18 ديسمبر، 2024 9:18 م

حنان الفتلاوي والرقص على أوتار الدماء

حنان الفتلاوي والرقص على أوتار الدماء

سمعنا بمصطلحات السياسة الكثير من المعزوفات, عزف على أوتار الطائفية, وعزف على أوتار القومية, والى آخرها من معزوفات السياسة العاهرة, ولكن عزف أوتار الدماء! أي نوع من العهر السياسي هذا؟!

وسط قلوب مقطعة, و آهات الثكلى, و أمل ليعقوب بلقاء يوسف وقد أبيضت عيناه من الحزن وهو كظيم, ظهرت على نهر الدماء, التي عانقت عذب الفرات, تشتكي إلى بارئيها غدر الجبناء, مومس السياسة البعثية, لترقص طربا على أوتار الدماء, عسى أن تجد ضالتها.

على ما ترقص تلك العاهرة؟! وهل يصدق يعقوب بكاء اليهود على يوسف؟!

دموع الثكالى, وأنين اليتامى, ليست جسرا للإرادة البعثية , وليست سيمفونية 7في 7, وكأني بحذاء ذلك الشريف الذي رشق لسان البعث وهو صامت يقول: لا تحسبن رقصي في الهوا طربا ….. فالطير يرقص مذبوحا من الألم.

ولدكم ولدي!

أين أبنائك أيتها الرقطاء؟ مساكين يدرسون في أوكرانيا, بينما من هم أشرف من أبنائك, لم يجدوا سبيلا للعيش في حكومة مختارك الأرعن, وفي حين فرصة للترويج عن نفسه, أقدموا للتطوع في الجيش, شباب لم يجدوا فسحة من الأمل إلا عن طريق الجيش, وكانت جائزتهم القتل في غير وطنهم الأصلي.

دماء سبايكر, لن يمحيها رقصك على أوتار الجراح والدماء, أحسبتي إن صوتك المشئوم لازالت له آذان صاغية؟! قد يسمعها من هو على شاكلتك, لكن لن تجد لدى الفاقدين سوى حذاء شريف, قد أحزنه وجوده في مؤتمر أنت فيه, فشاط غضبا ليرشق فمك القذر, متأسفا لأنه أجابه.

أنها ليست جلسة سمر مع خميس الخنجر, ولا برنامج نفاق مع شلة البعثية مثل الفريجي و الجبوري, إنها آهات تائهة, تبحث عن من يصدق معها, ويجلس هو على الأرض لأنه مذنب, وليس العكس كما شاهدنا, لم تعد هناك قلوب تستوعب رقص العواهر على أنغام الجراح.

أبناء الجنوب, الذين قدتموهم بعمد إلى قواعد الغربية, لأجل مصالح انتخابية, ليسوا دعاية لحركتك الجديدة, ولا دمائهم مسرح لنعيقك المشئوم, فهنا أم لشابين لم يعودوا بعد غياب, وهناك رجل طاعن بالسن ذهبت جميع أحلامه بولده أدراج الرياح, ألا تخجلين؟ و أنى لك قطرة حياء؟!

في الأمس جلست مع الفريجي لتخون شهداء سبايكر, واليوم تتباكى على جراح لم تندمل بعد! أي صنيعة هي هذه الشيطانة؟! ولكنها إرادة السماء لتفضحها, وتجعل نهاية مسرحها السياسي برشقات الكراسي والأحذية, إنها نهاية كل من تعدى على الأشراف دون حياء.

لقد أغلق مسرحها, و انتهت أرادتها بعودة البعثية, تلك الحية الرقطاء, التي أعجب الجاهل طول لسانها, بينما علم العاقل ما يحمله ذاك اللسان من سم زعاف, هل ستغادر مسرح الرقص بعد الحذاء الذي سحق رأسها؟ أم سنراها تبدل جلدها لترقص من جديد؟