتم فيه من ذل وهوان.