بالرغم من جلساتهم المتواصلة, لم يفلح المجتمعون تحت خيمة التحالف الوطني بإعتبارهم الكتلة الأكبر؛ في الوصول الى إتفاق على الشخصية التي سترأس الحكومة المقبلة.
أصبح التوافق الوطني, من المعضلات التي تتطلب حلولاً وتنازلات جوهرية؛ وإذا ما أراد النواب الفائزون في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة, التي جرت نهاية أبريل نيسان الماضي, السير في سبيل واحد وإنجاح العملية السياسية, فعلى الجميع التصرف بجدية ونكران الذات, وتهيئة الأجواء لإجتماعٍ لا يخلوا من الصراحة والإعتراف بإخطاء الماضي.
للأسف, تتواصل الحرب الكلامية, والمشادات الإعلامية, بين الكتل الفائزة, وتبادل الإتهامات أصبح ديدن جميع من يظهر على شاشات التلفاز, وأصبح الشعب العراقي آخر المستفيدين..! وقد تناسوا هؤلاء السياسيين إن قضية الشعب هي الأهم, وعلى جميع النواب الفائزين, الإبتعاد عن التراشقات عبر وسائل الإعلام, والولوج في مكاشفات وتنازلات ليمضي الركب سالماً.
تناقلت وكالات الأنباء خبر طرح إسم هيلاري كلنتون كمرشحة للرئاسة الأمريكية المقبلة عن الحزب الديمقراطي, وبدءت فعلاً دعايتها الإنتخابية مبكراً,و يتوقع لهيلاري كلنتون الفوز, لأنها تحظى بقبول شعبي وخبرة إستقتها من زوجها الرئيس السابق بيل كلنتون, وعلى غِرار ذلك, لا أستبعد طرح إسم, السيدة حنان الفتلاوي كمرشحة تسوية لرئاسة الحكومة, بعد إن فشل السياسيين بالإتفاق على شخصية, تقود الحكومة المقبلة, التي طال تشكيلها, بالرغم من دعوات المراجع الدينية والشعبية بتشكيل الحكومة والبدء بتقديم الخدمات للمواطن.
أخر الأخبار تفيد بإنسحاب, السيد نوري المالكي, من التحالف الوطني, وإعلانه تشكيل الكتلة الأكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة المقبلة بعد رفض طارق نجم الرجل الثاني في حزب الدعوة, لتسنم مهام رئاسة الوزشراء.
إذا ما تم وتحقق ذلك؛ فإن الحكومة المقبلة, ستتشكل بعيداً عن الشراكة الوطنية, وستقترب من الإنفراد بالسلطة, مما يعني ولادة أزمات جديدة, ستؤدي الى إنعدام الوفاق السياسي, وتكوين جبهات معارضة وكتل, داخل البرلمان وإستحالة الإستقرار السياسي, والذهاب بالعراق وشعبه الى مستقبل مجهول.