ربما نشير بشكلٍ غير مباشر للمقولة او المثل القديم : < عادت حليمة الى عادتها القديمة > , وذكرنا أنّ اشارتنا التذكيرية هذه هي بشكلٍ غير مباشر , لأنّ حليمة او الست حنان لمْ تترك عادتها ثمّ عاودتها مرةً اخرى او جديدة , بل هذا هو ديدنها الذي عوّدتنا عليه طوعاً ومنذ سنين ..
ولا زالت الكلمات النابية التي تستخدمها النائبة الفتلاوي عالقة في الأذهان في مقابلاتها مع القنوات الفضائية , وما برحت مثل تعبيراتها تلك FRESH ولا يمكن ان تدخل بوابة النسيان مع تقادم الزمن , فقد التصقتْ بشخصيتها وبأسلوبها غير اللائق في الحديث , ولعلّ واحدة من عباراتها المكررة سابقا ضد بعض السياسيين والمسؤولين التي استخدمت فيها الأسلوب المبتذل قائلةً فيه : < واللي ما يعجبه خلّي ينطح راسه بالحايط > – مع اعتذاري شخصياً لنقل هكذا مفردات هنا .
أمس الأول – الأحد المصادف 23 8 شَنّتْ النائبة حنان ” عبر قناة الشرقية ” هجوما وبالأحرى تهجّماً سافراً على السيد رئيس الوزراء وكان تهجّما مبطّناً تعاود فيه استخدام الأسلوب ال AGGRESSIVE بشكلٍ متقطّع على السيد العبادي , ولسنا هنا بالطبع بصدد إعادة كلّ ما تفوّهت به الفتلاوي , فقد اعادت وكررّت قناة الشرقية بثّ مقاطعٍ منه لمرّاتٍ عدة امس الأثنين , انّما من غير المفهوم ولا المهضوم أن تقول الست حنان بأنَّ رئيس الوزراء قام بالتوقيع على حزمة القرارات وهو < بكامل قواه العقليّة > !! , انها عبارة نابية واستخفافية ولا تنمّ عن احترام ولا عن اسلوب للمتحدّثة , ولا نريد ان نقول أنّ الفتلاوي نطقتها ” بكامل قواها العقلية ” فذلك عَيب وغير لائق . وعدا أنّ الرئيس العبادي يدير اوضاعاً في غاية التعقيد ولعلّ اولها صراع مراكز القوى والأحزاب وتأثيرات الدول الأقليمية والخارجية عليها , وتزامن ذلك مع الأوضاع العسكرية وتعدد جبهات القتال مع داعش , ولرُبَّ الأصعب من ذلك كله هو ملف او مجلّدات الفساد المالي والأداري بدءاً من اعلى المستويات في الدولة , وما يواجهه من كوابحٍ سياسية من اطرافٍ سياسية ما لعرقلة المسيرة الأصلاحية جرّاء تضررّ البعض من مكافحة الفساد او من خلال عملية الصراع مع وعلى السلطة , فلَمْ يتضمّن حديث حنان الفتلاوي ما يشكّل مادةً موضوعية لنقد اجراءات السيد العبادي سوى انه لم يلتزم بالسقف الزمني الذي اختاره لمعالجة بعض القضايا الراهنة المتعلقة بمكافحة مصادر الفساد وتغيير بعض المسؤولين او الوزراء في الدولة , وهنا لا بدّ من الأشارة والقول أنّ المواعيد او السقوف الزمنية التي اختارها رئيس الوزراء هي ليست مواعيد مقدّسة , وانها تأتي ضمن معدّلات تقديرية ولا يمتلك العبادي عصاً سحرية لتغيير كلّ أمرٍ بين ليلةٍ وضحاها وهو محاط بشخوصٍ متربّصين لعلّ اقلّهم الست الفتلاوي , والجميع يدرك بالكامل والمطلق أنّ تغيير وزيرٍ ما < كالكهرباء او غيره > سوف لن يحل المشكلة الجاثمة منذ زمن بشكلٍ فوري , وانّ استبدال او تغيير هذا المسؤول او ذاك قد يتطلب وقتا ما للبحث عن بديلٍ ما , ثمّ أنّ حُزَم المشاكل التي يعانيها العراق في وقتٍ واحد من المحال حلّها بهذه الفترة القصيرة التي بدأها العبادي توّاً .
من المؤسف ” هنا ” أنّ النائبة حنان قد جرّتنا جرّاً لنتحدّث بما هو ليس بجديد , وقد بقيتْ فقط ملاحظتان حول حديث النائبة , واولهما : انها طبيبة لم تستطع معالجة نفسها من مرض الكلمات النابية والأسلوب المفتقد للّياقة اجتماعيا وغير اجتماعيٍّ , والثانية : أنّ المسوّغ الوحيد اللامبرّر لحديثها يكاد يحمل في ثناياه محاكاة وحنين لنائب رئيس الجمهورية المقال السيد نوري المالكي .!
ينبغي ومن الضرورة منح رئيس الوزراء فرصةً اوسع لأداء مسيرته الأصلاحية الجديدة , وهذا ليس بدفاعٍ عن السيد العبادي بأيّ شكلٍ من الأشكال .