23 ديسمبر، 2024 9:59 ص

حنان الفتلاوي من عباءة المالكي إلى زعامة إرادة

حنان الفتلاوي من عباءة المالكي إلى زعامة إرادة

لم يكن مفاجئا خروج النائبة حنان الفتلاوي من قائمة دولة القانون وإعلانها عن تشكيل قائمة جديدة حملت اسم ارادة مع اختيار التوقيت واللون والصورة.

وخروج الفتلاوي واعلان نفسها كاول زعيمة نسائية لقائمة سياسية في العراق الاتحادي الفدرالي الديمقراطي يمثل حالة صحية في المسيرة الديمقراطية الفتية على المنظور القريب والبعيد لكنه ليس حالة صحية للنائبة الفتلاوي التي عرفت بمواقفها المتناقضة والمتزمتة والطائفية.

وعدم الاستغراب من انشقاق الفتلاوي من دولة القانون مرده يعود الى تطلعات النائبة المالكية التي كانت تعول كثيرا على فوز نوري كامل بالولاية الثالثة واحتمالات حصولها على منصب تنفيذي لكن تطلعاتها خابت بعد فشل المالكي في الحصول على الولاية الثالثة وانزوائها خلف التصريحات الانفعالية والتحريضية و”الانبطاحية”، ايضا عدم الاستغراب مرده النتيجة الكبيرة التي حصلت عليها في انتخابات مجلس النواب والتي أهلتها لان ترى في نفسها زعيمة نسوية متفردة على الساحة السياسية العراقية وهذه الزعامة مع خيبت املها من فشلها في الحصول على منصب تنفيذي وقلة التقييم والاهتمام ،جعلها تفكر بصوت عالي كي تأسس لنفسها مساحة تتناسب مع ما تراه في نفسها فارتدت عباءة الزعيمة بين كبار القامات السياسية في العراق.

المؤكد ان الفتلاوي ما كانت لتنشق لو ان رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لان وجود المالكي على راس السلطة التنفيذية كان يفرض عليها قيود الانتماء الاجباري ولان الفتلاوي وغير الفتلاوي ما كانوا ليكونوا لولا عباءة المالكي هذا اولا ولان قوة دولة القانون تكمن في السلطة تحديدا وليس خارج السلطة ثانيا،وهذه النقطة هي” مربط الفرس” اي ان خروج المالكي من رئاسة الوزراء عمق الخلافات واطاح بالاحلام والامنيات وكشف الزيف والادعاءات فكثرة الانسحابات والانشقاقات في مجالس الإسناد والفضائيين والدعاة،هنا جاءت لحظة القرار وهو خروج الفتلاوي القوية الطائفية الانفعالية بقائمة منفردة مهمتها لملمة الأصوات التي تبعثرت من سلة المالكي ودولة القانون ومن ثم إعادتها الى سلة المالكي في الفترة القادمة مع ما يقوم به المالكي من تحركات ومناورات يتفنن في ادائها وبطريقة افضل مما كان عليه يوم كان رئيسا للوزراء.

ان اتفاق الفتلاوي مع المالكي على تشكيل قائمة جديدة أمر وارد جدا لعدة أسباب منها ان الفتلاوي لازالت ترى في المالكي الزعيم الاوحد وان امر التقائهما من جديد وارد وحتمي وثانيا ان تشكيل اي حزب وفتح مكاتب له في عدد من المحافظات يحتاج الى امكانيات واموال كثيرة وهذه الاموال لا توجد الا عند المالكي ولا احد غيره.

ان عدم صحة اتفاق الفتلاوي مع المالكي لا يعني ان الزعيمة حنان منزهة عن الاتفاق مع طرف اخر على لعبة قائمة ارادة لان استمرارية حزب الفتلاوي ستكون محكومة بالفشل والافلاس اذا لم يتعهد طرف بملا خزينة ارادة باستمرارية ودون توقف ،لكن ما هو الثمن؟.