23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

حنان الفتلاوي وحديث السفينة 

حنان الفتلاوي وحديث السفينة 

هناك مجموعة من الاسس والمقومات التي ترتكز عليها قواعد العمل السياسي تكون متشابهة  من حيث الادوات في اغلب بلدان العالم الديمقراطية وغير الديمقراطية وفي طبيعة الحال تنقسم هذه الاسس والمقومات بين االاشخاص الذين يمثلون العمل السياسي وبين الاهداف والمبادى التي ينطلقون منها للمجتمع او للمجموعة التي ينتمون اليها ويعتمد نجاح العمل السياسي على الكاريزما والقدرة الاقناعية الذي من شأنها التأثير  بفئات المجتمع وتوجيه الرأي العام بالاتجاه المحدد سلفا ، بالاضافة الى عوامل مساعدة منها المال السياسي والماكنة  الاعلامية والقدرة  على الاستفادة من الاحداث السياسية وتسخيرها بالشكل الذي يناسب ويخدم اهدافه وتوجهاته  كل هذه العوامل اذاما استخدمت بشكل متقن ستنعكس على حضوض السياسي في القبول الجماهري له ، كماهو الحال مع النائبة الدكتورة حنان الفتلاوي حيث انها تعتبر مثالا للسياسي الذي وفق بين تلك العوامل وسخرها بااتجاه يسهم في زيادة شعبيته وهو ما تحقق في الانتخابات البرلمانية الاخيرة وحصولها على ما يربو عن  السبعون الف صوت  يعكس حجم الشعبية التي تتمتع بها السيدة النائبة ممايؤهلها الى لعب دور كبيرفي العملية السياسية لكن للاسف لم تحصل على استحقاقها الانتخابي والسبب يعود الى تشبث رئيس كتلتها بالولاية الثالثة الامر الذي ادى الى اضعاف الكتلة وتحجيمها بل تعداه الى اكثر من ذلك و تحولها من قائمة كبيرة تستطيع ان تفاوض وتشكل الحكومة وتحصل على المكاسب والمناصب التنفيذية الى قائمة معطلة غير مكترثة للضروف الحرجة التي يمر بها البلد وتركز هدفها على كيفية حصول زعيمها  على عرش الولاية  وباي ثمن  متناسية ان في المناخ السياسي قد تجري الرياح بما لاتشتهي سفن دولة القانون واصبحت السيدة النائبة في موقف لا تحسد عليه وذهاب الاف الاصوات  هباءً منثورا من دون ان تكون احدافراد الكابينة  الحكومية وهي التي تمتلك الجمهور والكفاءة المهنية  وكان الاجدر بها ومن معها من اعضاء دولة القانون ان يكونو بقدر المسؤولية وان يتحلون بالشجاعة  بفرض التغير من داخل الكتلة قبل ان يفرض عليهم قسرا وان يعون  لخطورة المرحلة جيدا و ينطلقون من مبدا لا ثوابت في السياسة ويكون التغير منهاجا لهم في رسم سياسة جديدة  تخرج البلاد من واقعها المتردي و تحافظ على استحقاقها الانتخابي وهنا نستذكر الحديث النبوي الشريف المسمى بحديث السفينة  والذي قال فيه ص ( (“مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مَرُّوا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا فى نصيبنا خرقاَ ولم نؤذِ مَنْ فوقَنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاًَ، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوْا ونَجَوْا جميعاً” )) وكانت هي الخاسر الاكبر في معادلة المالكي والكرسي .