ليس معيبا ان ينتقد النواب والسياسيين بعض المواقف والقرارات التي تتخذها الحكومة والمؤسسات الاخرى اذا كان النقد لغرض التصحيح وتقويم الاعوجاج وتصحح المسارات الخاطئة التي تتسبب بتعطل حياة المواطنين او تتسبب باضرار معينة حيال مصلحة البلد العليا.
ولاننا في العراق ولان تجربتنا الديمقراطية فتية ولان الاختيار لا يتم على اساس مهني ولان البدايات كانت تشبه شبكة الصياد في الوصول الى قبة البرلمان كل هذه الاسباب واسباب اخرى تسببت بصعود اشخاص ونماذج غير مهيئة لمثل هذه المواقع ولا يمكن ان تمنح هذا المقام الحق الذي يليق به فكان ان ابتلينا بنواب ونائبات ينحصر جل عملهم بالتسقيط والتشكيك والتجاوز على الاطراف الاخرى.
وليس بعيدا ان يكون لوجود مثل هؤلاء النواب ادوار محددة بناءا على القابليات والمهارات التي يتمتعون بها وهذه الادوار اما تاتي مع انطلاق نجومية النائب والنائبة او تاتي بعد ان يتم اكتشاف مواهب وقابلياته في مرحلة العمل الفعلي ومرحلة التجربة كون معظم هؤلاء يتم دمجهم في القوائم دون وجود قاعدة بيانات حقيقية لواقع هؤلاء.
ومع كل الزخارف والتسميات والبهرجة التي يجد النواب انفسهم فيها الا ان البعض لا يستطيع ان ينسلخ عن الواقع الذي جاء منه فيبقى اسير تلك الثقافة والمنهج والاخلاقيات مهما حاول ان يصنع لنفسه هالة من القداسة والتبجيل ولهذا نجد ان اثر الواقع يستمر في تصرفات هؤلاء النواب والنائبات.
الامر الاكثر ايلاما هو ان ثقافة التسقيط وخلق المشاكل وزرع الفرقة تجد من يتناغم معها بل تجد من يدافع عنها ويصفق لها ويمنحها تاج العفة والوقار والانتماء وكاننا في مجتمع لم يحترق منذ عشرات السنين بنيران الحروب والاختلاف والفساد والمتاجرة بحقوق واصوات المستضعفين والمغفلين، فكان ان تسبب هؤلاء بتشجيع منهج فوضى التصريحات على منهج المنطق والتقدم نحو الامام.
ولست هنا بمقام تعداد من هم زراع المشاكل والفتن وخلق العداوات ولكني هنا بصدد استعراض بعض المواقف المتناقضة للزعيمة حنان الفتلاوي والتي امتهنت الخلاف والتسقيط أسلوبا منفردا ودون باقي الاساليب،مكنها من حصد الكثير من الأصوات وفتح شهيتها لان تعلن زعامتها لقائمة بنفسجية سيكون لها تواجد في كل المحافظات وسيكون عليها ان تفتح خزائن الاموال لديمومة زعامتها،وليس مهما من اين تاتي الاموال.
الأموال لها دور مهم في نفسية حنان فهي تشتعل لظى على حصة اقليم كردستان لكن الغريب ان هذه النيران المستعرة على حقوق ابناء الجنوب تنطفئ قبالة ضياع موازنة كاملة مقدارها 114 مليار دولار وكم كان جميلا ومقنعا لو ان الفتلاوي ساءلت المالكي عن هذه الاموال الكبيرة والانفجارية كما تساءل اليوم العبادي عن حصة الاقليم.
ايضا استغرب ومثلي الكثير عن هيجان الفتلاوي على اقامة الاردن حفلا لتابين الطاغية المقبور ومطالبتها بوقف تدفق النفط الذي يعطى باسعار رمزية ومطالبتها بسحب السفير العراقي وطرد نظيره الاردني في هذا الوقت تحديدا ولم نسمع طوال السنوات التي كان فيها المالكي رئيسا للوزراء بمثل هذه المطالب رغم ان الاردن يقيم هذه المناسبة كل سنة ورغم ان منح النفط للاردن تم في زمن المالكي وباوامر من المالكي.
يبدوا ان الفتلاوي لم تقتنع بعد ان زمن النبوءات الكاذبة قد انتهى وان القراءة في كتاب الالحاد لا يصنع شعبا واعيا ولا مجدا إنسانيا.